إذا سمعتم عن طفل اسمه وليد يحظى برعاية والديه من تطبيب وتغذية ولباس، فإن هذا الأمر سيكون طبيعيا بل من الواجبات المفروضة على الوالدين تجاه الأبناء.
طيب كبر وليد هذا قليلا وأصبح في سن المراهقة، وما زال الوالدان يصرفان عليه من تعليم وترفيه وغذاء وخلافها، أعتقد أن الأمر لا يزال طبيعيا، ومعظمنا في الكويت حظي بذلك.تخرج وليد في الثانوية فقام والداه بإدخاله جامعة جيدة ليكمل تحصيله العلمي، واشتريا له سيارة تساعده في التنقل مع مصروف شهري يغطي احتياجاته الأساسية، وهو أمر أيضا مقبول في مجتمعنا.إلى أن تخرج وليد في الجامعة، فالتحق بإحدى شركات والده دون أن يقوم بأي عمل فعلي، وبات يتقاضى راتباً من والده نظير ذهابه إلى مقر عمله في معظم الأيام فقط لا غير، أعتقد أن نظرتنا إلى وليد الآن باتت تنحو منحى عدم الرضا عما يقوم به هو ووالده.قرر وليد أن يتزوج ولم يكن يملك أو يدخر شيئا يذكر مما يتحصل عليه من راتب، فمنحه والداه أموالا لتغطية مصاريف الزواج على أن يمنحاه أيضا مساعدة شهرية تضاف إلى راتبه لتأجير مسكن مناسب له ولزوجته، كما وعداه أن يبنيا له بيتاً في المستقبل.ومضت الأيام ومر والدا وليد بأزمة مالية اضطرتهما لخفض بعض مصاريفهما، ومنها المساعدة الشهرية التي كانا يقدمانها لوليد، فما كان منه إلا أن استشاط غضباً وأخذ يعنّفهما من جراء تقليص مساعداتهما له!!أعتقد أن غالبية القراء باتوا غير معجبين أبدا بالحال التي وصل إليها وليد منذ تخرجه في الجامعة، بل إن عدم الإعجاب لا يقتصر على وليد فحسب، بل يمتد أيضا إلى والديه اللذين ساهما في حاله الحالية.فعلى الرغم من تهيئة وليد وإعالة الوالدين له بشكل جيد منذ ولادته، وعلى الرغم أيضا من التحصيل العلمي الجيد الذي تحصل عليه فإنه لم يتكبد أي عناء أو مشقة عملية تذكر، فقد كانت وظيفته مضمونة دون الالتفات إلى المردود الذي يقدمه تجاه عمله، ومصاريف زواجه مضمونة مع مزايا مالية إضافية تساعده في الزواج، ووعد بالحصول على منزل كهدية من والديه مستقبلا، فكانت النتيجة المتوقعة أن يتوقف عطاء الوالدين ويبقى وليد دون أي قدرة على الاعتماد على نفسه والاستمرار في العيش الكريم.خارج نطاق التغطية:مع تقديرنا لكل من يحل ضيفاً على الكويت إلا أننا لا بد أن نواجه حقيقة بأن طرقنا الحالية لم تعد قادرة على استيعاب المركبات في الظروف الطبيعية، فما بالكم في حال إغلاق بعض الطرق الرئيسة لمرور المواكب؟ فإما الإسراع في إنشاء طرق جديدة تستوعب المركبات أو على الأقل تشييد قصر ضيافة بجانب المطار الأميري.
مقالات
وليد
07-01-2015