«جبهة النصرة» للبنانيين: ستدفعون ثمن تدخل «حزب الله»

نشر في 06-09-2014 | 00:05
آخر تحديث 06-09-2014 | 00:05
• الوفد القطري يبدأ وساطته بزيارة عرسال
• تصاعد الضغوط للتنسيق الأمني مع الأسد
يعيش لبنان توتراً متصاعداً، على خلفية ملف الجنود المختطفين لدى «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش»، في وقت نشرت «النصرة» أمس شريطاً مصوراً للجنود المختطفين، حذرت خلاله اللبنانيين من أنهم سيدفعون ثمن تدخُّل «حزب الله» في سورية.

نشرت جبهة «النصرة» أمس شريطاً مصوراً جديداً تحت عنوان: «من سيدفع الثمن؟ ثمن مساندة حزب اللات للنظام النصيري في ذبح أهل السنة في سورية»، يظهر فيه 9 من عسكري الجيش وقوى الأمن المخطوفين لدى «الجبهة».

وحذرت «الجبهة» اللبنانيين خصوصاً «أهل السنة» من التورط في حرب في صف الجيش اللبناني ضد مقاتليها، كما حذرت الشيعة من مساعدة «حزب الله»، مطالبة الحزب بالخروج من سورية.

وتوجّهت «النصرة» في الشريط بنداءٍ إلى «أهل السنة» في لبنان، دعتهم فيه إلى «نصرة أهلهم في سورية»، وقالت لهم: «كونوا عوناً لهم وأدركوا أنفسكم قبل أن تدفعوا أنتم الثمن بتورطكم في حرب في صف الجيش اللبناني ضدّ إخوانكم المجاهدين، أو ان تدفعوا الثمن كما دفعه قبلكم اهل السنة في سورية بتسلط النصيرية والرافضة عليكم».

وتوجّهت إلى كل الطوائف في لبنان، بالقول: «إياكم ثمّ إياكم أن تنصروا حزب إيران فإنّ سكوتكم عن جرائمه قد يُحسَب عليكم فتدفعون أنتم الثمن فاحذروا غضبة المظلوم».

وإلى الشيعة، قالت: «إن معركتنا معكم مستمرّة طالما أنكم تتطاولون على أمهات المؤمنين وتسبّون الصحابة الكرام وإنّ مساندتكم لهذا الحزب المجرم سيجعلكم تدفعون الثمن مضاعفا وإن غدا لناظره قريب».

ويبدأ الفيديو بتذكير لمواقف أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله الذي كان قد قال إنه لن يشارك في الحرب السورية ولن يتدخل في سورية وصولا الى قوله إنه مستعد لإرسال 10 آلاف مقاتل من الحزب الى سورية واذا اقتضت الحاجة ان يذهب هو بنفسه الى هناك.

ويظهر الفيديو مشاهد لمقاتلي «حزب الله» اثناء المعارك في سورية، ومشاهد قاسية لمن قالت «النصرة» إنهم عناصر في حزب الله يعذبون المعتقلين ويستهدفون النساء والاطفال والمدنيين.  

وعرض الفيديو «شهادات» بعض العسكريين اللبنانيين المختطفين وهم يستنكرون أعمال «حزب الله» ويزعمون أنه قصف عرسال والمدنيين والاطفال، فضلاً عن صور تظهر عناصر ادعت «جبهة النصرة» أنهم من الحزب وهم يقصفون عرسال.

مشاركة «حزب الله» في عرسال

وكانت «الجبهة» قالت أمس الأول انها ستعرض مشاهد تؤكد مشاركة «حزب الله» في القتال خلال أحداث عرسال الى جانب الجيش اللبناني. واستبق مسؤول في الحزب بث هذه المشاهد التي ظهرت أمس في الشريط المصور، وأكد في حديث صحافي أن الحزب بالفعل شارك في المعارك و«منع تمدّد المجموعات المسلّحة وساهم في تغطية حركة الجيش في مراحل عدة من المعركة».

وأوضح المسؤول أنه بعد ساعات على توسّع الاشتباكات وتطويق مراكز الجيش في عرسال، أمّن حزب الله كثافة نارية لتتمكّن إحدى مجموعات العسكر من الانسحاب وعدم الوقوع في الاحتجاز.

