لا يختلف اثنان على موهبة وبراعة حارس المرمى خالد الرشيدي، وهو ما أهّله لأن يكون أول حارس كويتي يخرج للاحتراف في إنكلترا عبر نادي نوتنغهام فورست المملوك لرئيس نادي القادسية السابق رجل الأعمال الكويتي فواز الحساوي، قبل أن يعود إلى الساحة المحلية من بوابة السالمية في رحلةٍ جديدة يسعى لأن تكلل بالنجاح، لاسيما أنه تجاوز كل المؤثرات التي ساهمت في تراجع مستواه بعض الوقت.
وأكد الرشيدي، في حوار مع «الجريدة»، أن تركيزه منصبّ خلال الفترة الحالية مع السالمية، وأن عودته إلى عرين «الأزرق» مرهونة بالجهاز الفني للمنتخب بقيادة البرازيلي فييرا أو من يأتي بعده، حيث إن تمثيل «الأزرق» ولو دقيقةً واحدة، شرف لا يضاهيه شرف، مبيناً أنه لم ولن يطلب الانفراد بحراسة عرين المنتخب كما حاول البعض الترويج، بل وإقناع المدرب فييرا بذلك.وكشف أنه حاول مقابلة فييرا، لشرح حقيقة الأمور له، لكن المدرب البرازيلي رفض وأصر على موقفه باستبعاده من صفوف المنتخب، وفي ما يلي تفاصيل الحوار:● كيف تقيم مستواك في الوقت الحالي؟- الحمد لله تجاوزت كل المشاكل التي أثرت لبعض الوقت على تركيزي، ولا أنكر ان العودة من رحلة الاحتراف الأوروبي في نوتنغهام فورست الانكليزي، وما عانيته من عقبات حتى تم الاستقرار في السالمية، كان كفيلاً بإبعادي بعض الوقت عن مستواي المعهود الذي تعرفه الجماهير، كما أن الدخول مع السالمية في منتصف الموسم الماضي لم يساعدني كثيرا في التأقلم بالشكل الكافي، كما أن مدرب حراس السالمية الموسم الماضي، بشهادة زملائي حراس مرمى السماوي، لم يكن على المستوى المطلوب.● قبل أن نبتعد عن جزئية تبديل مدرب الحراس في السالمية... هل تشترط دائماً تواجد خليفة منصور مدرباً لك؟- خليفة منصور هو مدربي منذ 15 عاما، وكان له الفضل في تطور مستواي، لكن مسألة تواجده في السالمية لست طرفا فيها، فالمدرب السابق في النادي لم يكن بالمستوى المطلوب، وهو ما استدعى البحث عن مدرب آخر ووقع الاختيار على خليفة منصور.● لماذا ابتعدت عن اهتمام الجهاز الفني للمنتخب في الفترة الأخيرة رغم أن فييرا كان من أشد المتحمسين لك حين تولى المسؤولية؟- أحب أن أوضح ان تمثيل المنتخب ولو لدقيقة واحدة شرف لا يضاهيه شرف، ووسام على صدر اي لاعب كويتي، ومن دون شك فإن المدرب البرازيلي الحالي للأزرق اسم كبير في عالم التدريب وهو أدرى باختياراته، وللأمانة فإن فييرا استقبلني بشكل رائع في الفترة التي تم ضمي فيها قبل مباراة الأردن الودية في سبتمبر من العام الماضي، وبالفعل شاركت في جزء من المباراة وكانت الأمور على ما يرام، لكنني فوجئت باستبعادي بعد مباراة الأردن من حساباته، والسبب في ذلك أن هناك من أوعز إليه بضيقي من تواجدي على مقاعد البدلاء ورغبتي في الانفراد بحراسة عرين الأزرق، وهو كلام عار من الصحة، ولا يخرج حتى من حارس يملك إمكانات بوفون حارس مرمى إيطاليا وأفضل حراس العالم.● وماذا حدث بعد ذلك؟- حاولت إيصال الحقيقة إلى المدرب فييرا أكثر من مرة، لكنه رفض مقابلتي وأصر على الاستبعاد القائم حتى الوقت الحالي.● هل ترى ان هناك من يحاول ابعادك عن صفوف الأزرق؟ ولماذا؟- أنا محارَب في الأزرق، وهناك من "حفر" ليبعدني، وهناك أيضا من لا يحب الخير لي وأتصادم مع هذه الفئة، والنتيجة انني بعيد عن الأزرق في الوقت الحالي، لكن لماذا أنا محارب أعتقد ان السؤال يوجه لمن يحاول بكل قوة أن أكون بعيداً عن صفوف المنتخب.● زبدة الكلام!