يقول تقرير «نيويورك تايمز» إن تطوير تلك الموارد خلال العشرين سنة المقبلة، في الأسواق الناشئة بصورة خاصة، قد يعيد رسم صورة استهلاك النفط والغاز في اقتصادات العالم الأسرع نمواً.

Ad

يبدو أن العالم سئم الهزات التي تصيب صناعة النفط بصورة متكررة، وتفضي إلى تقلبات غير متوقعة ومكلفة في كثير من الأحيان، وهو ما جعل الجهد الرامي إلى توفير بدائل عملية حتمية بامتياز.

ويقول تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز في هذا السياق، إن ثورة الزيت الصخري غدت عالمية وشملت شتى دول كوكب الأرض. وحسب ذلك التقرير، فإن العديد من أكبر شركات الطاقة في العالم من أستراليا إلى الأرجنتين تكثف جهودها، سعياً وراء مصادر جديدة غير تقليدية من النفط والغاز الطبيعي.

وقد تغير الاستثمارات الضخمة في هذا القطاع، والتي تشمل عمليات تكسير هيدروليكي عادة، وجه أسواق الطاقة العالمية، والمعروف أن لدى روسيا والصين أضخم احتياطيات الزيت الصخري والغاز في العالم، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

ويقول تقرير الصحيفة الأميركية، إن تطوير تلك الموارد خلال العشرين سنة المقبلة، في الأسواق الناشئة بصورة خاصة، قد يعيد رسم صورة استهلاك النفط والغاز في اقتصادات العالم الأسرع نمواً.

بينما يقول أحد خبراء الطاقة إن «الزيت الحجري يتمتع بفرصة التحول إلى مادة بالغة الأهمية بالنسبة إلى تلك الدول، وهي اسواق جديدة متعطشة للطاقة».

وبشكل إجمالي قد تصل موارد الغاز الصخري العالمية الى 7.3 تريليونات قدم مكعبة، أو ما يعادل 4 أمثال احتياطيات الغاز في روسيا، وذلك بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية. وقد تصل مكامن الزيت الصخري في العالم إلى 345 مليار برميل، أو أكثر من الموارد النفطية السعودية التقليدية في الوقت الراهن.

وبحسب تقرير «نيويورك تايمز»، فإن الاحتياطيات المحتملة عززت الصناعات في دول لم تكن تتمتع بقطاعات طاقة تقليدية محلية، كما أن طفرة الطاقة الداخلية سمحت للبعض من الدول، بما فيها الولايات المتحدة، بخفض اعتمادها على مستوردات الطاقة العالية التكلفة.

ومع عودة النشاط الاقتصادي إلى الأسواق الناشئة، وتحقيق درجة من التعافي في أعقاب الأزمة المالية العالمية، فإن من المتوقع عودة الأهمية التي يتمتع بها الزيت الصخري، إضافة إلى كون الانتعاش سيفضي بالضرورة إلى زيادة الطلب على الطاقة، بما في ذلك الوقود الحفري، ثم إن نمو الطبقة المتوسطة في دول مثل البرازيل والهند قد أفضى إلى شراء المزيد من السلع الفاخرة مثل السيارات والهواتف الذكية.

وعلى الرغم من صعود البعض من مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية، فإن المصادر الأخرى مثل النفط والغاز والفحم لاتزال تمثل حصة الأسد في استهلاك الطاقة على صعيد العالم، وسيستمر هذا المسار في المستقبل المنظور.

وعلى سبيل المثال، فإن من المتوقع أن يقفز الطلب العالمي على الغاز بأكثر من 50 في المئة خلال العشرين سنة المقبلة، وذلك بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية في باريس.

وفي خضم هذه الزيادة في الاستهلاك يتوقع أن يوفر الزيت الصخري ما يصل إلى أكثر من ثلث الإمدادات العالمية خلال الفترة ذاتها، مرتفعاً عن 15 في المئــة عن معـــدلات السنـــة الماضية.

وقال التقرير إن المديرة التنفيذية لوكالة الطاقة الدولية في باريس ماريا فان در هوفن، أشارت في بيان لها إلى أن «العصر الذهبي للغاز يظل في أوج تقدمه، وهو وقود رئيسي لتوليد الطاقة، كما أنه سيتحول خلال السنوات الخمس المقبلة إلى مصدر رئيسي لوقود النقل».

يذكر أن ازدياد أهمية الزيت الحجري والغاز تأتي وسط توقعات بتقدم الولايات المتحدة في استخدام هذه المصادر من الطاقة، كما أن التحسن في ميادين التقنية وارتفاع التكلفة المحلية للوقود الحفري أسهما في تحويل صناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة.