الخالد: العالم الإسلامي يتعرض لهجمة شرسة تهدف لتمزيق عراه

نشر في 16-06-2015 | 14:36
آخر تحديث 16-06-2015 | 14:36
No Image Caption
قال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح اليوم أن العالم الإسلامي يقع تحت وطأة هجمة شرسة تهدف إلى تمزيق عراه وتشويه صورته الحقيقية التي تعكس القيم الراسخة والأصيلة في الدين الإسلامي الحنيف المبنية على التسامح والاعتدال والانفتاح.

وجدد الشيخ صباح الخالد في كلمة ألقاها لدى ترؤسه الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي بشأن الوضع في اليمن الذي ينعقد بمقر الأمانة العامة للمنظمة بمدينة جدة السعودية التأكيد على ضرورة رص الصفوف ونبذ عوامل الفرقة والخلاف ومواصلة العمل يداً بيد لمواجهة الأخطار الحقيقية التي تتعرض لها أمتنا الإسلامية العتيدة.

وأعرب في بداية كلمته عن بالغ التقدير والامتنان للاستجابة السريعة لدعوة الجمهورية اليمنية لعقد اجتماع استثنائي لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي لمناقشة الأوضاع الراهنة في اليمن "استشعاراً لخطورة المرحلة وإدراكاً لأهمية تطورات الأوضاع هناك ليس فقط على العالمين العربي والإسلامي وإنما على مختلف دول العالم بشكل عام".

كما عبّر الشيخ صباح الخالد عن وافر الشكر والتقدير للأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي اياد أمين مدني وجهاز الأمانة "للتنظيم والإعداد الجيد لأعمال هذا الاجتماع الاستثنائي الهام".

وقال أنه "في الوقت الذي نبارك لكم وللأمة الإسلامية جمعاء قرب حلول شهر رمضان المبارك فإن عالمنا الإسلامي تحت وطأة هجمة شرسة تهدف إلى تمزيق عراه وتشويه صورته الحقيقية التي تعكس القيم الراسخة والأصيلة في ديننا الإسلامي الحنيف المبنية على التسامح والاعتدال والانفتاح".

وأكد في هذا السياق التأكيد على "ضرورة رص الصفوف ونبذ عوامل الفرقة والخلاف ومواصلة العمل يداً بيد لمواجهة الأخطار الحقيقية التي تتعرض لها أمتنا الإسلامية العتيدة".

وأشار إلى أن "اليمن الشقيق لا يزال يشهد أحداثاً أليمة متسارعة ساهمت بزعزعة أمنه وعبثت باستقراره أدت إلى الانقلاب على الرئيس ومؤسسات الدولة الشرعية وشكلت هذه الأحداث تهديداً مباشراً لأمن واستقرار اليمن والمنطقة جمعاء فضلاً عن تهديدها للأمن والسلم الدوليين".

وأوضح أن "الميليشيات الحوثية والقوى المتحالفة معها لم تكتف بالعدوان على الشرعية اليمنية والعبث باستقرار اليمن بل تعدت ذلك بالعدوان على المملكة العربية السعودية الشقيقة مهددة أمن المملكة وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها".

وأضاف الشيخ صباح الخالد أنه "في ضوء تلك التطورات اتخذت المملكة العربية السعودية سلسلة إجراءات لحماية حدودها وسلامة مواطنيها"، قائلاً أنه "لا يسعنا في هذا المجال إلا أن نجدد دعمنا الكامل لجهود دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والإجراءات التي اتخذتها للدفاع عن نفسها" استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من الأمم المتحدة بتفعيل نص المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة ونص المادة الثانية من معاهدة الدفاع العربي المشترك ونص المادة السادسة من ميثاق جامعة الدول العربية ونص المادتين الثانية والثالثة من اتفاقية الدفاع المشترك لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

كما أعاد التأكيد في هذا الصدد على "ضرورة التنفيذ التام والشامل لقرار مجلس الأمن رقم 2216 والقرارات الأممية الأخرى ذات الصلة المبنية على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والتي تم التوافق عليها من جميع مكونات الشعب اليمني وذلك حفاظاً على وحدة البلد الشقيق وسيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية".

وأشاد الشيخ صباح الخالد من هذا المنطلق بنتائج مؤتمر الرياض من أجل انقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية الذي عقد في الفترة بين يومي 17 و19 مايو الماضي والذي اثمر عن إصدار وثيقة (إعلان الرياض) وفقاً للأهداف التي حددها الرئيس اليمني.

وأعرب بهذا الصدد عن أمله في استمرار عقد المشاورات الخاصة باليمن في جنيف برعاية الأمم المتحدة وأن تغلب الأطراف كافة مصلحة اليمن والشعب اليمني "التي لن تتحقق إلا بالعودة إلى الشرعية والمرجعيات الإقليمية والدولية ذات الصلة".

وأعرب الشيخ صباح الخالد عن ترحيب دولة الكويت ودعممها لعملية إعادة الأمل للنهوض باليمن وإعادة اعماره، مشيراً إلى أنها قدمت بالتنسيق مع الحكومة الشرعية اليمنية المساعدات الإغاثية للشعب اليمني عبر القنوات الرسمية والشعبية كما قررت الحكومة الكويتية واستجابة لتوجيهات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح واستشعاراً للمعاناة الإنسانية التي يمر بها اليمن الشقيق تقديم مائة مليون دولار أمريكي لتغطية الاحتياجات الإنسانية وتحسين الأوضاع هناك.

وعبر في هذا المقام عن عميق التقدير لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بإنشاء مركز إغاثي موحد لتنسيق وتقديم المساعدات للشعب اليمني داعياً الدول كافة بما فيها دول منظمة التعاون الإسلامي والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية والهيئات التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي العاملة في المجال الإنساني إلى تقديم المساعدات الإنسانية وتبني برنامج دعم اقتصادي وتنموي شامل لإعادة بناء اليمن وتمكينه ممثلاً بسلطاته الشرعية والدستورية لانجاز متطلبات المرحلة التي يمر بها.

ودعا الشيخ صباح الخالد في ختام كلمته الله العلي القدير أن يخرج الاجتماع بالنتائج الايجابية المرجوة وأن ينعم اليمن الشقيق بالأمن والاستقرار والازدهار في ظل حكومته الشرعية ومؤسساته الدستورية.

وكانت أعمال الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي بشأن الوضع في اليمن انطلقت في وقت سابق اليوم برئاسة الشيخ صباح الخالد وبمشاركة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.

back to top