رعى سمو رئيس الوزراء حفل استقبال عودة قارب رحلة الأمل، بعد رحلة ابحار استمرت 215 يوماً، وشملت 20 دولة.

Ad

عقب 215 يوما من الإبحار، وقطع نحو 26000 كيلومتر، عاد مساء أمس الى أرض الوطن، قارب «رحلة الأمل»، بعد رحلة طويلة طاف خلالها على 20 دولة حول العالم، زائرا 45 ميناء.

وكان في استقبال طاقم الرحلة، التي رست أخيرا في ميناء الواجهة البحرية لمجمع المارينا، رئيس مجلس الوزراء، سمو الشيخ جابر المبارك، وعدد من الوزراء، وكبار موظفي الدولة، والشخصيات والجمعيات المهتمة بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة.

وقال رئيس فريق الإبحار في رحلة الأمل الكويتية، جاسم الرشيد، في تصريح له لدى العودة «إن الرحلة ناجحة بكل المقاييس، وحققت أهدافها في إيصال رسالة ذوي الإعاقات العقلية من مرضى التوحد ومتلازمة داون ومختلف الإعاقات الذهنية، وحاجة هذه الفئة الى مزيد من الدمج في المجتمع والاهتمام الصحي والاجتماعي والإنساني في دول العالم».

وأضاف أن فريق «رحلة الأمل» عمل منذ عام 2003 ضمن الفريق الخاص بمجموعة الأنشطة الرياضية والاجتماعية والإعلامية الموجهة لمصلحة ذوي الإعاقات الذهنية على المساهمة في المجتمع وتحقيق التقارب بين الأجناس والأديان واستنهاض جهودها لما يخدم هذه الفئة، معربا عن اعتزازه وفخره بإبراز الوجه الحضاري والإنساني للشعب الكويتي المعروف بسرعة المبادرة في الأعمال الخيرية والإنسانية في مختلف دول العالم من دون تمييز.

شكر وتقدير

ورفع رئيس فريق الإبحار في رحلة الأمل الشكر والتقدير لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وولي عهده الشيخ نواف الأحمد، لاهتمامهما برعاية الرحلة التي عكست صورة الكويت الحضارية وتجربتها في رعاية المعاقين ذهنيا في جميع أنحاء العالم.

بدوره، قال أمين سر مجلس الأمناء المدير التنفيذي لرحلة الأمل يوسف الجاسم إن أعضاء طاقم رحلة الأمل غابوا عن بلدهم ووطنهم سبعة أشهر وقطعوا في قارب مصنّع بالكامل في الكويت مسابقة غير مسبوقة بلغت 14000 ميل بحري، حاملين ثلاثة من أبنائنا من فئة الداون مع أولياء أمورهم والمشرفين عليهم. ولفت الى أنهم عبروا 20 دولة و45 ميناء وخمسة خلجان وبحار ومضيقي هرمز وباب المندب، بالإضافة الى قناة السويس، حيث توقف قاربهم خلال شهر رمضان في مدينة تولون بفرنسا، ليغادروا جواً الى أميركا لتسليم رئيس الأولمبياد الخاص في واشنطن، والسكرتير العام للأمم المتحدة في نيويورك، باسم الكويت، «رسالة الرحلة» وأهدافها الإنسانية لمصلحة ذوي الإعاقات الذهنية، والتي من أجلها قطعوا تلك المسافات وخاضوا مخاطر الإبحار في عمل متفرد.

«أممي» لا محلي

وأكد أنهم نالوا تقدير وثناء جميع من التقوا بهم من المسؤولين في تلك الدول على المستويين الرسمي والأهلي، واستطاعوا أن يعبروا بحلمهم الكبير الحدود ويحولوا رحلتهم الى شأن أممي لا محلي أو إقليمي فحسب.

ووجّه الحديث الى أعضاء فريق الرحلة قائلاً: «لأمثالكم ترفع العُقل وبكم ترتفع الهامات، فقد كنتم خير سفراء لبلدكم وأهلكم وشعبكم، حملتم اسم الكويت بين حنايا ضلوعكم واستبدلتم راحتكم بعناء ومشقة الإبحار، مبشرين بأمل متجدد لذوي الإعاقات الذهنية أينما كانوا ووجدوا بالدمج واستغلال المواهب والقدرات، ولقد وضعتم بصمة في خدمة هذه الفئات لن تنساها لكم الأجيال».

