لكل مرحلة أغانٍ تميزها
الأغنية، برأي، علي الحجار بمثابة سفير يحمل وجهة نظر مثقفي أي دولة وأصحاب الرأي فيها، لمواجهة قضية أو لفت الانتباه إلى أزمة بعينها، مشيراً إلى أن التعاون بين المؤلف في الكتابة والملحن في الموسيقى والمطرب في الغناء يولد رسالة يجب أن تكون على تماس بقضايا المجتمع وهمومه.يضيف أن لكل مرحلة أغانٍ تميزها من ناحية المضمون، فتأتي معبرة عن الواقع الاجتماعي الذي يعيشه المصريون، مؤكداً أن الفترة الماضية شهدت تميز أغانٍ وطنية وسياسية، لانشغال المواطنين بالسياسة والحراك الثوري الموجود.
يتابع أن الفنان يجب أن يكون له دور في المشاركة بالأوضاع من خلال أغانيه، لافتاً إلى أن شعور المستمعين بأن الأغنية تعبر عن واقعهم وقريبة منهم يدفعه إلى أن يقبل عليها، وهو ما يتطلب من المطربين والملحنين والشعراء تلمس المشاكل التي تواجه المجتمعات.أفكار ظلاميةيعتبر الشاعر عوض بدوي أن الفن يجب أن يحفز حركة تطور المجتمع ويواجه الأفكار الظلامية التي تقتل الإبداع، فضلاً عن تشجيع الشباب للمشاركة بنهضة المجتمع، لافتاً إلى أن الأمر لا يتوقف عند حدود الأغنية الوطنية المباشرة من ناحية الكلمات، بل من خلال أغانٍ عاطفية تنبض بمشاعر راقية وحضارية، ولا تخاطب الغرائز، كما يحدث مع بعض المطربين راغبي الشهرة.يؤكد أهمية عدم التركيز راهناً على الأغاني الوطنية الحماسية والمباشرة فحسب، كوسيلة للتقرب إلى الجمهور ومواكبة طموحاته، بل التنوع في الأغاني وطريقة تقديمها ما يسمح باستقطاب مزيد من الجمهور، بالتالي وصول الرسالة الفنية إلى نسبة واسعة من المستمعين، خلافاً للرسائل المباشرة التي تصل إلى عدد أقل من الجمهور.بدورها تلفت أنوشكا إلى أهمية مواكبة العصر في تقديم الأغاني، سواء من خلال الإيقاع أو المضمون، ليتمكن المطرب من الاستمرارية، مشيرة إلى أن طبيعة جمهور المستمعين اختلفت عن الماضي، بفضل السرعة التي فرضتها التكنولوجيا المتطورة ما انعكس على سرعة الإيقاع. تضيف أن اختيارات الفنان للأغاني تحكمها اعتبارات من بينها: مدى ملاءمتها للفترة التي تقدم فيها، فما هو صالح الآن لم يكن مناسباً قبل عشر سنوات والعكس صحيح، لافتة إلى أنها تفكر جيداً في أغنية مناسبة مع التوقيت المطروحة فيه.رقي المشاعريعتبر إيهاب توفيق أن الأغاني التي يقدمها ليست تعبيراً عن حالته الشخصية أو المزاجية، بل تخاطب فئات مختلفة، مشيراً إلى أن الأغاني العاطفية، سواء كانت كلماتها تحتوي على الشجن أو الفرح والحب، تهدف، بالدرجة الأولى، إلى الارتقاء بمشاعر من يستمعون إلى تلك الكلمات.يضيف أن الأغاني يجب أن تواكب التطور في المجتمع من ناحية حاجة المستمعين إلى أغنية قصيرة في المدة وعميقة من المعنى، ويمكن تردادها عبر لحن مميز وراق.يتابع أن تلك المعادلة تكفل النجاح للأغنية، مؤكداً أن من يعرف أذواق الناس ويقدم أغنية قريبة منهم سينجح في الوصول إليهم من دون حاجة لدعاية مكثفة.أما خالد سليم، فيقول إن نمط تفكير الشباب وتغير وسائل الاتصالات والتواصل... كلها أمور يجب أن تكون واضحة وملموسة، سواء في الغناء أو التمثيل، مشيراً إلى أن متطلبات العصر فرضت متغيرات على الواقع، يجب أن يتأقلم معها الفنان سريعاً ليكون أكثر قرباً من الجمهور.يضيف أنه عندما قدم أغنية «بلاش الملامة»، ضمن أحداث فيلم «حلم عمري»، وكانت تتضمن كلماتها «رنين هاتف محمول» وانتظار الحبيب لسماع «رنين الهاتف المخصص لحبيبته»، كان ذلك نتيجة بداية ظهور مكالمات غرامية بين العشاق، مشيراً إلى أن هذه الأغنية بمثابة نقطة تحول في طبيعة العلاقات الغرامية في تلك الفترة وعبرت بشكل صادق عن التكنولوجيا التي بدأ المستمعون يستعملونها.