وفي وقت آخر، عمد الحزب إلى استخدام سلاحه المدفعي لإعاقة تقدّم المقاتلين السوريين في الجرد ومن التجوّل بحرية باتجاه غربي عرسال، أي صوب البقاع اللبناني.

وأفاد المسؤول الذي لم يكشف عن هويته بأن «الحزب قام بتأمين غطاء عسكري سوري، أيضاً، من خلال غارات جويّة وأخرى مدفعية»، وكان لذلك أثره على سير المعركة.

الوفد القطري

الى ذلك، بدأ وفد قطري وصل مساء أمس الأول الى بيروت وساطته للافراج عن العسكريين المخطوفين بزيارة عرسال، وبدأ اتصالاته مع الخاطفين في جرود البلدة.

وأفادت تقارير محلية بأن الوفد توجه أمس من عرسال الى منطقة القلمون حيث التقى أمير «جبهة النصرة» ودام الاجتماع بينهما أكثر من 5 ساعات. كما افادت التقارير إن الوفد القطري يضم شخصية سورية معارضة، وان هذه الشخصية هي التي التقت أمير «جبهة النصرة» المدعو أبي مالك التلي وناقشت معه مسألة العسكريين المحتجزين.

وزار وفد من أهالي العسكريين المخطوفين الدروز عرسال والتقوا الشيخ مصطفى الحجيري الذي يقوم باتصالات مع الخاطفين كما التقوا رئيس بلدية عرسال علي الحجيري.

ضغوط

في غضون ذلك، تصاعدت الضغوط على الحكومة وتحديدا على رئيسها تمام سلام وعلى قائد الجيش جان قهوجي لاعتماد توجه جديد في موضوع الخاطفين والتنسيق مع نظام الرئيس بشار الأسد.

واشار مسؤول من حزب الله الى أن عدداً من «ضباط الجيش اللبناني طرحوا على قيادتهم التنسيق مع الجيش السوري إلا أنّ قائد الجيش جان قهوجي رفض الطرح بسبب حسابات سياسية».

وكان عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب نبيل نقولا اعتبر أمس ان «طريقة ادارة الحكومة لملف الجنود المختطفين كانت ادارة خاطئة»، سائلا «أين مخابرات الجيش ومخابرات المعلومات»، داعيا إلى «التفاوض مع دول لا مع منظمات ارهابية وهذا هو موقف حزب الله أيضا»، معتبرا انه «يجب ان تكون المقايضة على ارض الدولة التي تفاوض لا على ارض لبنان».

ودعا وزير الخارجية السابق عدنان منصور المقرب من «حزب الله» و»حركة امل» صراحة الى التنسيق مع الأسد قال: «كان يجب أن يحصل التنسيق اللبناني – السوري في وقت سابق»، مضيفاً «أننا أحوج ما نكون اليوم لهذا التنسيق للتضييق على المسلحين وخاطفي العسكريين».

أفادت مصادر "الجريدة"، أمس، بأن طائرة استطلاع إسرائيلية قامت بتفجير جهاز تنصُّت في بلدة عدلون جنوب لبنان، ما أدى إلى سقوط قتيل وجريحين من حزب الله.

وأعلنت قيادة الجيش اللبناني، أمس، أن دورية تابعة لمديرية المخابرات في الجيش "عثرت على جسم غريب في محيط بلدة عدلون، وأثناء التحضير للكشف عليه، أقدم العدو الإسرائيلي على تفجيره عن بعد، ما أدى إلى استشهاد أحد المدنيين الذي وجد بالقرب من المكان". وأفادت تقارير لبنانية بأن الشخص الذي قتل ليس مدنياً، بل هو الخبير العسكري في حزب الله، حسن علي حيدر من بلدة انصارية، وقد قضى خلال محاولة تفكيك الجهاز الإسرائيلي في عدلون قبل أن تفجره إسرائيل. وفي الصورة التي وزعتها قوات الأمن يظهر جهاز التنصت الذي تم تفجيره.

back to top