قدمت الفرقة التركية أمسية غنائية موسيقية عالية الاحترافية والجودة، أمتعت الجمهور الذي تفاعل وتحمّس لكل فقرات برنامج الحفل الرابع، ضمن أنشطة مهرجان الكويت الموسيقي الأول.

Ad

وقد استهلت الليلة الرابعة، عريفته عذاري القلاف (من إدارة المعهد العالي للفنون الموسيقية)، إذ لفتت إلى أن الموسيقى لغة عالمية لا تحكمها حدود ولا تحكمها مسافات، ثم رحبت بالفرقة التركية تحت قيادة المطرب البروفيسور د. محمد ديميرجي أوغلو.

وتضمن البرنامج 20 فقرة، بينها الأغنيات: حيدر حيدر- تراث، يالنيز براكيب – تراث، جانا راكي بيه همدان – تراث عاصم بيه، رويالاردا بولوشوروسي ودولاريم عشق لخليل كارادرنان، كاسكيم بوجاق، أروفاترافا، جارسيزن جارسيز، بنم يارن، تل تل ترادم لسعد الدين قايناك.

ومن المقطوعات الموسيقية: بشرف محير كري – استيك أغا، سماعي محير كردي – سعدي أشلاي، حجاز منديرا، دولاب حجاز شكري تونر، حجاز – أون هواسا. وصولوهات العزف على الآلات الموسيقية: الناي، القانون، تشيللو، كمان.

وتتكون الفرقة التركية من المطرب وعازف العود البروفيسور د. محمد ديميرجي أوغلو، ومن العازفين: مارت ديميرجي أوغلو (قانون)، علي توفيكجي (ناي)، صلاح الدين إيليك (كمان)، أوراي ياي – (البندير)، قورصوي دينجار (دف)، أورجان سسلا (تشيللو).

آخر الندوات

ومن ضمن فعاليات المهرجان، أقيمت الندوة الفكرية الأخيرة، شارك فيها رئيس قسم الموسيقى بكلية التربية الأساسية، د. فهد الفرس، والعميد السابق للمعهد العالي للموسيقى بأكاديمية الفنون بالقاهرة د. عاطف إمام، وأدارها د. هيثم سكرية.

قدّم د. الفرس ورقة بحث عن "نشأة الأغنية الكويتية وتطورها"، أشار فيها إلى نشأتها في قلب الجزيرة العربية المتأصلة بالبداوة ومناطق عبور القبائل، من خلال الأداء الجماعي، ثم الفردي، وبعدها غناء الحداء، أما صاحب النقلة الكبيرة فهو الشاعر والملحن محمد بن لعبون، الذي جدد الإيقاع السامري، ثم الفنان عبدالله الفرج ومرحلة الأغنية الكويتية الحديثة، لافتا إلى أنه استنبط من الدولة العباسية كلمة صوت، ثم جعله فن الصوت وطوره وأسس مدرسة الكويت الحديثة في الموسيقى.

وأشار إلى ظهور العديد من الفنانين في الكويت في ثلاثينيات القرن الماضي، منهم عبداللطيف الكويتي ومحمود الكويتي، وقد سجل الأول مع إحدى الشركات مجموعة من الأغاني، ما أسهم في انتشار وتوثيق الأغنية الكويتية.

وأكد الفرس أن عام 1961 يمثل بداية العصر الذهبي للأغنية الكويتية، حيث تمت إضافة بعض "الكوبليهات" للأغنية الشعبية، وهي نقلة نوعية في تطور الأغنية من خلال الملحن أحمد باقر، منوها بدور الفنان الرائد حمد الرجيب في النقلة المهمة للفن الكويتي.

كما لفت إلى أن الفنانين القديرين عبدالكريم عبدالقادر وعبدالله الرويشد، ممن أسهموا في نهضة الأغنية الكويتية وانتقالها إلى مرحلة جديدة تماما.

أما الورقة البحثية الثانية، فقد قدمها د. عاطف إمام بعنوان "تاريخ وتطور الأغنية المصرية في القرن العشرين"، استعرض خلالها تاريخ الأغنية المصرية منذ نشأتها في عصر الفراعنة، إلى أن تطورت وارتبطت بالنيل، ثم النهضة التي شهدتها إبان حكم محمد علي باشا.

ولفت إمام إلى أن الغناء انتعش في مصر في القرن التاسع عشر، ولاسيما الغناء الشعبي وظهور القصيدة والموشح والإنشاد الديني، واشتهر خلالها الملحن محمد عثمان والمطرب عبده الحمولي وسلامة حجازي.

ثم انتشرت في القرن العشرين القصيدة والدور والموال و"الطقطوقة"، وازدهر فن المنولوج إلى قوالب الغناء وتحديد هويته، عاطفي ووطني، واستعرض أسماء رواد الغناء الحديث مثل: أم كلثوم، محمد عبدالوهاب، فريد الأطرش، عبدالحليم حافظ، عبدالعزيز محمود، محمد رشدي، كارم محمود، محمد عبدالمطلب، وكذلك الملحنين الكبار أمثال رياض السنباطي، كمال الطويل، محمد الموجي، بليغ حمدي، منير مراد.