مصرية في طوابير شهادات «القناة»:
اشتريت بمدخرات تجهيز بناتي
واصل المصريون أمس الإقبال على شراء شهادات الاستثمار لتمويل مشروع قناة «السويس الجديدة»، حيث فنّدت دار الإفتاء المصرية ادعاءات مواقع إلكترونية «إسلامية» متشددة، وصفت شهادات الاستثمار بالقروض الربوية، لإثناء المصريين عن شرائها، بعدما بلغت حصيلة اليوم الأول لبيع الشهادات الخميس الماضي، نحو 6 مليارات جنيه.«الإفتاء المصرية،» قالت في بيان رسمي حصلت «الجريدة» على نسخة منه، إن «التعامل بشهادات الاستثمار لتمويل مشروع جائز شرعاً... ولا يعد بحال من الأحوال قرضاً»، مشيرة إلى أن «الأرباح المقدمة على هذه الشهادات لتشجيع الأفراد على الاكتتاب فيها، حتى يمكن للدولة مواجهة التحديات ودفع عجلة التنمية المستدامة بأسلوب حكيم».
وأضافت «الإفتاء» أن «الشهادات خالية من الغرر والضرر والربا، وتحقق مصالح أطرافها، ولذا فهي معاملات جائزة ولا مانع من الاستثمار فيها شرعاً». ومنذ الإقبال الكبير للمصريين، على شراء الشهادات منذ اليوم الأول لطرحها، في البنوك الأربعة الوطنية: «القاهرة، ومصر، والبنك الأهلي، وقناة السويس» تنوعت حكايات المصريين، المساهمين في المشروع، حول شراء شهادة الاستثمار، وكان لـ»الجريدة» جولة داخل أحد البنوك، راصدة جزءاً من الإقبال الجماهيري على المشاركة في حفر القناة.«أم هشام»، امرأة خمسينية، قالت إنها لم تدخل من قبل أياً من البنوك المصرية أو الأجنبية، وإن فكرة المشاركة في حفر القناة راودتها، مع الإعلان عن طرح الشهادات، مشددة على أنها لا تملك مبلغاً كبيراً، لكن الواجب الوطني يُحتّم عليها القيام به، وأضافت: «سأشتري الشهادات بأسماء أولادي، لتكون علامة فارقة في مستقبلهم».وبينما امتلأ فرع بنك القاهرة، في شارع جامعة الدول العربية بضاحية المهندسين عن آخره بالمواطنين الراغبين في شراء شهادات الاستثمار، قال الموظف، الذي اقترب من سن المعاش، مصطفى أحمد، إنه جاء ليضع كل مدخراته «4 آلاف جنيه» - نحو 600 دولار - مساهمة منه، ومشاركة لأبناء الوطن في دفع الاقتصاد إلى الأمام.ووسط فرحة عارمة لإحدى الأمهات وابنتها (20 عاماً) كونهما تقتربان من شباك بيع الشهادات، قالت الفتاة إنها تشعر بالفخر لأنها تسهم بمداخرتها في «مشروع عظيم كهذا»، وقالت الفتاة، إنها اشترت الشهادات بجزء من مدخرات كانت تخصصها لاستكمال شراء «جهازها» حيث ستتزوج قريباً، وقالت الأم والفرحة تعلو وجهها: «اشتريت شهادات الاستثمار بجزء من مدخرات تجهيز بناتي، علشان أمنا مصر تبقى قد الدنيا».