«إحنا وين قاعدين؟»

نشر في 04-01-2015
آخر تحديث 04-01-2015 | 00:01
الناس ملت من التضييق، وليخرج عاقل من الحكومة الحالية ويعلن حجم ملايين الدنانير التي يصرفها الكويتيون في دول الخليج، وليصرح أيضا بحجم الجرائم التي يرتكبها الشباب من جراء ضعف الاهتمام بالترفيه في الكويت.
 مظفّر عبدالله  أول العمود:

 مع انخفاض سعر برميل النفط يخرج بعض الوزراء ليبشروا بإلغاء بعض بنود الصرف الحالية لانتفاء الداعي لها... كأنهم يقولون إننا أخطأنا في الصرف على هذه البنود اليوم وليس أمس!

***

شيء غريب فعلا أن تمر مناسبة دخول العام الجديد دون أن نرى أي مظهر للفرح والاحتفال في الكويت كما في عواصم الدول الأخرى، دولة بطولها وعرضها وبخطة تنميتها ليست قادرة على إسماعنا نغماً على الهواء مباشرة!

هل نحن في بلد فقد التفاعل مع مشاعر البشر الطبيعية؟

كل مقدرات الدولة المادية واللوجستية من فنادق وصالات سينما ومسارح وساحات نامت في مثل هذه المناسبة التي أخذت مع مرور السنين طابعاً إنسانياً واجتماعياً مبهجاً.

ذات الممارسات السنوية من تحذير بالاحتفال لمحظورات شرعية رغم أن المناسبة لا تتبع ديناً أو شريعة معينة، وذات التحذيرات من الأجهزة الأمنية بمداهمة الاحتفالات الخاصة وبشكل استعراضي للقوة!

قرأت تغريدات تتندر على من يريدون العودة إلى البلد في هذه الفترة من الطلبة الدارسين في الخارج، من باب المزاح بالطبع، وتنصحهم بقضاء عطلتهم الدراسية في أماكن دراستهم كأميركا ولندن وأستراليا وغيرها من العواصم، وأن قرارهم بالعودة نوع من "الخبال".

حتى التخوف الذي كان يطلقه بعض المسؤولين سراً بخوفهم من التيارات الدينية الممثلة بمجلس الأمة لم يعد مبررا اليوم، فالمجلس الحالي "سمح" من هذه الناحية، وكان بودي لو أجرت الصحافة المحلية استطلاعاً حول الأماكن التي قضى فيها كبار المسؤولين الحكوميين عطلتهم.

إغراق المجتمع في مثاليات مغلوطة وكاذبة يسيء إليه ويشيع معتقدات سلوكية واجتماعية تنمي النفاق الاجتماعي، فعندما نطلق دعوات التحريم بالاحتفال هنا يقع الخطأ، وعندما تشحذ القوات الأمنية طاقتها قبيل المناسبة، وتهدد وتتوعد المحتفلين هنا أيضا يقع خطأ إيصال الرسالة الإعلامية عن الواجب الحقيقي لهذه القوات. وحقيقة الأمر أن مناسبة رأس السنة لا أساس دينيا لها، هي في حدود المشاعر الإنسانية الطبيعية لجميع سكان الأرض لعام انقضى ويجري تفسيره كل حسب ما جناه من سعادة أو تعاسة في حياته ويرغب في إضافة تحسين معين في مشواره مع الحياة للعام المقبل... هكذا وبهذه البساطة!

وأضيف هنا إلى أنه لو كان هناك مسؤولون يفكرون بشكل صحيح لقاموا بإعداد أنشطة ترفيهية وحفلات وإحياء للساحات والمسارح كما هي الحال في بلدان العالم، ولأراحوا رجال الأمن من إظهار أنفسهم كقوات "كوماندوز" ورجال الدين كمبشرين بالنار.

الناس ملت من التضييق، وليخرج عاقل من الحكومة الحالية ويعلن حجم ملايين الدنانير التي يصرفها الكويتيون في دول الخليج، وليصرح أيضا بحجم الجرائم التي يرتكبها الشباب من جراء ضعف الاهتمام بالترفيه في الكويت.

حكومتنا العزيزة: أسرّ في أذنك المنصتة، هذا القول: صوت الألعاب النارية التي تطلق من سطوح منازلنا ليلة رأس السنة والتي نشتريها من جيوبنا ما هي إلا وسيلة الضعيف الذي يقول لكم نريد أن نفرح داخل بلدنا.

back to top