وأكد «أننا سنعمل على توثيق هذا الإنجاز الوطني والحضاري توثيقاً شاملاً مرئياً ومطبوعاً للبث في القنوات المحلية والعربية والعالمية والوثائقية، بالإضافة الى موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وتسجيل التجربة في واحدة من الجامعات المرموقة العالمية، لكي تبقى هذه الرحلة ثابتة في الذاكرة الإعلامية والأكاديمية شاهدة على إحدى قصص النجاح الكويتية وما تحمله من رسالة».

وفي ختام الحفل، تسلّم سمو رئيس مجلس الوزراء درعا تذكارية، تقديراً لاهتمام دولة الكويت بذوي الاحتياجات الخاصة.

وأعرب سموه في تصريح صحافي عقب الحفل عن اعتزازه بما حققه أبناء الكويت في هذه الرحلة، التي حملت إلى العالم رسالة إنسانية سامية وأهدافا نبيلة للاهتمام بهذه الفئة العزيزة، التي أضحت اسهاماتها واضحة في الأنشطة الاجتماعية والرياضية. وأشاد سموه بالجهود التي بذلها فريق الرحلة والقائمون عليها، الذين تحملوا المشقات والصعاب من أجل إظهار الوجه الحضاري المشرق لوطنهم، فقدموا أروع الأمثلة في حب الكويت والوفاء والولاء لها، والعمل على إعلاء مكانتها في العالم.

وجدد سموه التأكيد على اهتمام الحكومة بهذه الفئة الغالية من ابناء الكويت، وحرصها على توفير كل أوجه الرعاية والدعم اللازم الذي يحقق لهم الاندماج في المجتمع، واستثمار جهودهم وطاقاتهم وترسيخ دورهم للمشاركة في مسيرة التنمية.

الرحلة... فكرة ومسار

نشأت فكرة رحلة الأمل من مجموعة من أولياء الأمور الذين لديهم تجارب ناجحة مع أبنائهم من ذوي الإعاقات الذهنية من فئات متلازمة داون والتوحد والحالات الذهنية الأخرى، ليقوموا برحلة بحرية تجوب العالم لنشر الوعي والتجارب الإيجابية لذوي الإعاقات الذهنية، وضمت قائمة الدول التي مر بها القارب كلا من البحرين وقطر والإمارات وعمان واليمن والسعودية ومصر واليونان ومالطا وتونس والجزائر والمغرب وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا وأميركا.

بينما شمل خط العودة كلا من إيطاليا واليونان وتركيا وقبرص ولبنان ومصر والأردن واليمن وعمان والإمارات وقطر والبحرين والسعودية، وصولا إلى الكويت.

إشادات وتهنئة بالعودة

 أشادت الوزيرة السابقة د. موضي الحمود بالرحلة قائلة: «قرت عين أهل الكويت بعودة ابنائنا من الرحلة التي شكلت علامة فارقة في مسيرة التنمية البشرية بدولة الكويت، وخاصة أنها حملت قضية إنسانية من دولة الكويت الى العديد من دول العالم، وهي قضية أبنائنا ذوي الإعاقات الذهنية، بهدف تسليط الضوء عليها». بدوره، عبّر وكيل وزارة الخارجية، خالد الجارالله، عن سعادته بعودة أبنائنا من رحلة الأمل، مقدرا أنهم تكبدوا العديد من المصاعب خلالها، ولكنهم باسم الكويت ولها تحملوا هذه الرحلة، مضيفا: «لقد رفعوا رأس الكويت بهذه الرحلة».

«الوزن النسبي» في المجلس اليوم

قال وزير التربية، د.بدر العيسى، إن موضوع الوزن النسبي يصب في مصلحة الطالب، وله آثار إيجابية وليست سلبية.

وأكد، في تصريح له على هامش مشاركته في استقبال رحلة الأمل، أنه ستتم مناقشة الوزن النسبي في جلسة مجلس الأمة اليوم، وأن الإجراءات التي ستتخذ تصب في مصلحة الطالب وجميع الثغرات ستسد. وحول وجود الوزن النسبي في ما سبق، بيّن أن الموضوع طرح في عام ٢٠٠٦ ولكنه توقف، ومن ثم عاد في ٢٠٠٨، كما أنه لم يكن في الشهادة، وعندما وضع في السنة الماضية ضمن الشهادة أثار زوبعة.