«البرلمانية» وراء القفز من «سفينة الإخوان»
أرجع مراقبون مصريون خروج إسلاميين من "تحالف دعم الشرعية" الداعم للإخوان، وبالتالي خروجهم من سفينة الإخوان الغارقة، إلى مزاحمة حزب "النور" السلفي في الانتخابات البرلمانية المقبلة، والمقرر أن تجرى خلال الشهرين المقبلين، بينما تعالت أصوات من داخل البيت الإخواني مطالبة بحل الجماعة.فقد أكمل انسحاب حزب "الاستقلال" و"الجبهة السلفية"، قبل أيام من التحالف انهياره، بعد سلسلة من الانسحابات، بدأتها أحزاب إسلامية -بينها "الوسط" و"الوطن" السلفي- منذ أسابيع.
وبدا أن انهيار "التحالف" وتفككه جاء مصحوباً بانهيار في قدرته على الحشد، سواء في التظاهرات التي دعا إليها في 28 نوفمبر الماضي، تحت شعار "انتفاضة الشباب المسلم"، وأخرى دعا إليها الجمعة الماضية، ما قد يعجِّل بانهيار الجماعة نفسها، التي أسقط المصريون حكمها، بعد ثورة شعبية دعمها الجيش، 30 يونيو 2013. شباب في جماعة "الإخوان" طالبوا بـ"حل الجماعة"، وإجراء مراجعة شاملة تعتمد على رؤية واستراتيجية تتخلص أساساً من كبار القيادات وتجهِّز جيلاً جديداً، ووفقاً لحذيفة زوبع، نجل القيادي البارز في "الإخوان" حمزة زوبع، فإن الجماعة لم يعد لديها مساحات كافية للمناورة أو التأثير.وأضاف حذيفة لـ"الجريدة" ان "القيادات تملأ كل المساحات ولا يقبلون نُصحاً ولا توجيهاً، ولو حاولنا الوصول إلى أصل المشكلة، لوجدنا أن الجماعة لا تعرف حجمها وأدواتها لتحدد أهدافها، ونحن أمام قيادة تائهة غير مدركة للواقع الذي يُعاد تشكيله من حولها".من جانبه، وبينما شدّد رئيس حزب "الفضيلة" القيادي الحالي في "تحالف الشرعية" محمود فتحي، على الاستمرار مؤكداً مواصلة خط معارضة النظام المصري، فسّر القيادي الإخواني المنشق، خالد الزعفراني، خروج الأحزاب الإسلامية من حلف الإخوان باستعداد هذه الأحزاب لخوض الانتخابات البرلمانية، وبالتالي فهي تبحث عن مصلحتها الخاصة، مع اقتراب موعد الاستحقاق الثالث والأخير في "خارطة المستقبل"، التي وضعها الجيش عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي.