بعد عشرة أيام من نفي مصر والإمارات شن غارات جوية على ميليشيات ليبية مسلحة في العاصمة طرابلس، اتهمت الحكومة الليبية المؤقتة ليل السبت- الأحد السودان بدعم ميليشيات إسلامية «إرهابية» تسيطر على العاصمة، بينما طالب رئيس الوزراء الليبي عبدالله الثني الملحق العسكري السوداني بمغادرة ليبيا.

Ad

وقالت الحكومة في بيان إن «طائرة نقل عسكرية سودانية دخلت المجال الجوي الليبي من دون إذن أو طلب رسمي من مصلحة الطيران المدني الليبي»، معتبرة أن ذلك يعد «خرقا للسيادة الليبية».

وعبّرت الحكومة الليبية عن استنكارها ورفضها التام لهذا الإجراء، موضحة أن الطائرة «كانت محملة بشحنة من الذخائر لم تطلبها الدولة الليبية ولم تكن على علم بها أو تنسق فيها مع السلطات السودانية».

وأشارت الحكومة إلى أن «وجهة الطائرة كانت نحو مطار معيتيقة» في طرابلس، الذي تسيطر عليه ميليشيات إسلامية متشددة تابعة لقوات «فجر ليبيا»، التي تنحدر في مجملها من ميليشيات مدينة مصراتة (200 كيلومتر شرق طرابلس).

ولفتت الحكومة إلى أن «الشحنة تم اكتشافها بعد توقف قائد الطائرة في مطار الكفرة الحدودي مع السودان للتزود بالقود»، دون أن تحدد الزمان التي دخلت فيه الطائرة الأجواء الليبية.

واعتبرت الحكومة أن «هذا العمل من قبل الدولة السودانية يتجاوز الدولة الليبية، ويتدخل في شؤونها، ويقحم السودان كطرف داعم بالأسلحة لجماعة إرهابية»، مطالبة المجتمع الدولي بمساعدتها على مراقبة أجوائها.

وفي ظل التخبط السياسي والإداري الواضح في ليبيا، نفى رئيس المجلس العسكري لمدينة الكفرة العقيد سليمان حامد الزوي أن تكون الطائرة متجهة إلى مطار معيتيقة.

ونقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية عن الزوي، وهو أيضاً يشغل صفة آمر القوات الليبية السودانية المشتركة قوله، إن «هذه الشحنة كانت عبارة عن إمدادات عسكرية ولوجستية للقوة المشتركة من الجيش الوطني التي يترأسها والمكلفة بالتمركز في نقطتي السارة والعوينات» الحدودية مع السودان.

وأضاف أن «هذه النقاط تعتبر عسكرية يتمركز بها الجيش الوطني لحماية الحدود»، مؤكداً أن «تفريغ هذه الشحنة تم أمام مرأى بعض الضباط العسكريين ومشايخ وأعيان وأمراء الكتائب بمدينة الكفرة، وذلك لتفنيد أي شائعات بهذا الخصوص».

في المقابل، وصف السودان الذي تقوده حكومة إسلامية الحادث بأنه «سوء تفاهم»، وقال إن «الطائرة كانت تحمل معدات لقوة حدودية سودانية ليبية مشتركة لمواجهة التهريب»، نافياً أي تدخل في الشأن الليبي.

(طرابلس، بنغازي -

أ ف ب، رويترز)