«الحشد» إلى الأنبار بعد طول ممانعة من السنّة وواشنطن

نشر في 19-05-2015 | 00:03
آخر تحديث 19-05-2015 | 00:03
25 ألف مقاتل شيعي يتوجهون إلى الرمادي لطرد «داعش»... وطهران توفد دهقان بدل سليماني
بعد سقوط مدينة الرمادي بيد «داعش» أصبح طريق «الحشد الشعبي» إلى محافظة الأنبار مفتوحاً على مصراعيه، بعد معارضة من رئيس الحكومة حيدر العبادي وسياسيين سنة وواشنطن لتدخل «الحشد» في هذه المعركة الحساسة.

بعد استبعاد رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي لقوات «الحشد الشعبي» الشيعية عن معركة الأنبار، واندلاع أزمة علنية بينه وبين قادة الميليشيات الشيعية المنضوية في «الحشد»، عاد العبادي ليرضخ ويطلب رسمياً من «الحشد» المشاركة في معركة تحرير الأنبار بعد الهجوم الكاسح الذي شنه تنظيم «داعش» منذ الخميس الماضي وسيطر خلاله على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار التي أصبحت ثاني مدينة عراقية كبيرة تسقط في يد التنظيم المتطرف بعد مدينة الموصل.

تحفظ سني

ويأتي دخول قوات «الحشد الشعبي» إلى المحافظة ذات الغالبية السنية بعد أشهر من تحفظ سياسيين سنة ومسؤولين محليين على مشاركة هذه الفصائل، ومطالبتهم بدعم العشائر المناهضة للتنظيم بالسلاح والعتاد.

وكان سياسيون سنة وزعماء عشائر رفضوا مشاركة «الحشد» في معركة الأنبار، خصوصاً بعد الانتهاكات التي قامت بها الميليشيات الشيعية في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين.

وأطلق زعماء الميليشيات الشيعية اتهامات لواشنطن بالضغط على العبادي لمنع «الحشد» من المشاركة في المعركة، كما قاموا بتعبئة شيعية واسعة معتبرين أن الأنبار هي ممر إجباري للوصول إلى محافظة كربلاء المقدسة لدى الشيعة وأيضاً تشكل بوابة للعاصمة بغداد ومعبراً أساسياً بين العراق وسورية.

25 ألف مقاتل

وبدأت الميليشيات الشيعية بالفعل إرسال تعزيزات من عناصرها إلى محافظة الأنبار قبل أيام حيث خاضت معارك عنيفة في الفلوجة ومناطق أخرى، لكن الأمر الذي أصدره العبادي مساء أمس الأول منح الحشد غطاء سياسياً إضافياً.

وأعلنت ميليشيات عدة أن أفواجاً منها باتت موجودة في الأنبار، لاسيما في محيط مدينة الفلوجة الواقعة أيضاً تحت سيطرة التنظيم، وفي قاعدة الحبانية العسكرية، استعداداً للمشاركة في أي عملية لمحاولة استعادة الرمادي. وأعلن القيادي في «منظمة بدر» المنضوية في «الحشد»  جاسم محمد أمس إن «25 ألفاً من عناصر الحشد الشعبي من فصائل منظمة بدر، وسرايا السلام، وكتائب الإمام، وعصائب أهل الحق، وحركة النجباء، وكتائب حزب الله، أكملت استعداداها وستتحرك إلى الأنبار».

وقال علي السراي عضو الجناح الإعلامي لقوات «الحشد»: «الآن وبعد تسلم الحشد الأمر بالتوجه والتقدم بات من المؤكد مشاركته»، وأضاف «كانوا ينتظرون هذا الأمر والآن حصلوا عليه.»

وكان هادي العامري، أحد أبرز قادة «الحشد» وزعيم «منظمة بدر» حمل مساء أمس الأول «ممثلي الأنبار السياسيين مسؤولية سقوط الرمادي لأنهم اعترضوا على مشاركة الحشد الشعبي في الدفاع عن أهلهم». كما شن الأمين العام لـ «عصائب أهل الحق» رجل الدين الشيعي المتشدد قيس الخزعلي أمس الأول هجوماً لاذعاً على العبادي، وقال إن ما حدث في الأنبار سببه قرار العبادي استبعاد «الحشد» من المعركة.

غطاء نيابي

إلى ذلك، أعلن النائب محمد الكربولي عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان عن «اتحاد القوى» السنية أن «لجنة الأمن والدفاع البرلمانية استضافت قادة الحشد الشعبي» أمس، على أن ترفع اللجنة تقريرها إلى رئاسة مجلس النواب اليوم الثلاثاء للتصويت على مشاركة «الحشد» من عدمه خلال جلسة مجلس النواب.  

وأوضح الكربولي أن «الاجتماع مع قادة الحشد الشعبي سينظم عملية دخولهم بعيداً عن حدوث أي خرق أمني كان قد حصل في صلاح الدين»، مضيفاً:»ما نريده هو أن يكون الحشد تحت قيادة عمليات الأنبار والقائد العام للقوات المسلحة من أجل أن تكون قيادة موحدة لتحرير مدينة الرمادي والمناطق الأخرى».

دهقان بدل سليماني

إلى ذلك، أجرى وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان أمس زيارة إلى بغداد عقد خلالها «اجتماعاً تشاورياً» مع نظيره خالد العبيدي، كما التقى المسؤولين العراقيين.

وأشارت مصادر عراقية مراقبة إلى مفارقة أن إيران أرسلت بعد هجوم «داعش» في يوليو وسيطرته على الموصل قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري قاسم سليماني إلى العراق للمشاركة في قيادة العمليات وفي رد الهجوم عن بغداد، لكنها الآن ومع اقتراب الاتفاق النووي مع واشنطن اكتفت بإرسال وزير الدفاع في خطوة متحفظة وأكثر رسمية.

وكان رئيس الحكومة العراقية انتقد إصرار سليماني على أخذ صور فوتوغرافية خلال مشاركته في القتال في العراق ونشرها في وسائل الإعلام.

ولايتي

من ناحيته، علق علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في بيروت على سقوط الرمادي، قائلا إنه واثق من قدرة بغداد على استعادة المدينة، لكن «إذا قامت الحكومة العراقية بالطلب من الجمهورية الإسلامية بشكل رسمي كبلد شقيق أن تقوم بأي خطة للتصدي، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية سوف تلبي مثل هذه الدعوة».

كيري

في المقابل، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس إنه واثق من استرداد مدينة الرمادي من أيدي «داعش» في الأسابيع القادمة. وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت أمس الأول أن الوضع في مدينة الرمادي ما زال «متحركاً وغير محسوم» لكنها أقرت بأن «داعش» في موقف عسكري متفوق. وقالت المتحدثة باسم «البنتاغون» أليسا سميث إن «الرمادي كان متنازعاً عليها منذ الصيف الماضي، وتنظيم الدولة الإسلامية بات له التفوق الآن. لطالما علمنا أن المعركة ستكون طويلة وصعبة وخصوصاً في الأنبار».

وذكرت أن «خسارة الرمادي لا تعني تحول مجرى المعركة، ولطالما قلنا إنه ستكون هناك تقلبات في ساحة المعركة». وأكدت أن السيطرة على المدينة لن تعطي التنظيم الجهادي سوى «دفع دعائي».

(بغداد - أ ف ب، رويترز، د ب أ،

السومرية، المدى برس)

back to top