قال بودي إن الشراكة بين بنك غيتهاوس و«ثريد نيدل» ليست حبراً على ورق، بل شراكة حقيقية، مشيراً إلى أن استحواذ «ثريد نيدل» على 2 في المئة من رأسمال «غيتهاوس» تأكيد على هذه الجدية.

Ad

أعلن رئيس مجلس إدارة بنك غيتهاوس فهد بودي أن شركة ثريد نيدل الاستثمارية استحوذت على نسبة 2 في المئة من إجمالي أسهم «غيتهاوس»، موضحاً أن الطرفين دخلا في مفاوضات استمرت عاما ونصف العام تكللت بالاستحواذ وفتح آفاق جديدة للتعاون بينهما.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده الطرفان للإعلان عن هذه الشراكة، وأوضحا من خلاله عن خطط لتطوير عدة منتجات استثمارية متنوعة تستهدف شريحة المستثمرين الذين يتطلعون للاستثمار في منتجات متوافقة مع الشريعة وفي أسواق عالمية حيوية، معتبرين أن الحصة التي ساهمت بها شركة «ثريد نيدل» مهمة لها، وهي شركة متخصصة في إدارة الأصول العالمية، ومن شأن هذا الاستثمار جمع الخبرات الاستثمارية العالمية للشركة مع بنك غيتهاوس المتخصص في تقديم استثمارات ذات جودة عالية متوافقة مع الشريعة. واضاف بودي أن الصفقة مفرحة ومفخرة للقطاع المالي الكويتي كله وليس لـ»غيتهاوس» فقط، مشيراً إلى أنها تعتبر إنجازاً خصوصاً بعد إقناع إحدى كبرى شركات إدارة الأصول في العالم للتملك في البنك، مؤكداً أن «غيتهاوس» سيعتمد على خبرة «ثريد نيدل» في إدارة الأصول وعلى خبرة «غيتهاوس» في هذا القطاع من السوق، للانطلاق في مرحلة جديدة في إدارة الثروات في الصيرفة الإسلامية، خصوصاً وأن هناك العديد من الفرص الاستثمارية والعقارية قد ارتفعت وبالتالي يجب أن نوفر لعملائنا فرصا جديدة في إدارة الأصول وإدارة المخاطر.

الاستعانة بالخبرة

وقال بودي ان هناك 4 قطاعات رئيسية لدى القطاع المالي للعمل فيه، قطاع الخزينة «إدارة السيولة» وقطاع الأسهم سواء المدرجة أو غير المدرجة، وقطاع السندات والصكوك وأخيراً القطاع العقاري بكل أنواعه، موضحاً أن «غيتهاوس» استطاع أن يبني خبرته في قطاعين هما إدارة السيولة والعقار، وكان من الممكن أن يبدأ ببناء خبرته في قطاعي السندات والأسهم لكن «ارتأينا أن ندخل في هذه الصفقة مع (ثريد نيدل) لأنها أفضل بالتأكيد في هذا الأمر.

وقال بودي ان الشراكة ليست حبراً على ورق بل هي شراكة حقيقة والاستحواذ على 2 في المئة من رأسمال «غيتهاوس» هو تأكيد على هذه الجدية، مشيراً إلى أن الشركة تمتلك مكتباً في ماليزيا التي تعتبر أكبر سوق في العالم للصكوك، كما أنها تمتلك العديد من الاحترافية في العديد من الأماكن.

واكد أن عملاء «غيتهاوس» لن يكون لديهم مانع من الاستمرار مع البنك مادام أن هناك أدوات استثمارية تضمن تحقيقهم لعوائد مجزية.

توزيع المخاطر

وأشار بودي إلى أن أحد أهم أسباب دخول «ثريد نيدل» في «غيتهاوس» كان بسبب أن البنك كويتي يعمل في السوق البريطاني، وبالتالي فإنها دخلت في السوق الكويتي عن طريقنا وبشكل غير مباشر، موضحاً أنهم زاروا خلال الأيام الماضية عدداً من أكبر عملاء ومساهمي «غيتهاوس» لمعرفة احتياجاتهم الاستثمارية وأهدافهم من ناحية التوزيع الجغرافي للاستفادة من خبرة «غيتهاوس» و»ثردنيدل» في نفس الوقت نظراً لأن التوزيع الجغرافي مهم في إدارة الثروات وتوزيع المخطر.

وشدد على أن الأحداث السياسية في الشرق الأوسط لم تؤثر على عملنا نظراً لتوجه العديد من رؤوس الأموال العربية للاستثمار في الخارج و»استطعنا الحصول على جزء منها».

وأضاف بودي: «على مدى السنوات الثماني الماضية، وصل بنك غيتهاوس لمكانة عالمية وأصبح اسماً متداولاً في أوساط الأسواق التي يعمل فيها. ولهذا السبب، كان من دواعي سرورنا وجود شركة ثريد نيدل ضمن مساهمي البنك، وهي شركة تتمتع باحترام كبير كونها أحد أبرز المؤسسات العالمية العاملة في مجال إدارة الأصول من فئات متعددة». وتساهم هذه الشراكة بين البنك و»ثريد نيدل» في جمع الخبرات والمهارات الاستثمارية والاستشارية لتطوير منتجات استثمارية مميزة وذات جودة عالية متوافقة مع الشريعة لتقديمها في المستقبل القريب كمنتجات مهمه يقدمها البنك للمستثمرين، وهو الأمر الذي يعتبر بمثابة القيمة المضافة للبنك للسنوات القادمة.

