خضت تجربة الإنتاج للمرة الأولى من خلال «خارج الخدمة»، فما سبب تحمسك للتجربة؟
لم تكن تجربة إنتاج سينمائي، بقدر ما يمكن اعتبارها تعاوناً مع أصدقائي المشاركين في إنتاج الفيلم. جاءت مشاركتي من خلال التنازل عن أجري في العمل، وهو أمر تحمست له لأن الفيلم يعبِّر عن فئة مختلفة في المجتمع لم تنل اهتماماً سينمائياً سابقاً.لكنك مبتعدة عن السينما منذ فترة.اهتمامي بالسينما موجود وقائم، ولكني أبحث دوماً عن موضوعات سينمائية مختلفة، تعبر عن الواقع ولا تنتمي إلى الأعمال التجارية، فلا يمكن أن أشارك في فيلم لأجل الرقص والغناء فحسب، ما يجعلني أتروى في انتقاء أدواري، وهو أمر يعتبره البعض بطءاً في خطواتي السينمائية مقارنة بالدراما.أشعر بأن السينما مقبلة على مرحلة مختلفة ستعوض الكساد الذي عانته خلال السنوات الماضية، خصوصاً مع وجود كتَّاب شباب لديهم طموح للتعبير عن إبداعهم، وهو ما تحتاج إليه السينما راهناً.هل ارتبط ابتعادك عن السينما بنوعية الأفلام فقط؟بالتأكيد، بدليل أنني عدت من خلال فيلم «الفيل الأزرق» الذي حقق إيرادات كبيرة ونال جوائز عدة. ترتبط اختياراتي دائماً بسيناريوهات تخطف قلبي منذ قرأتها لأول مرة، وموافقتي على «خارج الخدمة» جاءت لقناعتي بالحالة التي صنعها الفيلم، بالإضافة إلى طبيعة شخصية «هدى» التي جسدتها.لكن العمل لم يحقق إيرادات كبيرة على غرار «الفيل الأزرق»!الإيرادات ليست الحكم الوحيد في تقييم الأفلام، بالإضافة إلى أن طبيعة الفيلمين مختلفة ولا توجد مقارنة بينهما سواء في المضمون أو بتوقيت العرض، فضلاً عن أن الفيلم لا يزال في الأيام الأولى من عرضه، ومن ثم لا يمكن الحكم على الإيرادات بالوقت الحالي.ما سبب تحمسك لشخصية «هدى»؟هدى إحدى الشخصيات المركبة التي يعتقد البعض بالبداية أنها متناقضة. تعيش بمفردها وتتعاطى المخدرات، وتقبل أن تستضيف رجلاً في منزلها لا تعرفه ولا تربطها به أي علاقة جاء يهددها بمشهد فيديو، فهي تعاني وحدة قاتلة واستضافتها الشاب جاءت لأنه الوحيد الذي طرق بابها، خصوصاً أن زوجها توفي من 18 عاماً ولا تجد من يسأل عنها وتعيش معتمدة على أجر شهري تتقضاه.لكن ثمة انتقادات وجهت إلى لفيلم لتعمقه في طريقة تعاطي المخدرات.تعاطي المخدرات جزء رئيس في الأحداث، ليس فحسب لأن البطلين مدمنان، ولكن لأن طبيعة الدور تطلبت الإشارة إلى ذلك، والمشاهد التي تناولت هذا الأمر تشكل ضرورة درامية مرتبطة بالأحداث.طبيعة هدى مثيرة للاستغراب كما ذكرت، فكيف تحضرت لها؟أردت أن أصل إلى الحالة النفسية التي قد تعيشها امرأة عاشت بمفردها لفترة طويلة، لا يطرق بابها أحد، وكل علاقاتها بمحيطها هو توقيت استلام المعاش الخاص بزوجها، فيما تكتفي بمتابعة الحوادث من خلال التلفزيون. عبَّرت عن ذلك من خلال إنقاص وزني قليلاً، ووضعت مكياجاً يناسب مرحلة الشخصية العمرية.كيف استطعت التعايش معها؟لا أرتبط بتصوير أكثر من عمل في التوقيت نفسه، ما ساعدني في التفرغ لتصوير الفيلم وإنجاز العمل بشكل كامل في غضون ستة أسابيع من التصوير اليومي المتواصل والتعايش مع هدى بشكل كامل. حتى إنني لم أكن أنفصل عنها إلا عند العودة إلى منزلي.اتسمت المشاهد التي ظهرت لمذيعي برامج الحوارات وتابعتها هدى بالتناقض الشديد غالباً.بحكم ظروف حياتها، تعرف هدى الأخبار من برامج الحوارات السياسية، والتي كانت قد وصلت ذروتها خلال الفترة التي تدور بها أحداث الفيلم، لذا كان التنوع في المذيعين الذين تتابعهم طبيعياً، لأنها لا تملك اتجاهاً سياسياً معيناً، بل تتابع لتعرف ليس أكثر، وهو ما أظهرته عندما خرجت من بعد ثورة 30 يونيو بيوم لتأتي بمعاش زوجها في وقت كان كثيرون يتخوفون الخروج إلى الشارع.هل وجدت صعوبة في أداء بعض المشاهد؟الشخصية نفسها صعبة بمشاهدها كافة لاختلافها عني بشكل كامل، فلا صفة مشتركة بيني وبينها، لكن تبقى مشاهد الاغتصاب الأصعب بالنسبة إلي على المستوى الفني، بسبب طريقة التصوير وحالة التعبير عن الرفض الظاهر، فيما أنه في الحقيقة لم يكن اغتصاباً بل هي علاقة بموافقتها.استغرب البعض طبيعة علاقاتها مع سعيد.اعتبرت هدى أن سعيد زوجها والرجل الذي تحبه لوجود عناصر مشتركة كثيرة بينهما، ورغم قناعتها وموافقتها عليه، لكنها لم تستطع أن تطلب منه الزواج رسمياً، لأنها ستفقد بذلك معاش زوجها، لذا قررت أن تكمل حياتها معه.
توابل - سيما
شيرين رضا: «خارج الخدمة» مختلف عن «الفيل الأزرق»
16-03-2015