في لقاء وجلسة وصفت بـ«التاريخية» و«غير التقليدية»، قبل عبدالله النيباري الصلح مع سلمان الشملان الرومي، الذي حاول اغتياله في يونيو 1997، في قضية هزت المجتمع الكويتي وقتها.
أكد عبدالله النيباري عدم تعرضه لأي ضغوط لقبول الصلح مع سلمان الشملان الرومي، مشدداً على أن عملية الصلح كانت وساطات فقط، موضحا أنه كان فقط يريد معرفة المحرّض الحقيقي وراء عملية الاغتيال التي تعرض لها في 1997.وبيّن أن الاتصال الذي تلقاه من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد كان بمنزلة نصيحة فقط، لافتاً إلى أنه قبل بنصيحة الصلح لرفع قيمة التسامح والتراحم بين أفراد البيت الكويتي والواحد، مشدداً على أنه لم يشعر يوماً بأي حقد ضد شخص الأخ سلمان أو من حوله.وأضاف النيباري في كلمة له مساء أمس الأول خلال جلسة الصلح مع سلمان الشملان الرومي، الذي حاول اغتياله في يونيو 1997 والتي احتضنها ديوانه بضاحية عبدالله السالم، وحضرها عدد كبير من الشخصيات على رأسهم المستشار في الديوان الأميري د. يوسف الإبراهيم، والعم يوسف النصف، والنائب السابق عبدالله الرومي، وعدد كبير من الشخصيات النيابية السابقة، أنه عاش ثلاث محن أولاها محنة الغزو، إلى جانب محنتين أو مأساتين شخصيتين كان لهما صدى كبير في الكويت، هما محاولة اغتيال حمد الجوعان والثانية تعرضه شخصياً لمحاولة اغتيال، وكلتا الحالتين تتعلق بالدفاع عن المال العام، والدفاع عن الوطن والمجتمع والمواطن.قضية عامةوأوضح أنه لا يشعر بأي حقد على الأخ سلمان أو غيره، ولكن القضية بالنسبة إليه قضية عامة وتتعلق بمصلحة الوطن.وقال النيباري «أذكر أن المغفور له بإذن الله الشيخ جابر الأحمد، قال لي حينما زرته عقب رحلة علاجه وكان متألما أنه يشعر بالأسف أن تصير قضية من كويتي ضد كويتي، وهو كان شعور الجميع». وأضاف «ما مضى قد مضى، والكويت عائلة واحدة، بيننا من الترابط ما يمكن أن نتجاوز بسببه أحداثاً شخصية كثيرة لعودة التلاحم والتراحم بين أفراد المجتمع الكويتي ومكوناته وعائلاته». وتقدم النيباري بالشكر لكل من كان له دور في الوساطة، وخص بالذكر كلا من د. يوسف الإبراهيم، ويوسف النصف اللذين نقلا توصية صاحب السمو بالصلح إلى جانب د. غانم النجار، وجمال العثمان.تعاون ومحبةبدوره، قال رئيس جمعية الإصلاح حمود الرومي «الحمد لله الذي جمعنا في هذه المناسبة الطبية، وهي غير غريبة على المجتمع الكويتي الذي جُبل على التواصل والتعاون والمحبة، وإن اختلفت الآراء والتوجهات، فالاختلاف طبيعي ولا يفسد للود قضية». وأضاف أن الإنسان الجيد هو الذي يستفيد من تجاربه السابقة للخير والمستقبل ونشر الأخوة والترابط، مؤكداً أن محنة الغزو جسّدت معنى الترابط بين جميع الكويتيين بغض النظر عن انتماءاتهم وأفكارهم، و»لم نجد إنساناً واحداً تعاون مع الغازي، ومرت هذه الفترات العصيبة بسلام، وسنتجاوز كل الأزمات التي تحصل بيننا كأشخاص وأفراد».وأضاف الرومي «حينما كلموه (النيباري) أبدى تجاوباً واستعداداً كبيرين للتصالح، وأدعو الله عز وجل ألا تكون هناك أي أزمات بين كويتي وآخر في المستقبل، وإن حصل نتجاوز ذلك بسلام». وتقدم الرومي بالشكر من النيباري، داعياً الله أن يوفقه ويعوضه خيراً عما حصل.أسف وشكرمن جانبه، قال سلمان الشملان «أقدم أسفي واعتذاري لأخي وعمي عبدالله النيباري، وأختي فريال الفريح على ما حصل»، مقدماً الشكر لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وإلى العم عبدالله النيباري، والأخت فريال الفريح، وكل شخص تدخل بالخير، وكل من قام بالواجب والتوسط لإتمام هذا الصلح، وهم العم يوسف الإبراهيم، ويوسف النصف، وخالد البحر، ود. غانم النجار.