أمير رمسيس: نور الشريف يعرف حدوده كممثل
طرح المخرج السينمائي أمير رمسيس الجزء الثاني من فيلمه «عن يهود مصر» في صالة «زاوية» للجمهور بعد نحو عام على عرض الجزء الأول.في لقاء مع «الجريدة»، يتحدث أمير عن الفيلم ومشروعه السينمائي الجديد «بتوقيت القاهرة» مع النجم نور الشريف.
لماذا قررت تقديم جزء ثان من فيلم «عن يهود مصر»؟كانت فكرة تقديم حياة اليهود المصريين موجودة خلال تخطيطي للجزء الأول من الفيلم، لكن جعلني بعض المشاكل أتخلى عنها، لا سيما تلك المرتبطة بخوف اليهود من الظهور على الشاشة، فأكتفيت في البداية بالحديث عن تاريخ اليهود، وبعد نجاح الجزء الأول ورد الفعل الجيد حوله ووجود اهتمام به، قررت الشروع في الجزء الثاني، خصوصاً بعدما وجدت تشجيعاً من اليهود الذين لا يزالون يعيشون في مصر لتقديم الفيلم وقررت تقديم جزء جديد.هل استغرقت وقتا طويلا في كتابة الفيلم؟استغرق المشروع نحو سبعة أشهر، وهي فترة زمنية بسيطة مقارنة بالجزء الأول الذي استغرق أربع سنوات في الكتابة والتصوير، والفضل في ذلك يرجع إلى حماسة كل من تحدثت معهم للمشاركة معي في الفيلم، واعتمدت في الخط الدرامي على أن أترك لهم مساحة كبيرة للتعبير عما في داخلهم، لا سيما بعدما انكسرت حالة الخوف لديهم من الظهور.واجه الجزء الأول في الرقابة بعض العقبات، فهل تكرر ذلك؟على الإطلاق. أجيز الفيلم رقابياً بلا مشاكل مستفيداً من تمرير الجزء الأول، أيضاً، بلا ملاحظات تذكر، نظراً إلى أن طرح الأخير جماهيرياً وعلى نطاق واسع كان سبباً في تسهيل أي عقبات محتملة في الرقابة، وتجاوز فكرة الضغوط الأمنية. تحتاج طبيعة الفيلم إلى المشاهدة مرة واحدة، فهل ستدمج الجزأين عند العرض التلفزيوني؟أتمنى ذلك، خصوصاً أن لدينا مشكلة في الفترة الزمنية للجزء الأول والتي تصل إلى أكثر من 90 دقيقة، بينما تعطي القنوات السينمائية للأفلام الوثائقية وقتاً أقل، ومن الصعب اختصار مدة العمل الزمنية. سأحاول أن يكون عرض الجزأين على التوالي في التلفزيون.لماذا اكتفيت بعرض الجزء الثاني من الفيلم في سينما «زاوية»؟متحمس لفكرة «زاوية»، المصممة لهذه النوعية من الأفلام، لذا وجدت أن واجبنا كصناع للسينما دعمها من خلال عرض الفيلم فيها فقط. وخلال الأسبوع الأول حقق نسبة مشاهدة كبيرة بين الجمهور. أعتقد أن قاعة «زاوية» هي الاختيار الأفضل كي لا يشتت الجمهور في البحث عن الفيلم في الصالات.ألم تقلق من طرح الجزء الجديد بالتزامن مع الإقبال الكثيف على أفلام العيد؟توقيت طرح الفيلم هو الأفضل من الناحية الإنتاجية والتوزيعية لاعتبارات عدة، خصوصاً أننا شاركنا بالجزء الجديد في الدورة الأخيرة من مهرجان الإسماعيلية، ما أثار حالة من الزخم الإعلامي حول الفيلم، وجعلنا نقرر أن نطرحه في أقرب وقت في الصالات.يواجه المشاركون في مهرجان الإسماعيلية مشاكل عادة، كيف كانت تجربتك؟مشاركة الفيلم في المهرجان أفادته كثيراً، فالمهرجان هو الأب الروحي في مصر لهذه النوعية من الأفلام، بغض النظر عن المشاكل التي قد تتواجد أحياناً بسبب الميزانية وغيرها من أمور مالية. تطور المهرجان كثيراً خلال العامين الماضيين على جميع المستويات وأصبح له اسم مهم بين المهرجانات العالمية، إضافة إلى أنه منحني فرصة أن يكون العرض الأول للفيلم في مصر وليس خارجها. هل ستشارك بالجزء الثاني في مهرجانات سينمائية أخرى؟تأكدت مشاركة الفيلم في ثلاثة مهرجانات، في فرنسا والدنمارك ولوس إنجليس في الولايات المتحدة الأميركية، وستبدأ من شهر أكتوبر.لماذا لم تنظم بدعاية حول موعد عرض الفيلم؟لم تعد لفكرة الدعاية التلفزيونية والإعلانات في الشوارع جدوى، خصوصاً أن الجزء الأكبر من جمهور الفيلم يتجه إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما اعتمدنا عليه في الدعاية، بخلاف الدعاية الشخصية بين الجمهور.هل واجهت مشكلة متعلقة بضعف الميزانية المخصصة للفيلم خلال التنفيذ؟كلا، لأنني تعلمت من يوسف شاهين أن المخرج يجب أن يقوم بالأدوار كافة ويعرفها جيداً، ما جعلني أختصر مهمات عدة وأنفذها مع المنتج هيثم الخميسي، فخرج الفيلم بميزانية قليلة لا تصل إلى ميزانية يوم تصوير في أعمال سينمائية أخرى.حدثنا عن مشروعك السينمائي الجديد.فيلم يحمل اسم «بتوقيت القاهرة» ينتمي إلى الكوميديا السوداء، كتبته خلال عامين، يرصد ثلاث حكايات متشابكة عبر ست شخصيات رئيسة تعبّر عن قهر المجتمع لكثير من المشاعر الإنسانية والقيود التي يفرضها على الفرد ويجعله يبتكر نوعاً من الرقابة لنفسه.من سيشارك في بطولته؟نور الشريف، ميرفت أمين، آيتن عامر، درة، كندة علوش، شريف رمزي، وسمير صبري.تجمع في الفيلم بين أجيال مختلفة، فكيف أقنعتهم بالمشاركة فيه؟قصة الفيلم شجعت جميع الممثلين على قبوله، خصوصاً أن بعضهم يظهر بشكل خاص خلال الأحداث، مثل درة وكندة علوش فلا يتجاوز عدد مشاهد كل منهما 15 مشهداً في مقابل مساحة تمثيل كبيرة. خلال الكتابة كنت أفكر كثيراً في من يمكن أن يقدم هذه الأدوار ويضيف إليها.هل حددت موعداً للعرض؟حتى الآن يبدو مطلع العام المقبل الموعد المناسب للعرض، ويتوقع أن يستغرق التصوير أكثر من شهر بين القاهرة والإسكندرية، بالإضافة إلى الجزء الأصعب في التصوير على الطريق بينهما.قدم نور الشريف تجارب إخراجية عدة، فكيف ترى التعامل معه؟ممثل مجتهد ومريح في التعامل خلال التصوير ويعرف حدود الممثل والمخرج، وكيف يقترح تطوير الفكرة، بل على العكس وجدت التعامل معه أسهل من التعامل مع فنانين شباب، وساعدني على ذلك وجود تعاون سابق بيننا، حيث شاركت كمساعد مخرج مع يوسف شاهين في فيلمه القصير «11 سبتمبر»، الذي قام ببطولته قبل أكثر من 10 سنوات.