العراق: «القوات المشتركة» تواصل تقدمها وتحرر «سلمان بيك»

نشر في 02-09-2014 | 00:01
آخر تحديث 02-09-2014 | 00:01
No Image Caption
• غارات أميركية قرب آمرلي... والبيشمركة تستعيد زمار 

• سقوط «درون» إيرانية فوق كردستان

• الأمم المتحدة: مليون و200 ألف نازح... وانتهاكات ترقى إلى جرائم حرب من قبل «داعش» والحكومة

سيطرت القوات المشتركة العراقية على بلدة سلمان بيك، بعد يوم من تحرير مدينة آمرلي وطرد «داعش» منها، في وقت تتصاعد التحركات الدولية لمواجهة الخطر المتزايد لـ«داعش»، وتشكيل تحالف دولي إقليمي لضرب التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة شمال العراق وشرق سورية.

واصلت «القوات المشتركة» التي تضم الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية ومقاتلي «الحشد الشعبي» (المتطوعون الشيعة) تقدمها أمس على حساب تنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف

بـ»داعش»، وتمكنت أمس من استعادة السيطرة على بلدة سليمان بيك المعقل الرئيسي لمقاتلي «داعش»، الذين استولوا عليها قبل 11 أسبوعا في هذه المنطقة الواقعة جنوب مدينة كركوك.

ويأتي هذه التقدم، بعد أن تمكنت القوات العراقية من فك الحصار عن مدينة آمرلي التركمانية الشيعية المحاصرة منذ أكثر من شهرين من قبل «داعش». وتحقق هذه الإنجاز، وهو الأبرز منذ سيطرة «الدولة الإسلامية» على مناطق واسعة في وسط وشمال العراق، بعد أن شن الطيران الحربي الأميركي عمليات قصف محدودة لمواقع التنظيم.

العامري

وقال هادي العامري زعيم «منظمة بدر» التي تشارك ضمن قوات «الحشد الشعبي» أمس، وهو بين مقاتليه الذين دخلوا سليمان بيك، «منذ مساء امس قمنا بمحاصرة سليمان بيك، وقام المجاهدون بالهجوم صباح اليوم ودخلوا من محور الوسط والمحور الجنوبي، وتمكنوا من تطهير البلدة في غضون ساعات».

وأفاد مراسل «فرانس برس» بأن سليمان بيك بدت خالية من سكانها، باستثناء المقاتلين وقوات البيشمركة الذين احتفلوا بالنصر، وهم يحملون راية تنظيم «داعش» التي تركوها بعد فرارهم.

وقال شلال عبدول بابان قائمقام بلدة طوزخرماتو المجاورة، إن «سليمان بيك الآن أصبحت تحت سيطرة القوات المشتركة، لكن

لايزال هناك مخاطر ناجمة عن العبوات الناسفة والمنازل المفخخة التي تركها المسلحون».

وتمكنت القوات من استعادة قرية ينكجة الواقعة ضمن محافظة صلاح الدين شمال شرق بغداد، بحسب بابان.

بدوره، أكد طالب البياتي، وهو ضابط برتبة عقيد في قوات البيشمركة ومدير ناحية سليمان بيك، أن المدينة باتت تحت سيطرة القوات.

المالكي

وقام رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي بزيارة مفاجئة الى بلدة امرلي وتفقد قطاعات الجيش، وأمر جميع الوزارات بتقديم الخدمات الضرورية بشكل فوري. وقال المالكي إن العراق سيكون «مقبرة لداعش». وتجول في شوارع المدينة والتقى المقاتلين وقوات «الحشد الشعبي»، وكذلك بسكان المدينة، وصافح رجالها وقام بتقبيل عدد كبير من الأطفال، في صور بثتها قناة العراقية الحكومية.

وقال المالكي في كلمة أمام مئات من سكان المدينة، إن «العراق سيكون مقبرة لداعش، وما حصل لهم هنا مقبرة حقيقية، وكل العراق سيكون مقبرة لداعش». وأضاف «هنا تقبر هذه العصابة، بعون الله، وهمة المخلصين، حتى النصر النهائي الذي لم يعد بعيداً بإذن الله». وطالب رئيس الوزراء سكان المدينة بالانخراط بقوة عسكرية نظامية تتولى حماية المدينة من خطر التنظيم المتطرف.

غارات أميركية

إلى ذلك، وسعت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في العراق، حيث نفذت أربع ضربات جوية على مواقع «الدولة الإسلامية» قرب آمرلي، وهي أول عملية من نوعها خارج حدود محافظة نينوى. من جانب آخر، قامت أستراليا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة بإلقاء مساعدات انسانية عن طريق الجو على بلدة آمرلي. كما اعلن الجيش الأميركي أنه نفّذ غادة جوية ضد سيارة يقودها مسلحون قرب سد الموصل، وهو أكبر السدود في العراق.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مساء أمس الأول، أن مجموع الغارات الجوية التي شنتها الطائرات الأميركية في مناطق مختلفة بالعراق منذ الثامن من أغسطس المنصرم بلغ 120 غارة.

«البيشمركة»

إلى ذلك، نجحت القوات الكردية المدعومة من الطيران الأميركي في استعادة بعض المناطق التي خسرتها الشهر الماضي لصالح الجهاديين في الشمال. وأعلنت البيشمركة تحرير كل أراضي مدينة زمار الواقعة شمال غربي الموصل، والتي سيطر عليها في أول أغسطس المنصرم.

وأعلنت الحكومة الألمانية مساء أمس الأول أنها قررت إرسال دفعة أولى من السلاح إلى الأكراد العراقيين تتألف من 30 صاروخا مضادا للدبابات وآلاف الرشاشات، لمساعدتهم في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وإضافة إلى الصواريخ والرشاشات فإن المانيا تعتزم أيضاً تسليم الأكراد مسدسات وقنابل يدوية وخيما وخوذا وسترات واقية من الرصاص، بحسب ما جاء في لائحة طويلة نشرتها الحكومة الألمانية.

«درون» إيرانية

وأفاد تقرير كردي بأن طائرة من دون طيار (درون) سقطت أمس فوق إقليم كردستان العراق. وقال المتحدث باسم مديرية شرطة منطقة كرميان المقدم حسن محمد لوكالة «باسنيوز» الكردية- العراقية، إن «طائرة من دون طيار سقطت قرب قرية جاقولا التابعة لقضاء دربنديخان» القريب من الحدود الإيرانية مع اقليم كردستان العراق، مضيفا أن محققين من شرطة المنطقة وصلوا إلى موقع تحطم الطائرة لمعرفة ملابسات الحادث، لكن مصدراً مطلعاً رفض الكشف عن هويته أكد أن الطائرة التي سقطت طائرة ايرانية من دون طيار.

الأمم المتحدة

وقالت الأمم المتحدة أمس، إن 1420 على الأقل قتلوا خلال أعمال العنف التي ضربت العراق في أغسطس، بينما نزح أكثر من مليون ومئتي ألف خلال الفترة ذاتها، وفر ثمانية آلاف مسيحي من الموصل. واتهمت المنظمة الأممية أمس مقاتلي تنظيم «داعش» بارتكاب «فظائع بحق الأقليات تصل إلى حد الجرائم ضد الإنسانية».

في المقابل، ذكرت المنظمة أن قوات الحكومة العراقية أعدمت معتقلين وقصفت مناطق مدنية في أعمال قد تصل إلى حد جرائم الحرب. جاء ذلك خلال جلسة استثنائية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن أزمة النازحين في العراق، عقدت بطلب

من الحكومة العراقية، مضيفة أن «ميليشيات تابعة للحكومة العراقية تجنّد الأطفال للقتال، كما أن تنظيم داعش يجبر الصبية في العراق على القتال أيضاً».

(بغداد، واشنطن، أربيل ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ)

back to top