وأضاف أنه خرج من محبسه يوم 13 نوفمير الماضي، قائلاً «كنت حريصاً على أن أتلاقى مع أخي عبدالله النيباري، وأن يعفو عن أخيه الصغير، ومنذ ذاك اليوم وأنا متألم وأتطلع إلى لقائه».وأكد أنه يشعر بالخجل من حسن الاستقبال الذي استقبل به في ديوان النيباري من الجميع، وعلى رأسهم صاحب الديوانية العم عبدالله النيباري.وخاطب الشملان النيباري بالقول «هل سامحتني»، فرد النيباري «السماح راح بخطاب رسمي لسمو الأمير».بيان اعتذاروتلا سلمان أحمد الشملان بيان اعتذار لكل من عبدالله النيباري وزوجته فريال الفريح جاء فيه: «الفاضل عبدالله النيباري، الفاضلة فريال الفريح أتقدم منكما بجزيل الشكر وكثير العرفان على موقف عفوكما وتنازلكما عن حكم السجن المؤبد، الذي كان ينفّذ في حقي منذ 1997، وأود هنا أن أسطّر اعتذاري وأسفي على ما بدر مني آنفاً، وأحمد الله على سلامتكما، وحفظكما الله من كل مكروه».وأضاف «كما أعاهدكما أن أكون لكما الصديق المخلص والأخ الحبيب والابن البار، والله على ما أقول شهيد، وفي الختام أكرر شكري وتقديري لكما، وأدعو الله أن يحفظكما من كل شر، ويبعد عنكما كل مكروه، ويسخر لكما خلقه لكل ما يحبه ويرضاه».مصالحة تاريخيةمن جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د. غانم النجار، «إنه إذا كانت حادثة محاولة اغتيال النيباري تاريخية في تاريخ الكويت، فلقاء اليوم أيضاً تاريخي وغير تقليدي».وأشاد بتسامح النيباري وتجاوب سلمان في هذا الصلح، لافتاً إلى أنه جلس مع النيباري بشكل مستمر على مدى أيام طويلة للتوصل إلى صيغة الصلح.وأكد أن القيمة التي نريد إيصالها من هذا الصلح هي أنه «حينما نرتكب خطيئة بهذا الشكل، فإن قيمة التسامح مهمة جداً»، مخاطباً آل الرومي بالقول «جيتكم على راسنا».وأوضح «اننا الآن نصنع تاريخاً بهذا الصلح، ونضع قيمة التسامح ربما تكون عكس القيم الموجودة الآن في المجتمع». وشدد د. غانم النجار على أن «زميلته في قسم العلوم السياسية د. عواطف الرومي لعبت دوراً كبيراً وحاسماً في الوصول إلى هذا الصلح»، متمنياً أن «يدفعنا هذا التصالح إلى تحسين حالتنا».الخطيب: لم نصل بعد إلى رأس الأفعىقال د. أحمد الخطيب «نشعر بفرحة غامرة وعارمة بأن نرى الكويتيين يتصالحون لحبهم لبلدهم»، مؤكداً «اننا لم نصل حتى الآن إلى رأس الأفعى، والمسلسل لم ينته بعد، وللأسف يتطور بشكل كبير خصوصاً هذه الأيام».وأضاف أن «ما نشاهده الآن من توترات على الساحة المحلية له علاقة برأس الأفعى ويصل إلى منتهى الخطورة»، وتمنى د. الخطيب أن «تسود الحكمة والعقل لدى المسؤولين وأن تنتهي العاطفة».وتابع: «نرى أحداثاً تصير وكلاماً ينقل غير مريح، وأعتقد أنهم يعرفون من هو رأس الأفعى، ولكن التجاهل عن معرفة المحرض الحقيقي لمحاولة الاغتيال خطر، وبهذا الشكل فمن الممكن أن ندفع جميعنا الثمن». وشدد على أنه يتمنى أن «توحد هذه الجمعة جهودنا في تعرية الأفعى والحفاظ على الكويت وأهلها»، مضيفاً «إذا لم نتعاون رحنا فيها كلنا».وتقدم د. الخطيب بالشكر من آل الرومي الكرام على هذه الزيارة، ومازح حمود الرومي بالقول «الله يهديك ويردك لأهلك وأصحابك».
آخر الأخبار
صلح «تاريخي وغير تقليدي» بين عبدالله النيباري وسلمان الشملان
10-02-2015