في أول خطاب له بعد الصفعة الانتخابية التي تلقاها، دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس الأحزاب السياسية إلى تشكيل حكومة ائتلافية في أسرع وقت ممكن.
وقال إردوغان بعد خسارة حزب «العدالة والتنمية» الأغلبية المطلقة في البرلمان للمرة الأولى منذ 13 عاماً: «على الجميع أن يضعوا مصلحتهم الشخصية جانباً، ويشكلوا حكومة ائتلافية في أسرع وقت ممكن، في إطار العملية الدستورية».واعتبر إردوغان أن «نتائج الانتخابات لا تعني بالطبع ان تركيا ستبقى بلا حكومة»، مضيفاً أنه يأمل أن تفضل الأحزاب السياسية الحل بدلاً من الأزمة. وشدد على أنه «لا يمكننا أن نترك تركيا بدون حكومة، بدون رأس، من يحرمون تركيا من حكومة سيدفعون ثمن ذلك. أدعو كل التشكيلات السياسية إلى التحرك بهدوء وتحمل مسؤولياتها، لكي تتمكن بلادنا من تجاوز هذه الفترة بأقل الأضرار الممكنة».وأدلى اردوغان بكلمته خلال حفل تسليم الشهادات لخريجين أجانب في مقر غرفة التجارة في أنقرة.وفيما بدا أنه هجوم غير مباشر على حزب الشعوب الديمقراطي الكردي الذي يتهمه أردوغان بأنه واجهة لحزب «العمال الكردستاني»، اتهم اردوغان الغرب أمس بقصف العرب والتركمان في سورية لإحلال جماعات إرهابية كردية محلهم، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردي التابعة للحزب الديمقراطي الكردي، الذي يعتبر الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني.داود أوغلومن جهته، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال أحمد داود أوغلو أمس، إن التاريخ أظهر عدم ملاءمة الحكومات الائتلافية لتركيا، لكن حزبه الحاكم مستعد لجميع الاحتمالات.وقال أوغلو خلال اجتماع للمسؤولين المحليين في «العدالة والتنمية» من جميع أنحاء البلاد: «لقد استخدمنا نماذج الحكومات الائتلافية في السبعينيات والتسعينيات كأمثلة لنبرهن أن الائتلافات ليست مناسبة لتركيا، وسنتمسك بهذا الموقف».وتابع: «لكن وسط المشهد السياسي الحالي، الحزب الوحيد الذي يمكن أن يقدم حلولا واقعية هو حزب العدالة والتنمية. نحن منفتحون على أي احتمالات في تركيا تستند على التطورات الأخيرة».من جانبه، قال نائب رئيس حزب «العدالة والتنمية» بشير أطالاي، إن الحزب يدرك مسؤولياته جيداً بصفته أكبر الأحزاب في تركيا، مؤكداً أن «مستقبل البلاد في المرحلة الحالية أهم من أي شيء آخر».وأكد أن الحزب لم يتصل بأي حزب آخر حتى الآن بشأن تشكيل حكومة ائتلافية مع أحزاب المعارضة، مبينا أنه «لا يمكن تخيل معادلة سياسية لا تتضمن حزب العدالة والتنمية الذي يضم كل شرائح المجتمع التركي».«الشعوب»وفي تطور جديد، عبر حزب «الشعوب» الديمقراطي أمس عن استعداده لقبول جميع الخيارات المتعلقة بتشكيل حكومة ائتلافية، على ألا تضم «العدالة والتنمية». ويعني هذا الكلام أن الحزب الكردي مستعد للدخول في ائتلاف مع حزب العمل القومي، الذي كان يطلق عليه اسم الفاشيين قبل مدة قصيرة. ويرفض حزب العمل القومي عملية السلام مع الأكراد، ويعتبر أن الحوار مع حزب العمال الكردستاني خيانة.وقال زعيم حزب «الشعوب» صلاح الدين دميرتاش، إن زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبدالله أوغلان مستعد لإطلاق دعوة لإلقاء السلاح، وإن عملية السلام مع جماعته يجب أن تسير بخطى أسرع.(أنقرة - أ ف ب، رويترز، كونا)
دوليات
إردوغان يدعو إلى حكومة ائتلافية ويهاجم أكراد سورية
12-06-2015