ملايين الشيعة يحيون ذكرى أربعين الإمام الحسين في كربلاء

نشر في 13-12-2014 | 12:43
آخر تحديث 13-12-2014 | 12:43
No Image Caption
يحيي ملايين الشيعة اليوم السبت في مدينة كربلاء جنوب العراق ذكرى أربعين الإمام الحسين، إحدى أبرز مناسباتهم الدينية التي تتسم هذا العام برمزية إضافية بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على مساحات واسعة من البلاد.

وطوال الأيام الماضية، تدفقت حشود غير مسبوقة إلى المدينة الواقعة على مسافة 110 كلم جنوب بغداد، وسار العديد من هؤلاء نحو 12 يوماً، كما تدفق أكثر من مليون زائر إيراني للمشاركة في الزيارة التي تتوج أربعين يوماً من الحداد بعد ذكرى عاشوراء التي تجسد مقتل الإمام الحسين وعدد من أفراد عائلته في العام 680.

وبحسب مسؤولين عراقيين، تخطى عدد الزوار 17 مليوناً بينهم أكثر من أربعة ملايين من جنسيات عربية وأجنبية، وافترش هؤلاء ساحات وطرق كربلاء حيث مرقد الإمام الحسين وأخيه الإمام العباس وأقاموا في خيم أو لدى سكان فتحوا منازلهم لاستضافتهم.

وسارت الجموع المشاركة في احياء الشعائر الحسينية في شوارع المدينة وفي محيط العتبات المقدسة، متشحة بالسواد ورافعة الرايات الحسينية، وهتف المشاركون "لبيك يا حسين" وهم يلطمون رؤوسهم وصدورهم.

وعكس البعض الرمزية العالية للمشاركة هذا العام مع تزايد تهديدات المتطرفين منذ الهجوم الكاسح لتنظيم "الدولة الإسلامية" في يونيو، وسيطرته على مناطق في شمال العراق وغربه، وتوعد التنظيم الذي يعتبر الشيعة "رافضة"، بمواصلة "الزحف" نحو بغداد وكربلاء.

وفي دلالة على الأخطار المتزايدة، قتل شخص وأصيب أربعة بجروح بعيد منتصف ليل الخميس الجمعة، في سقوط تسع قذائف هاون على مناطق في غرب كربلاء، بحسب مصادر أمنية وطبية عراقية.

وقال كاظم حسين "25 عاماً" القادم من محافظة الناصرية "جنوب" لوكالة فرانس برس تعليقاً على سقوط القذائف "حتى إذا أمطرت الدنيا دواعش "في إشارة إلى عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذي يعرف اختصاراً باسم داعش"، لن نتوقف عن زيارة الإمام الحسين لأنه طريق التضحية والشهادة".

ودفع هذا الهجوم السلطات إلى تعزيز اجراءاتها الأمنية المشددة.

وقال قائد عمليات الفرات الأوسط اللواء الركن قيس خلف رحيمة أن "هذا الاعتداء دعانا إلى تعزيز القوات الأمنية بخمسة عشر ألف عنصر إضافي، ليصبح العدد الإجمالي أربعين إلف عنصر أمني".

وتسعى السلطات العراقية إلى تأمين شعائر هذا العام في حين يؤكد رجال الدين الشيعة أهمية رمزية المشاركة فيها، في تحد للمتطرفين.

كما تتسم الزيارة بمشاركة أكثر من مليون زائر ايراني قال العديد منهم أنهم عبروا الحدود إلى العراق للمشاركة بعد توصية من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي للقيام بذلك.

وسمحت السلطات العراقية بدخول هؤلاء بدون تأشيرات، وأدى تدافع على معبر بدرة الحدودي الجمعة، إلى وفاة ثلاثة أشخاص بينهم طفل.

وفي حين لا يمكن التأكد بشكل مستقل من أعداد المشاركين، أعلن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي الخميس أن العدد قارب 17,5 مليون شخص هم 13 مليون عراقي، وأربعة ملايين ونصف مليون من ستين جنسية، وقال محافظ كربلاء عقيل الطريحي أن زيارة هذا العام هي "الأكبر".

وأعلن رحيمة أن "أعداد الزائرين فاقت كثيراً السنوات الماضية"، ما دفع السلطات إلى "فتح منافذ دخول جديدة" إلى المدينة.

وفي خطبة الجمعة، أكد الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني، أن كربلاء "لم تعد تستوعب بامكاناتها الحالية هذه الأعداد الهائلة من الزائرين".

وأظهرت لقطات عرضتها قنوات التلفزة العراقية أعداداً هائلة من الزوار المتشحين بالسواد بينهم رجال ونساء وأطفال، وقد لفوا رؤوسهم بعصبات حمراء وخضراء وهم يملأون الساحات في مرقد الإمام الحسين.

واتخذت السلطات اجراءات أمنية مشددة لتفادي تكرار الهجمات التي غالباً ما تعرض لها شيعة العراق أثناء احياء مناسباتهم الدينية في الأعوام الماضية، والتي أدت إلى مقتل العشرات.

ومطلع الأسبوع الماضي، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب أربعة بجروح بتفجير عبوة ناسفة في شمال بغداد، على مقربة من خيمة عزاء يقدم فيها الطعام والشراب للزوار المتجهين إلى كربلاء، وأغلقت شوارع عدة في بغداد، لا سيما الطريق بينها وبين كربلاء.

وفي المحافظات الجنوبية ذات الغالبية الشيعية، بدت الشوارع شبه خالية من المارة، مع انتقال العديد من القاطنين فيها إلى كربلاء.

وأبرز مسؤولون عراقيون أهمية استعادة القوات العراقية والمسلحين الموالين لها السيطرة على منطقة جرف الصخر نهاية أكتوبر، في حماية مواكب الزوار المتجهة إلى كربلاء، وكان يمكن لوجود المتطرفين في هذه المنطقة القريبة من طريق بغداد كربلاء، أن يهدد الزوار بشكل جدي.

وتخوض القوات العراقية وعناصر مجموعات شيعية مسلحة وأبناء بعض العشائر السنية، معارك شرسة لاستعادة مناطق سيطرة التنظيم، مدعومين بغارات جوية لتحالف دولي تقوده واشنطن.

وحققت القوات بعض التقدم مؤخراً لا سيما جنوب بغداد وفي محافظة صلاح الدين، إلا أن التنظيم لا يزال يحتفظ بمناطق واسعة، ووسع سيطرته في محافظة الأنبار الحدودية مع سورية والأردن والسعودية.

back to top