محمد كامل القليوبي: أهمية المخرج ليست في عدد أفلامه
أعلن المخرج محمد كامل القليوبي عن سعادته البالغة بتكريمه في {مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط}، مؤكداً أن التكريم يجعله يشعر بأن مجهوده لم يذهب هباءً. وأوضح أنه متفائل بالسينما المصرية رغم المعوقات والمشاكل، خصوصاً أن الأعمال المستقلة في طريقها إلى الصدارة مع وجود شباب يحبون الفن السابع. وأوضح أن المخرج ليس بكم الأعمال التي يقدمها بل بالكيف... إلى نص الحوار.
تم تكريمك في مهرجان الإسكندرية في الفترة الأخيرة. كيف ترى هذا التكريم؟
يُشكل التكريم إحدى أجمل اللحظات التي تمر على المبدع وتسعده وتشعره بأن مجهوده لم يذهب في الهواء، وأن ثمة من يقدر فنه ومجهوده ليشعر بالرضا والطمأنينة، خصوصاً عندما يأتي التكريم من مهرجان كبير وعريق مثل مهرجان الإسكندرية.لماذا أنت مقل في أعمالك السينمائية؟لست مقلا، لكنني أفضل أن أتروى وأقدم أعمالاً بلا استعجال أو استسهال، فالعبرة ليست بالكم ولكن بالكيف، فإذا اهتممت بأن يكون لي كل موسم فيلم فأنا بذلك سأقدم أي أعمال تعرض عليّ. لكنني أفضل أن أصنع أعمالي من دون استعجال كي تخرج جيدة وأرضى والجمهور عنها، لا سيما أن المخرج يُحاسب على مجمل أعماله. مثلاً المخرج الكبير شادي عبدالسلام دخل السينما العالمية من أوسع أبوابها من خلال «المومياء» وهو لم يقدم غيره.ما رأيك في تيار السينما المستقلة؟أعتقد أن السينما المستقلة هي مستقبل الفن السابع في العالم، فالشباب يعملون في السينما من منطلق حبهم لهذا المجال، ومع تقدم التكنولوجيا والأجهزة المتاحة قدموا أعمالهم بأنفسهم من دون انتظار موافقة منتج، أو غيرها من معوقات. إنهم فعلاً أمل السينما العربية عموماً، ولو كانت أتيحت لجيلي هذه الفرصة كان الوضع اختلف تماماً. اليوم حرية العمل السينمائي مكفولة للجميع. من يريد أن ينتج فيلماً عليه إحضار كاميرا ديجيتال والاتفاق مع زملائه على السيناريو. واللافت في هذا المجال أن الشباب موهوبون في التمثيل والإخراج والسيناريو، لذلك أتفاءل بهم.رحل عن عالمنا منذ أيام المخرج الكبير سعيد مرزوق. هل ترى أنه أخذ حقه؟الراحل الكبير سعيد مرزوق مخرج متميز قدَّم لنا أعمالاً خالدة وسيبقى في الذاكرة، واستطاع أن يؤثر في السينما رغم أنه لم يدرسها، لكنه يعشقها ونشأ على حبه لها، وضحى بعمره في سبيل رفعتها وتم تكريمه في الفعاليات السينمائية سواء داخلياً أو خارجياً. ومع ذلك لم يأخذ حقه كما يجب، فمرزوق استطاع أن يغير شكل السينما المصرية من خلال أعماله التي قدمها وأعتقد أن له دوراً كبيراً وبشكل أساسي في التجديد بأعماله مثل «زوجتي والكلب» و{حكاية ورا كل باب»، وهما من ضمن الأفلام المهمة في تاريخ السينما المصرية.هل التكريمات التي حصل عليها أنصفته؟ما حصل عليه سعيد مرزوق من تكريمات لا يكفيه، وللعلم لم تربطه علاقات صداقة مع أحد، وكان يفضل الانطواء والاختلاء بنفسه. لا يحب التجمعات والشلل، فتركيبته الشخصية غير اجتماعية. هل يحتاج المبدع إلى شلة كي يحصل على التكريمات؟للأسف، هذا ما يحدث في مصر. لكن المبدع الحقيقي لا يهتم إلا بعمله ولا يهمه إذا كان سيكرم أم لا. المهم أن تصل أعماله إلى الجمهور الذي يعطيه في النهاية أفضل تكريم.أفلامك الروائية الطويلة قليلة مقارنة بالأعمال التسجيلية، لماذا؟الأهم أن تكون الأعمال جيدة بغض النظر عن تصنيفها لكن أنا أشعر بأن الأفلام التسجيلية لها وضعية خاصة عندي. وفي ما يتعلق بالأعمال الروائية الطويلة، فأحب عندما أقدمها أن تكون في أفضل صورة، والحمد لله معظم أعمالي حصل على جوائز في مهرجانات كبيرة. بعيداً عن كل شيء، أنا راض تماماً عن مشواري الفني وأفلامي.يرى البعض أن المهرجانات السينمائية المصرية لا تفي بالغرض منها، لكنها معنية بالنخبة أكثر من الجمهور العادي، ما رأيك؟على العكس، فالمهرجانات تسعى إلى إيصال رسالة ثقافية وفنية إلى أكبر عدد من الأشخاص، إذ تقيم ورشاً للسيناريو والإخراج والنقد، ما يعود بالنفع على المواطن العادي الذي يثري عقله وذاكرته بفعاليات هدفها تعليم الفنون للمواطنين من خارج النخبة، لأن الأخيرة لا تحتاج إلى ذلك.هل أصبحت المهرجانات «مصلحة» كما يردد البعض؟عدد المهرجانات في مصر قليل جداً مقارنة بالدول المتقدمة سينمائياً، بالإضافة إلى التمويل الضعيف والذين يفترضون أن «المصلحة» تقف وراء المهرجانات وجهة نظرهم خاطئة تماماً.كيف ننهض بالسينما المصرية وكيف نتصدى لمشكلة القرصنة؟أولاً يجب زيادة الدعم المقدم لهذه الصناعة، ورفع ميزانية المركز القومي للسينما لترميم الأفلام والأرشيف وتدعيم المهرجانات السينمائية. ولابد من إلغاء الرقابة على المصنفات الفنية خاصة أنهم مجموعة من الموظفين يرأسون جهازا يعمل ضد الإبداع، وأتمنى أن يتم تحويله ليكون وسيلة في وجه القرصنة التي دمرت السينما المصرية، علاوة على إصدار قانون حقوق الملكية الفكرية الذي سيحل المشاكل المستعصية للفن المصري عامة والسينما خاصة.كيف ترى مستقبل السينما المصرية؟متفائل، فالأوضاع السياسية تحسنت كثيراً، ما يؤهل الفن المصري إلى أخذ مكانته المعهودة مجدداً. والحمد لله، تخلصنا من الجماعة الإرهابية الظلامية التي كانت تريد الانقضاض على الفن واغتياله. وأعتقد أننا في الفترة المقبلة سنشهد مراحل صعود السينما والفن مجدداً.