أشعار حافظ الشيرازي... سحرت قلوب عشاقه
برعاية وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، انطلق ملتقى الشاعر الإيراني حافظ الشيرازي "شاعر المودة والتآخي" أمس الأول في مكتبة الكويت الوطنية، الذي تنظمه المستشارية الثقافية في السفارة الإيرانية لدى الكويت بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وأدار الجلسة د. عباس الحداد.في البداية، ألقى وزير الثقافة والإرشاد الإيراني علي جنتي كلمة أشاد فيها بأشعار الشيرازي، التي سحرت منذ عدة قرون قلوب وأرواح عشاقه ومريديه، مشيراً إلى أن الملتقى يتناول سيرة شاعر يمثل القمة في اللغة الفارسية ومحيطها العام، الذي لم ولن يبلغه أحد غيره، بل أصبح خارج حدود اللغة الفارسية، وممثلاً عن الثقافة الإيرانية الإسلامية.
وأضاف جنتي أن أشعار الشيرازي تمثل نموذجا لخطابه الحكيم البناء منذ عصره الذي عاش فيه إلى وقتنا الحالي، حيث استفاد من هذا الخطاب رواد كل المدارس الفكرية والإنسانية المهتمة باللغة الفارسية والثقافة الإيرانية، لافتاً إلى أنها تعتبر نموذجا بارزا من الفن البلاغي بالشعر الفارسي، والتي جعلت أشعاره تمثل حافظة أمينة للذاكرة الجماعية والعامة.من جهتها، قالت رئيسة قسم اللغة الفارسية في جامعة عين شمس د. رملة غانم في ورقة بحثها "حافظ الشيرازي إمام الشعراء"، إنه تأثر بشعراء كبار، وأثر بدوره في معاصريه ولاحقيه بصورة كبيرة، رغم أن أشعاره لاتزال موضع اختلاف كبير حول تفسير معانيها، لافتة إلى تناول شعره لإيران بكل ما في طبيعتها الساحرة المليئة بالورود والمياه ومعاني الخير والجمال، وتطرقه إلى الكثير من القيم الإنسانية المتعلقة بالتفاؤل وحب الحياة والزهد. وفي ورقة بحثية أخرى بعنوان "سر التميز الفني وسماته في شعر حافظ الشيرازي" لأستاذ الدراسات العليا في الجامعة الإيرانية د. موسى أسوار، ذكر فيها أن الشاعر الشيرازي كان سبّاقاً في الإفادة والاقتباس عن رهط الشعراء المتقدمين، مؤكداً تفوقه على أقرانه ومن سبقه بفضل موهبته الفريدة، وحسه المرهف، وذكائه الحاد، وبراعته الفنية المتميزة، وتمكنه من ضروب الكلم، وثقافته الأدبية العميقة، لاسيما توغله العلمي في القرآن ودواوين الشعراء العرب والفرس.وبيّن "أن أسباب تربع الشيرازي على هرم الشعر ترجع إلى جماليات العناصر الشعرية، وفرادة الخصائص الفنية في نتاجه وتوظيفها في عملية البناء الشعري".وأضاف أستاذ اللغة الفارسية في جامعة السلطان قابوس د. إحسان اللواتي في ورقته البحثية "بلاغة التشخيص في غزليات حافظ الشيرازي"، أن شعره تميز بوضوح استعاراته التشخيصية، وبروزها بغزلياته ليحول صفات البشر إلى أفكار مجردة أو أشياء لا تتصف بالحياة.وأخيراً، قدم أستاذ اللغة الفارسية في جامعة آل البيت الأردنية د. عبدالكريم جرادات في ورقته البحثية "أثر الألفاظ العربية في إقامة القافية في الشعر الفارسي" عن دور اللغة العربية وتأثيرها في الشعر الفارسي، مشيراً إلى احتذاء الشعراء الفارسيين بالنموذج العربي، وبأوزانه وقوافيه وخصائصه الفنية.