شهدت منطقة صباح السالم بمحافظة مبارك الكبير حادثة تعكس بعض مظاهر الاستهتار واللامبالاة وتجاوز القوانين، وذلك عندما هاجم عدد من المستهترين ضابطا برتبة ملازم أول يتبع إدارة مرور «مبارك الكبير» قسم تسيير حركة المرور، وأوسعوه ضرباً، قبل أن يسرقوا السلاح الرسمي له وجهاز الاتصال اللاسلكي الخاص بالدورية.

Ad

وفي التفاصيل التي رواها مصدر أمني لـ«الجريدة» أن غرفة عمليات وزارة الداخلية تلقت عدة بلاغات تُفيد بوجود استهتار وتعطيل متعمد لحركة السير على طريق الغوص بالقرب من إحدى صالات الأفراح في محافظة مبارك الكبير، فضلاً عن ورود بلاغ من إحدى سيارات الإسعاف التي كانت تنقل احد المصابين وتتوجه به الى المستشفى، حيث أفاد سائق الإسعاف بأن المستهترين في شارع الغوص يقطعون الطريق عليه، ولا يتركون مجالا لمرور الإسعاف.

وقال إنه تم على الفور توجيه دوريتي مرور الى الموقع، حيث وصلت الدورية الأولى بقيادة الملازم أول خالد العازمي، الذي طلب من المستهترين فتح الطريق للإسعاف بسبب حالة المريض الحرجة في سيارة الإسعاف، إلا أن عشرات الشبان الذين قطعوا الطريق أبلغوه بأن هذا التجمع هو زفة عرس، ولن يسمحوا لأحد بأن يفسد عليهم فرحتهم.

وذكر المصدر أن الضابط العازمي حاول التفاهم مع المستهترين الذين فاجأوه بالهجوم والاعتداء عليه بالضرب، وسرقوا سلاحه الرسمي وأتلفوا الدورية المرورية، ما دفع بعض المواطنين الى إبلاغ غرفة العمليات عما يشاهدونه من اعتداء على ضابط المرور، حيث تم على الفور إرسال دوريات الإسناد الى الموقع، إلا أنها وصلت بعد فرار المستهترين، وتم نقل الضابط العازمي الى أحد المستشفيات، وتبين إصابته بكسر في يده وكدمات متفرقة في أنحاء جسمه.

وأشار المصدر إلى أن وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد كلف وكيل «الداخلية» المساعد لشؤون الأمن الجنائي، اللواء عبدالحميد العوضي، والمدير العام للإدارة العامة للمباحث الجنائية، اللواء محمود الطباخ، بسرعة ضبط الجناة واستعادة السلاح الرسمي الذي سرقه المستهترون، لافتاً إلى أن اللواء الطباخ ومدير إدارة مباحث مبارك الكبير، العميد خالد المكيمي، أشرفا على عمليات التحقيق، واستمعا الى إفادة الملازم العازمي، كما تم استدعاء المعرس وحجزه على ذمة التحقيق، موضحاً أن لدى رجال المباحث أعداد كبيرة من صور الأشخاص الذين اعتدوا على الضابط، وصور أخرى تقدم بها مواطنون الى مخافر المحافظة تظهر أيضاً عملية الاعتداء على الضابط.

بيان «الداخلية»

وتمكن رجال المباحث الجنائية من ضبط المتهمين بالاعتداء على ضابط دورية مرور محافظة مبارك الكبير وإخضاعهم لطابور عرض وتحقيق، نظير ما ارتكبوه من اعتداء آثم، حيث تعرّف عليهم الضابط المجني عليه، وجار إحضار سلاح الضابط الذي سرق منه.

وأكدت إدارة الإعلام الأمني بوزارة الداخلية، في بيان، أن ضابط دورية المرور كان قد تلقى بلاغاً من «العمليات» مفاده وجود موكب زفة معرس تسبب في تعطيل وعرقلة حركة السير، وعند تعامل الضابط مع البلاغ وتحرير مخالفة واتخاذ الإجراءات القانونية نحو المتسببين في التجمهر، فوجئ باعتدائهم عليه والاستيلاء على سلاحه وأغراضه الشخصية، ما استدعى نقله الى المستشفى لتلقى العلاج.

وشددت الإدارة على أن المساس والتعدي على رجال الأمن، أياً كانت الأسباب والمبررات، يعد اعتداء سافراً على هيبة الدولة وسلطتها، وأنها لن تسمح مطلقا بالخروج على القانون أو المساس برجال الأمن القائمين على تنفيذ القانون، وأن أي خروج على التعليمات والإرشادات الصادرة عنهم سوف تجابه بكل الحزم، مناشدة الجميع الالتزام بالقانون والآداب العامة، حفاظا على أمن الوطن وسلامته.

وأشارت «الداخلية» الى أن الضابط المعتدى عليه تماثل للشفاء وغادر المستشفى، وسجلت قضية رقم 81/ 2014 جنايات العدان «تعدّ على رجال الأمن والسلب بالقوة».

الخالد يعود الضابط المصاب

في المستشفى

زار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الضابط المصاب في مستشفى مبارك، وأعطى تعليماته بضرورة تلبية كل المتطلبات التي يحتاج إليها مع تسخير كل الإمكانات لعلاجه.

كما أعطى الخالد تعليماته بضرورة ضبط كل من اعتدى على رجال الأمن من المستهترين، والاستدلال على البعض من خلال التصوير الذي تقدم به كثيرون لمخافر المنطقة، مبدين استعدادهم للمشاركة في التعرف على المستهترين الذين تعرضو لرجال الأمن.