مصريات يقمن أول عرض أزياء بالأقصر
عرفت المرأة الفرعونية في مصر القديمة بقدراتها المتفردة في عالم الجمال وتفوقت على نساء العالم آنذاك في استخدام كل ما يبرز جمالها ويظهرها في أفضل صورة وأجمل شكل، كما أنها هي التي أقرت منذ البداية أن لكل امرأة جمالها الخاص بها وأنه لا توجد امرأة قبيحة ولكن هناك امرأة تجهل أصول التجميل وأسراره التي عرفتها المرأة الفرعونية، والتي كانت بحق "ست الحسن" والجمال.
وقالت الباحثة المصرية سمر ناجى إن معابد ومقابر الفراعنة في الأقصر تمتلىء بالنقوش والرسوم التاريخية التي تظهر فيها النساء وقد ارتدين ثياباً أنيقة طويلة حابكة بشريط أو اثنين على الكتف وتزين بأنواع كثيرة من الحلي المصنوعة من خرز القيشاني والذهب والأحجار شبه الكريمة.وعلى خطى أجدادها الفراعنة في الأقصر، قررت سمر ناجي التي درست تاريخ مصر القديمة، وعملت في مجال الإرشاد السياحي، وتجيد التحدث بلغات عدة، وصديقتها بسمة البحيري مهندسة الديكور التي جذبها تصميم الأزياء أن يقوما معاً بإحياء الصورة التي كانت تشهدها معابد الأقصر وساحاتها التاريخية قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، من اهتمام بالأزياء النسائية وأدوات الزينة، عبر إقامة أول عرض أزياء تشهده مدينة الأقصر التاريخية.وأشارت سمر ناجي وبسمة البحيرى لوكالة الأنباء الألمانية إلى أنهما بمجرد أن أعلنتا عن فكرتهن عبر صفحات التواصل الاجتماعي وبين الصديقات المقربات، فوجئن بانتقادات مرجعها الموروثات الاجتماعية التي تعادي عمل المرأة وتقف حائلاً أمام انخراطها في كثير من المجالات، وبخاصة مجالات الإبداع والفنون وعروض الأزياء وغيرها. وقالتا إنهما تمكنتا بدعم من العائلة من تجاوز تلك المعوقات التي تتسبب في تعطيل كل خطط تمكين المرأة بصعيد مصر، لكن تلك الانتقادات سرعان ما تبددت، بد أن أقبلت الشابات وعشرات من النساء المناصرات لدور المرأة على تشجيع تلك الفكرة، ليقام العرض وسط حضور حاشد.وأوضحتا أن المشاركة اقتصرت على عارضات ومصممات أزياء ومحلات كبرى على أبناء مدينة الأقصر دون الحاجة إلى الاستعانة بخبرات منظمي عروض الأزياء في العاصمة القاهرة، الأمر الذي أعطى التجربة تميزاً وخصوصية، والطريف أن بعض العارضات من فتيات المدينة التاريخية طلبن عدم التقاط لهن صوراً في العرض وذلك نتيجة لتأثرهن بالموروثات الاجتماعية السائدة في المدينة وغيرها من مدن صعيد مصر.وشجع نجاح أول عرض أزياء نسائي في الأقصر المنظمات على اقامة معرض يضم مشغولات يدوية وأعمال ديكور واكسسوارت مطابخ وتصميمات ستائر بمشاركة الكثير من نساء المحافظة، وتضمن المعرض أيضاً تعليم الفتيات فنون المكياج، كما شارك فيه خبيرات تجميل، واختتم بحفل فني أحياه الفنان عبدالله جوهر.ويعتبر ذلك أول خروج عن المألوف في صعيد مصر الذي يُعرف بوجود كثير من المعتقدات الشعبية التي ترفض عمل المرأة، وترفض قيامها بكثير من الأعمال التي يراها البعض أمر معيباً، وخاصة عروض الأزياء.وبعد نجاح عرض الأزياء الأول ومعرض الأكسسوارات وأدوات التجميل، الذى لقى رعاية وترحيباً من محافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين، تقرر الإعداد لإقامة عروض أخرى في مدن أخرى لم تر عروضاً مثل تلك عبر تاريخها مثل مدينتي إسنا وأرمنت، ووسط توقعات بأن تنقل تجربة سمر ناجي وبسمة البحيري إلى مدن ومحافظات أخرى بصعيد مصر.