تسعى وزارة الصحة إلى إنشاء نظام متكامل لمنظومة الطوارئ والحوادث والإصابات في الكويت، بهدف التدخل السريع في حوادث وإصابات الطرق وغيرها.

Ad

كشف وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الخدمات الطبية المساندة د. جمال الحربي، عن زيارة وفد طبي كندي مؤخرا ولمدة ثلاثة أيام، وذلك في إطار مساعي وزارة الصحة لإنشاء نظام وبرنامج متكامل لمنظومة الطوارئ والحوادث والإصابات في دولة الكويت، بهدف التدخل السريع في حوادث وإصابات الطرق وغيرها، ومن بينها السقوط من أماكن عالية مثل سقوط العمال في المباني العالية، على سبيل المثال، ومن ثم الوقاية من الإصابات الناجمة عن تلك الحوادث.

مقترحات

وأكد الحربي في تصريح صحافي أن الوفد الكندي استمع إلى عشرات المقترحات من عدد من المختصين في إدارات الطوارئ الطبية والجودة والاعتراف وتعزيز الصحة والتجهيزات الطبية، إلى جانب مقترحات أطباء العلاج الطبيعي والجراحة العامة وجراحة المخ والأعصاب وجراحة العظام وجراحة الأطفال، والأشعة التداخلية، مشيرا إلى أن الوفد الكندي زار أيضا كلية الطب بجامعة الكويت ومعهد الكويت للاختصاصات الطبية (كيمز)، واستمع إلى مقترحات المسؤولين في تلك الجهات بهدف تطوير منظومة الطوارئ والحوادث في البلاد.

وقال إن إنشاء برنامج متكامل لمنظومة الطوارئ في الكويت، يهدف إلى جعلها في مصاف الدول المتطورة عالميا والتقليل من الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق، لافتا إلى أن الكويت تهدف إلى إنشاء مراكز للمستوى الأول من الحوادث، على أن تضم تخصصات عدة على رأسها أطباء الجراحة وأطباء الأعصاب، وممرضين مدربين ومؤهلين، إلى جانب تطوير أقسام الحوادث في المستشفيات وتطوير الإسعاف.

 وأشار د. الحربي إلى أن اللجنة المعنية بتطوير منظومة الطوارئ في الكويت، اجتمعت نهاية الأسبوع الماضي بحضور الفريق الكندي وكان اجتماعا مثمرا وبناء، لافتا إلى أن الاجتماع القادم للجنة سيحضره أعضاء من كافة الإدارات المعنية ونقاط التعاون، وستتخلله مناقشة الإسعاف الجوي وتدريب المسعفين والتعاون في التدريب والتمريض وتطوير أقسام الحوادث.

وأوضح أنه تم بحث إرسال عدد من الأطباء والممرضين وفنيي الإسعاف لتدريبهم وكسب خبرات عالية في هذا المجال، وتكوين مجموعة من المدربين لتدريب الكويتيين في المستقبل، إلى جانب جلب أطباء متخصصين وممرضين وفنيي إسعاف في مجال الحوادث والوقاية والتدخل السريع لعمل دورات وورش عمل في الكويت، إضافة إلى التدريب على التدخل السريع في حالة حدوث الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية.

حوادث الطرق

وقال د. الحربي إن نسبة الوفيات في كندا بسبب حوادث الطرق انخفضت إلى 4 في المئة في عام 2007، بعدما كانت النسبة تصل إلى 50 في المئة في عام 1992، وذلك بفضل اعتمادهم على نظام حديث يصل إلى موقع الحادث في أقصى سرعة ممكنة.

وأشار إلى أن منظومة الطوارئ المتطورة تعتمد على أربعة محاور هي الوقاية من الإصابات، من خلال التوعية وتفعيل قوانين الطرق (عدم إجلاس الأطفال في المقاعد الأمامية وربط حزام الأمان والحد من السرعة العالية وأيضا وضع المطبات الصناعية للتقليل من السرعة في الطرق الداخلية وغيرها)، وتطوير هندسة الطرق ورفع مستوى الإسعاف والطوارئ الطبية والمسعفين والأجهزة، وسرعة وصول الإسعاف إلى موقع الحادث، إضافة إلى رفع مستوى أقسام الحوادث والعناية المركزة في المستشفيات، أما آخر هذه المحاور فهو تأهيل المريض عقب الحادث وهذا يعتمد على تدريب اختصاصيي العلاج الطبيعي بشكل يجعلهم أكبر كفاءة.

وأكد د. الحربي أن هذا البرنامج يحظى برعاية وزير الصحة د. علي العبيدي ووكيل الوزارة د. خالد السهلاوي، كما يعتبر أولوية داخل وزارة الصحة، مشددا على أهمية هذا النظام في التدخل الفوري لإنقاذ حياة المصابين جراء الحوادث، حيث أثبتت الدراسات أن الدقائق الأولى من وقوع الحادث تزيد من فرص واحتمالات البقاء على قيد الحياة ويقلل من الوفيات الناتجة عن الحوادث.

464 حالة وفاة

وأضاف وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الخدمات الطبية المساندة أن عدد الوفيات في الكويت جراء حوادث السير خلال عام 2013 بلغ 464، لافتا إلى أن حوادث السير تعتبر المسبب الثالث للوفاة بعد أمراض القلب والسرطان.

ودعا إلى أهمية التوصل إلى حلول استراتيجية مناسبة للتصدي لحوادث السير التي تشغل اهتماما واسعا على المستويين الرسمي والمجتمعي، مؤكدا أهمية تخصص الحوادث (الطوارئ) الذي يعد الحلقة الأساسية والحرجة في سلسلة العناية الطبية الفائقة، مشيرا إلى أن غالبية الوفيات والإعاقات من جراء حوادث الطرق تحدث في سن الشباب والرجولة المبكرة وهي أكثر المراحل عطاء.