ومن الملاحظ تنامي المنتجات الاستثمارية التي تستهدف القطاع المالي الذي يعمل وفقا لأحكام الشريعة.

نمو قادم

من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لـ«غيتهاوس» هنري ثومبسون، أنه مع هذه الصفقة، يكون «غيتهاوس» مستعداً للدخول في المرحلة القادمة من النمو والأداء التشغيلي، مضيفاً أنه سيكمل تركيزه في السوق الأميركي والبريطاني وكذلك أوروبا واسكوتلندا.

ويرى تومسون أن القطاع المالي الإسلامي مقبل على نمو كبير خلال الفترة القادمة وبالتالي يجب أن نكون جزءاً من هذا النمو خصوصاً في الدول التي نستثمر بها، مشيراً من جهة أخرى إلى أن انخفاضات اليورو تخلق فرصاً استثمارية جيدة للمستثمرين سواء بالكويت أو غيرها من غير الأوروبيين.

واشار الى أنه خلال السنوات العشرين الأخيرة استهدفت مؤسسات وبنوك استثمارية طرح منتجات استثمارية متوافقة مع الشريعة وتقديمها للافراد ذوي الملاءة المالية العالية والمؤسسات المالية بشكل عام.

ولفت الى ان بنك غيتهاوس كان له دور مهم في عرض جزء من تلك المنتجات الاستثمارية الجديدة والمتنوعة على المستثمرين وخاصة في منطقة الخليج العربي وماليزيا، فهذه الأسواق لاتزال محافظة على حيويتها وهي موضع اهتمام متزايد من قبل قاعدة واسعة من المستثمرين.

واضاف: «أننا نؤمن أن خبرة ثريد نيدل العالمية العميقة في مجال الاستثمار وما تتمتع به من سجل متميز ونجاحات عديدة في مجال إدارة الأصول، «ستمكننا من اكتشاف نطاق واسع من المنتجات الاستثمارية الاستراتيجية المتوافقة مع أحكام الشريعة والتي ستحظى باهتمام الأسواق الإسلامية التي يعمل بها بنك غيتهاوس».

فرص نمو مستقبلية

بدوره، قال رئيس مجلس إدارة ثريد نيدل، ترسكوت، أن الشراكة مع «غيتهاوس» ناتجة عن «رؤيتنا لفرص النمو المستقبلية التي يمكن تحقيقها معهم، خصوصاً مع الخبرة التي يمتلكها غيتهاوس في قطاع الصيرفة الإسلامية»، مؤكداً أن هناك فرصا استثمارية بديلة في العديد من المناطق، خصوصاً مع تراجع اسعار اليورو والذي يمكن أن يكون متعادلاً بالسعر مع الدولار أو اقل بذلك أيضاً خلال الفترة القادمة.

واضاف ترسكوت: «خلال السنوات من 2010 إلى 2014 بلغ المعدل السنوي لنمو الأموال المدارة والمتوافقة مع الشريعة نسبة ناهزت 17 في المئة سنوياً، ومن المتوقع استمرار النمو خلال السنوات القادمة، ونعتقد أن هناك فرصة ممتازة لتطوير مجموعة واسعة من المنتجات الاستثمارية ذات الهيكلة المتوافقة مع الشريعة ضمن أسواق المال والعقار والصكوك ومن ثم عرضها على القاعدة المتنامية للمستثمرين، ونتطلع لشراكة مثمرة بين ثريد نيدل وبنك غيتهاوس الذي يمتلك خبرات عديدة في مجال الاستثمارات المتوافقة مع الشريعة وعلاقات استثمارية في دول الخليج العربي وجنوب شرق آسيا».

الأصول الاستثمارية في الخليج

قال بودي ان حجم الاصول الاستثمارية في الخليج ككل بما فيها الصناديق السيادية وأصول السوق تقدر قيمتها بـ6.7 تريليونات دولار، ويبلغ حجم الإسلامي منها تريليون دولار وإدارة الثروات 20 في المئة منها، ومن ثم "فنحن نتحدث عن سوق تبلغ قيمته أكثر من 200 مليار دولار ومستعد للاستثمار في الأصول المناسبة له، ونحن في غيتهاوس استثمرنا وركزنا على القطاع العقاري في بريطانيا وأميركا منذ تأسيسنا وبالتالي نمتلك الخبرة الجيدة في هذا القطاع، ورأينا أن هناك من يدير الأصول بشكل أفضل من غيتهاوس نفسه وهي ثريد نيدل، فلماذا لا نقوم بشراكة حقيقية معها؟".

مشروع بناء مساكن للبريطانيين

ذكر بودي ان "غيتهاوس" بصدد الدخول في المرحلة الثانية من مشروع بناء 7000 منزل في بريطانيا والذي سبق الإعلان عنه، متوقعاً أن يتم ذلك خلال الشهور الستة القادمة بعد الانتهاء من المرحلة الأولى.