عُقدت القمة التشاورية الخليجية، أمس، في الرياض بحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وجاءت تتويجا لشراكة فرنسية - خليجية، وذلك عشية قمة كامب ديفيد التي ستجمع قادة دول «التعاون». 

Ad

شهدت العاصمة السعودية الرياض، أمس، عقد القمة الخليجية التشاورية، بحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقادة وممثلي دول مجلس التعاون الخليجي، كما حضرها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الذي أصبح أول رئيس دولة غربية يشارك في قمة خليجية.

وتمثلت البحرين في القمة بالملك حمد آل خليفة، وقطر بأميرها الشيخ تميم آل ثاني، والإمارات بنائب رئيس الدولة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وعمان بممثل السلطان قابوس بن سعيد، شهاب بن طارق.

وقد جاءت القمة لترسي شراكة فرنسية - خليجية، تمتد من الإطار الاستراتيجي العام الى الأمور السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية.

وجاءت المواقف الفرنسية والخليجية متطابقة في ما يخص الملف النووي الإيراني والأوضاع في سورية، بالإضافة الى الأوضاع في اليمن.    

كما انعقدت القمة عشية قمة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي مع الرئيس أوباما في كامب ديفيد. وكان أوباما قد أبدى برودة تجاه بعض دول المنطقة، في حين تمسك بالتوصل الى اتفاق نووي مع إيران رغم التحفظات. ولايزال أوباما يعارض إمداد المعارضة السورية بسلاح نوعي يمكنها من إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

الملك سلمان

وانطلقت القمة بكلمة للعاهل السعودي شدد فيها على اربعة محاور رئيسية هي الأوضاع في اليمن، والتعاون مع فرنسا، خصوصا في الملف الأمني، والأوضاع في سورية، والملف النووي الإيراني.

ورحب خادم الحرمين الشريفين في كلمته الافتتاحية للقمة بالرئيس الفرنسي، مؤكداً أن مواقف فرنسا اتجاه المنطقة إيجابية.

وشدد الملك سلمان على أن «منطقتنا تتعرض لأطماع خارجية ترتكز في سعيها إلى توسيع نفوذها وبسط هيمنتها على زعزعة أمن المنطقة واستقرارها، وزرع الفتن الطائفية، وتهيئة البيئة الخصبة للتطرف والإرهاب».

الأوضاع في اليمن

وعن اليمن، قال العاهل السعودي إن «دول التحالف استجابت لمناشدة السلطة الشرعية في اليمن الشقيق للدفاع عن النفس، بعد أن رفض الانقلابيون مساعي مجلس التعاون والمجتمع الدولي الهادفة إلى تجنيب الشعب اليمني العزيز الانزلاق نحو الفوضى والاقتتال».

وأكد أن «عملية عاصفة الحزم حققت أهدافها»، وأن المملكة «تتطلع إلى أن تدفع عملية إعادة الأمل جميع الأطراف اليمنية للحوار، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وذلك من خلال الالتزام التام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والإسراع في تنفيذه».

ورحب بـ «انعقاد مؤتمر الرياض لكافة الأطراف اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره، وذلك تحت مظلة مجلس التعاون».

وأعلن الملك «تأسيس مركز للأعمال الإنسانية والإغاثية، يكون مقره في الرياض»، آملا في «مشاركة الأمم المتحدة بفاعليّة في ما سيقوم به هذا المركز من تنسيق لجميع الأعمال الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق وبمشاركة الدول الراعية للمبادرة الخليجية».

«النووي الإيراني»

وشدد العاهل السعودي على أن «السعي الإيراني لامتلاك السلاح النووي يشكل تهديدا ليس فقط للمنطقة، بل للعالم».

ورأى أن «السعي نحو تطوير وامتلاك أسلحة الدمار الشامل، بما فيها السلاح النووي، يمثل تهديداً بالغ الخطورة ليس على السلم والأمن في المنطقة فحسب، بل على السلم والأمن الدوليين، وإننا لنهيب بالمجتمع الدولي، وخصوصاً مجموعة دول الـ5 +1 للاضطلاع بمسؤولياتها الجسيمة بهذا الخصوص، ولوضع قواعد صارمة تضمن المحافظة على أمن المنطقة واستقرارها، وبما يكفل الحيلولة دون الاندفاع في المنطقة نحو سباق التسلح الذي لن يكون إلا على حساب مسارات التنمية ورخاء شعوب المنطقة».

وشدد الملك سلمان على «عدم وجود أي دور لنظام (الرئيس السوري بشار) الأسد في مستقبل سورية»، كما اعتبر أنه «حان الوقت لتطبيق مبادرة السلام العربية»، مشيرا الى أن «القضية الفلسطينية ستبقى هي القضية الرئيسية والمركزية».

هولاند

من ناحيته، قال هولاند في كلمته إن «التهديدات التي تواجه الخليج تواجه فرنسا أيضا، ونريد أن نكون حليفا قويا وموثوقا لدول الخليج». وأضاف «اتفقنا مع الملك سلمان على رفع مستوى التعاون الدفاعي»، مشددا على أن المنطقة تواجه تحديات من «القاعدة» و»داعش»، وأطماعا من دول خارجية، وأبدى استعداده لحماية دول الخليج ولو تطلّب ذلك تدخلا عسكرياً.

ولفت إلى أن فرنسا «تعمل على مساعدة المعارضة السورية المعتدلة، وندفع باتجاه حل سياسي في ليبيا، حتى لا تغرق البلاد بالفوضى».

وفي الشأن اليمني قال هولاند: «يمكنكم الاتكال على فرنسا لإرساء الاستقرار في اليمن، يجب تطبيق قرار مجلس الأمن حول اليمن دون تأخير، وأحيي موقف السعودية بالدعوة إلى مؤتمر حوار حول اليمن في الرياض».

وحول الملف النووي الإيراني، أوضح الرئيس الفرنسي في كلمته «على طهران التعهد بعدم الحصول على سلاح نووي، وحظر الأسلحة عليها يجب أن يبقى».

العاهل السعودي ينتصر لمصور صحافي ويعفي رئيس المراسم الملكية

أمر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بإعفاء رئيس المراسم الملكية محمد الطبيشي من منصبه، وتعيين خالد العباد رئيساً لها. وجاء أمر إعفاء الطبيشي إثر تعامله بشكل سلبي مع مصور صحافي، خلال مراسم استقبال الملك سلمان أمس للعاهل المغربي الملك محمد السادس فور وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي في الرياض.

وكان شريط مصور أظهر الطبيشي وهو يبعد بعنف مصوراً صحافياً حاول التقاط صورة لحظة لقاء الملكين سلمان ومحمد السادس في مطار الرياض. وجرى تداول هذا الشريط بكثرة وأثار ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي.