ذكرنا في الأسبوع الماضي أن الشيخ مبارك الصباح طلب من الإنكليز (عام 1904) جلب طبيب للقيام بمهمة العلاج في الكويت، فقد كتب بتاريخ 2 رجب 1322هـ / 13 سبتمبر 1904م إلى الانكليز يطلب منهم إرسال «حكيم»، واليكم نص الرسالة:

Ad

«بسم الله تعالى من مبارك الصباح الى عالي الجاه قبطان ناكس بولتكل اجنت الدولة البهية الانكليزية في الكويت دام بقاه. بعد السؤال عن عزيز خاطركم وثانيا يقتضي في بلدنا الكويت حكيم انجليزي وذالك نراه من الطاف الدولة البهية القيصرية والحكيم يكون له اطلاع بالحكمة والجروح والعلل ذالك نافع لنا ولعموم رعيتنا نرجوكم ان تعرفون عن ذالك ودمتم سالمين آنسين 2 من رجب 1322».

وفي تاريخ 21 شعبان 1322هـ / 1 نوفمبر 1904م أرسل الشيخ مبارك رسالة أخرى تتناول بعض الاستفسارات بخصوص قيمة العلاج، ومن يتحملها، وأجرة بيت الطبيب، تقول الرسالة:

« بسم الله تعالى من مبارك الصباح حاكم الكويت الى ذو الجاه بولتكل اجنت الدولة البهية الانكليزية قبطان ناكس دام بقاه،،

غب سؤال شريف خاطركم اخذنا كتابكم رقم 19 شعبان 1322 ومن طيه نقل ترجمة قواعد وقوانين شروط الجارية ادارت قمرق الايرانية صار معلومنا ذالك وبينا ذالك الى الاهالي وغير هذا من خصوصا الحكيم ناامل تخبرونا كيف ترتيب اجارت بيته وثم ان الفقراء الذين هم ليس مقتدرين على اقيام الدواء ذالك كيف ترتيبهم وما يعطى من الدوا بالمعالجات اهو على الدولة البهية ام من قبل الاهالي افيدنا دمتم سالمين محروسين».

وبعد خمسة أيام، رد المعتمد البريطاني على استفسارات الشيخ مبارك بالقول ان «الحكيم» سيأتي الى الكويت لعلاج المعتمد البريطاني وموظفيه وكل الرعايا البريطانيين المتواجدين في الكويت في المقام الاول، ولكنه سيكون متواجدا أيضا لعلاج الكويتيين الفقراء في أوقات يخصصها لهم وسيكون علاجهم بالمجان إضافة الى توفير الدواء لهم بالمجان. أما المقتدرون من الكويتيين فيمكنهم مراجعته في الأوقات التي يحددها لهم، ويكون علاجهم بمقابل مادي يحدده الحكيم شخصيا، وكذلك الدواء يكون بمقابل مادي. واليكم نص الرسالة:

«منطرف الحكيم مجيئه الى هنا اولا لاجل مشافاة بولتكل اجنت وخدامه اعني كل خدام الدولة البهية في الكويت وبعد حتى الامكان تريد الدولة انه اهل البلد يسترون ويحصل فائدة من مجيئه لهذا السبب كل الفقرا الذي يروحون الى بيته على وقت المقرر هو يعالجهم بلا اجرة واما الاغنياء هو يعالجهم في وقت الفرصة والاجرة تصير بينه وبينهم ما لي تداخل بذالك واما الدوا هو من عند الدولة ما له ثمن ولاكن الحكيم لا يعطي الدوال احد الا برضاه لان ليس احد الذي يعرف حاجة شقل الحكيم الا الحكيم بنفسه ما لاحد حق ان يطلب منه الدوا ولازم يوجد له هذا ما لزم ودمتم سالمين محروسين».

يقول الدكتور خالد فهد الجارالله في كتابه الذي أشرت له في الأسبوع الماضي إن أوائل الأطباء الذين قدموا الى الكويت بالتنسيق مع المعتمدية البريطانية هم داود الــرحـمن (عام 1904م)، ورستم جي رديشي دادي ماستر (1908م)، ونور محمد رحمة الله (1908م)، و س. س. كيلي (1912-1918م). ويقول أيضا إن أول تقرير عن الخدمات الصحية في الكويت صدر عام 1905م، وورد فيه انه خلال الفترة من 30 أكتوبر 1904م وحتى 31 مارس 1905م تم علاج 3976 مريضاً بمعدل 82 مراجعاً يومياً، منهم 2316 رجلاً، و1127 امرأة، و533 طفلاً.

وذكر التقرير أن مجموع تكلفة الأدوية والأدوات الجراحية الواردة من مستودع أدوية بومبي بلغ 873 روبية. وحول العمليات الجراحية، يقول التقرير ان 181 عملية جراحية أجريت في تلك الفترة منها 24 عملية كبيرة، ومن ضمن هذه العمليات استئصال أورام وغدد لمفاوية، وعمليات بواسير، وإزالة مقلة العين.

وبالنسبة الى المستشفى الامريكاني، فقد ذكر في بعض المراجع التاريخية ان الارض اشترتها الارسالية الامريكانية من الشيخ مبارك، ولكن من الثابت ايضا ان الاميركيين اشتروا ايضا من اسرة العبدالجليل واسرة الصقر أرضا أضافوها الى أرضهم، كما اشتروا في وقت لاحق أرضا من أسرة المشعل كذلك حسب ما ورد في وثائق رسمية.