تعترف الكاتبة والناقدة السينمائية ماجدة خيرالله بسيطرة نوعية معينة من الأفلام على المواسم السينمائي في السنوات القليلة الماضية، أفرط صناعها في تناول مشاكل البلطجة وقضاياها وما يدور حولها، {إلا أن ذلك تغير في الفترة الأخيرة، لذا شاهدنا بوادر عودة نوعيات مختلفة من الجمهور إلى قاعات السينما، مع طرح أفلام مختلفة، تعالج زوايا أخرى رومانسية وكوميدية وحتى غرائبية على غرار {الفيل الأزرق}، من دون اللجوء إلى الإيحاءات الجنسية ومشاهد الأفراح في الحارات الشعبية، ما يمهد لمواسم مرتقبة ستحمل مزيداً من الأفلام الراقية}.

Ad

تعزو انتشار أفلام العشوائيات إلى غياب أنواع مقابلة، {مثلاً لم تظهر أفلام مثل {الألماني} و}عبده موتة} و}القشاش}، إلا بعد غياب أنواع أخرى من الأفلام، فضلاً عن الأحوال غير المستقرة في البلاد، وتأثر السينما خلال فترة حظر التجوال والاضطرابات المتكررة، ما أصاب شركات الإنتاج بالضرر، فضلاً عن الأزمات الاجتماعية على رأسها التحرش، وغيرها من أسباب دفعت إلى عزوف العناصر كافة عن السينما سواء القيمين على الأعمال أو الجمهور.

نماذج معيارية

يختلف المخرج أمير رمسيس مع القائلين بعودة {السينما النوعية} بعد طول غياب فرضته موجة الأفلام الاستهلاكية السريعة، مؤكداً أنه في الأعوام الماضية برزت أكثر من تجربة ناجحة من بينها: {فيلا 69}، {عشم}، {فرش وغطا}، {ميكروفون}، معتبراً إياها نماذج معيارية لأفلام الوعي التي تحارب الهبوط الفني، ولم تمنعها أفلام العشوائيات والمخدرات من الانتشار.

يضيف: {منذ القدم، السينما المصرية معتادة على إنتاج أفلام يغلب عليها الطابع التجاري، ونسبة ضئيلة منها ذات قيمة}، مستشهداً بأفلام ذات محتوى تجاري ظهرت في مقابل أفلام ليوسف شاهين وصلاح أبو سيف وبركات، ما يعني أنه حتى في أيام هؤلاء كانت الغلبة للنزعة للتجارية الاستهلاكية وأفلام المقاولات.

يتوقع رمسيس أن تشهد المواسم السينمائية المقبلة أفلاماً تتصدرها أسماء لها ثقل، وتؤشر عودة حلمي وكريم عبد العزيز وخالد الصاوي على ذلك، لافتاً إلى أن تلك الأفلام تشكل رقما جديداً في المعادلة بين الأفلام الهابطة والأفلام التي تتبنى قضية، وتخاطب شرائح المثقفين، {لأن نجوماً، على غرار محمود عبدالعزيز ونور الشريف، يتمتعون بقاعدة جماهيرية شعبية قادرة على جذب شرائح أخرى من المصريين إلى دور السينما}.

بادرة وتفاؤل

تأمل الناقدة ماجدة موريس أن تصبح الأفلام التي شارك فيها أحمد حلمي ونيللي كريم وخالد الصاوي {بادرة} على طريق {مزاحمة} الأفلام التي تصنف {تجارية}، وأن يتفاعل الجمهور مع أسماء بحجم محمود عبد العزيز ونور الشريف.

خشية انحسار نوعية الأفلام الجادة مرة أخرى، تطالب موريس الدولة بأداء دورها المفقود، والمتمثل بدعم أكبر للجهود الرامية إلى النهوض بفن السينما، والتأثير بشكل إيجابي في ذوق المشاهد المصري ووجدانه الذي تشبع طوال الفترة الماضية بأفلام لا ترتقي إلى المستوى المطلوب.

أما الناقدة حنان شومان فعبرت عن سعادتها بما وصفته {أفلاماً غير تقليدية} مختلفة عما ساد في الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أن {الفيل الأزرق} نجح في تحد صعب، وهو إعادة جذب المشاهد إلى أعمال مأخوذة من إبداع أدبي، مشيرة إلى أن {تجارب عدة في الفترة الأخيرة أطلق عليها لقب {أعمال طموحة}، ننتظر منها الكثير في الفترة المقبلة}.