احتفل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في الموصل بذكرى مرور سنة على استيلاء مسلحيه على الموصل، ثاني أكبر مدينة عراقية.

Ad

ونشرت صور تظهر رايات التنظيم السوداء وهي مرفوعة على أعمدة الإنارة في أحد شوارع الموصل الرئيسية. ووردت أنباء عن قيام مسلحي التنظيم بإجبار سكان المدينة على تزيين المباني المهمة فيها.

وكان التنظيم استولى على مناطق أخرى عقب سيطرته على الموصل.

ورغم مرور 10 شهور من الغارات الجوية التي شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والهجمات البرية التي قامت بها القوات العراقية، فإن التنظيم تمكن من مواصلة تشبثه بالأرض التي استولى عليها، والتي يفرض فيها رؤيته المتطرفة للشريعة الإسلامية.

حفل في فندق الوارثين

ونقلت قناة "السومرية" الفضائية العراقية أمس عن مسؤول محلي في الموصل قوله إن "داعش" يزمع إقامة حفل بالمناسبة في فندق نينوى الدولي ذي النجوم الخمس الذي استولى عليه وأطلق عليه اسم "فندق الوارثين".

وقالت "السومرية" إن ثمة تقارير لم يتسن التأكد من صحتها تفيد بأن زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي قد يحضر الحفل أو يصدر رسالة مسجلة بالمناسبة.

وكان البغدادي ألقى خطبة في أحد مساجد الموصل في يوليو الماضي، حث فيها المسلمين على الهجرة الى الاراضي التي يسيطر عليها مسلحوه من أجل "الجهاد ضد الكفار"، بعد أيام قليلة من إعلان التنظيم قيام "دولة خلافة" تحت زعامته.

عرض عسكري

وقالت مصادر محلية في الموصل لـ "بي بي سي" إن مسلحي "الدولة الإسلامية" أجروا تمارين عسكرية في شوارع المدينة أمس تحسبا لهجوم حكومي عليها.

إعدامات

إلى ذلك، أفاد مصدر أمني عراقي في شرطة نينوى، بإعدام 20 ضابطا من قبل تنظيم "داعش" رميا بالرصاص جنوب الموصل، كانوا معتقلين في سجونه، بمناسبة احتفالات جعل الموصل ولاية لهم.

ودخلت مدينة الموصل مركز محافظة نينوى أمس عامها الثاني وهي تحت سيطرة التنظيم منذ يونيو العام الماضي.

وطوت المدينة عاما حافلا بالإعدامات والقتل والاعتقالات لمدنيين وموظفين حكوميين وقوات أمنية وصحافيين وعاملين وضباط قضوا على يد التنظيم.

وأكد مصدر في الطب العدلي بالموصل أمس، أن الحصيلة النهائية التي سجلها المركز الطبي الشرعي أشارت الى أن التنظيم سلم نحو 944 جثة قتلت بموافقة المحكمة الشرعية له، وبموافقات المفتي والقاضي الشرعي، بينها 98 امرأة من بينهن صحافيات وموظفات، فضلا عن 88 جثة نحرت تعود أغلبها لضابط في شرطة نينوى.

أوباما واستراتيجيته

الى ذلك، وبعد ساعات على إقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه لا يملك استراتيجية متكاملة لمساعدة العراق والقضاء على "داعش"، أفادت التقارير بأن واشنطن تعتزم تدريب أعداد كبيرة من العراقيين ولا سيما أبناء العشائر السنية، من دون أن تستبعد لتحقيق هذه الغاية زيادة عدد مدربيها في العراق، إضافة إلى إنشاء قاعدة عسكرية في محافظة الأنبار.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، ستيفن وارن، أمس الأول: "لقد خلصنا إلى أنه من الأفضل أن ندرب المزيد من المقاتلين العراقيين لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)"، مضيفاً: "نحن نعمل الآن على استراتيجية لتحقيق ذلك".

وتابع: "نريد أن نرى مزيدا من السنة يتطوعون لتلقي التدريب العسكري على أيدي القوات الأميركية وحلفائها، وقد طلبنا من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي المساعدة للتوصل إلى حل".

وفي السياق، أفاد مسؤولون أميركيون أمس الأول، بأن أوباما على استعداد للموافقة على إرسال حوالي 500 عنصر لتدريب القوات العراقية ومقاتلي العشائر السنية في معركتهم ضد تنظيم "داعش".

وذكر المسؤولون أن إدارة أوباما تعكف كذلك على إعداد خطة لإنشاء قاعدة عسكرية جديدة في الأنبار.

انتهاكات

على صعيد آخر، أقدم فصيل أيزيدي مسلح على قتل 21 من العرب السنة شمال العراق قبل أشهر، انتقاما لأبناء الأقلية الايزيدية الذين تعرضوا لفظاعات على يد "داعش".

وقالت منظمة العفو الدولية أمس، إن الهجمات نفذت في 25 يناير الماضي، واستهدفت قريتين يقطنهما عرب سنة في منطقة سنجار، التي كانت تعد بمثابة موطن للأقلية الأيزيدية، موضحة: "تقريبا لم ينج منزل واحد، نصف الذين قتلوا كانوا من كبار السن أو المعوقين من الرجال والنساء والأطفال"، مشيرة الى أن 40 آخرين خطفوا، ولا يزال 17 منهم مفقودين.

بيجي

وأكد مصدر أمني في قيادة عمليات صلاح الدين استمرار المعارك في بيجي وبلدة الصينية القريبة، حيث تشهد أحياؤها عمليات قنص وكر وفر متبادلة بين القوات الأمنية والحشد الشعبي من جهة، ومسلحي "داعش" من جهة أخرى، مضيفا أن "القوات الأمنية باتت تسيطر الآن على نحو 60 بالمئة من بيجي".

(واشنطن ــــــ أ ف ب، د ب أ، كونا)