- أنا طويت صفحة المنتخب في الوقت الحالي، وأسعى جاهدا للتركيز مع السالمية، وأتمنى أن أوفق مع السماوي في ظل عمل جاد من الجميع في النادي، وعلى رأسهم الشيخ تركي اليوسف رئيس مجلس الإدارة ورئيس جهاز الكرة الذي يعمل كل ما في وسعه لتحقيق انجاز يسجل باسم النادي.● هل السالمية قادر في الموسم الحالي على منافسة الكبار والوصول إلى منصة التتويج؟- المهمة ليست سهلة، لاسيما أن السالمية لا يزال في طور البناء، لكن ومن خلال العمل القائم، والمجموعة الجيدة من اللاعبين، والجهاز الفني والدعم الكبير من مجلس الإدارة سنسعى للمنافسة على كل البطولات المتاحة هذا الموسم.● هل ستختلف المنافسة في الدوري هذا الموسم؟- لا شك أن السالمية، والعربي، وكاظمة، والجهراء، والنصر، إضافة الى الكويت والقادسية لديها امكانيات المنافسة هذا الموسم، لكن المحك الحقيقي للجميع سيكون في منتصف الموسم، حيث إن الدوري يستلزم النفس الطويل ولا مكان لمن ينطلق بقوة في بداية المشوار ثم يتوقف ويتراجع في المراحل المهمة.● لكن بداية العربي هذا الموسم قوية؟- العربي دائما فريق قوي، ويملك جماهير يتمناها كل لاعب، لكن كما قلت فإن الدوري طويل وسيكشف عن قدرات جميع الأندية، وأتمنى التوفيق للعربي ولكل الأندية، ومن قبلها السالمية طبعاً.● هل خشيت مواجهة العربي وجماهيره مع السالمية هذا الموسم؟- جمهور العربي لا يعوض، ودائما هو داعم لي، ولن أنسى له وقفته بجانبي في الفترة التي قضيتها مع الأخضر، لكنني لاعب جربت الاحتراف الخارجي والداخلي، وأعتقد أنني تعودت على مواجهة الجماهير.● لكن الوضع الحالي مختلف بعد انتقالك رغماً عن العربي إلى السالمية؟- إدارة العربي لم تكن مهتمة بعودتي إلى الأخضر، وهو ما كان واضحاً من خلال المفاوضات الدائرة مع نادي نوتنغهام فورست الانكليزي، لكنها "اي الإدارة" أرادت أن تبرّئ ساحتها أمام الجماهير فافتعلت ما قامت به حينذاك، لذلك انتقلت الى السالمية، وهو النادي الذي أراد بصدق الحصول على خدماتي، وللأمانة فإن تعامل رئيس نادي السالمية الشيخ تركي اليوسف كان احترافياً من الدرجة الأولى، وتوافق تماما مع الفكر الاحترافي لرئيس نادي نوتنغهام فورست فواز الحساوي، وكلاهما يملك العقلية الاحترافية الغائبة عن الكثير من العاملين في الأندية الرياضية.● كيف تقيم تجربتك مع نوتنغهام فورست؟- الحديث عن نوتنغهام يتطلب وقتا طويلا، لكن إجمالا أنا استفدت من التجربة، وكنت أتمنى أن تستمر، لكن لظروف خارجة عن إرادتي فضلت العودة والتخلي عن حلم ظل يراودني كثيرا.● ما أبرز العقبات التي تراها أمام اللاعب الكويتي للاحتراف في أوروبا؟- من دون شك، العقلية الاحترافية للاعب الكويتي هي العقبة الأبرز، بمعنى أن اللاعب في الكويت يعيش كل مراحل اللاعب الهاوي، ومن الصعوبة بل من المستحيل أن تتغير هذه العقلية بعد سن العشرين عاماً، وعلى اللاعب الكويتي إذا أراد خوض التجربة الاحترافية التبكير بذلك قدر الامكان، لاسيما أنه يملك الموهبة.● كيف ترى مهمة فواز الحساوي مع نوتنغهام فورست من خلال الفترة التي قضيتها هناك؟- الحساوي يحتاج الى الوقت فقط للنهوض بنادي نوتنغهام، وأعتقد أنه قادر على ذلك في ظل خطوات ثابتة نحو تطوير اداء الفريق من موسم لآخر، حيث أنه استلم النادي وهو لا يملك حتى قائمة كاملة من اللاعبين، وبالنظر الى الوضع الحالي، يملك الحساوي ثقة لا محدودة من جمهور نوتنغهام، ومن الجميع في النادي الانكليزي.● ماذا تحب أن تضيف؟- أشكر كل من وقف بجانبي، وأخص رئيس نادي نوتنغهام فواز الحساوي، والشيخ تركي اليوسف، وأشكر جريدة "الجريدة" على إتاحة الفرصة لي للحديث حول كل ما يدور في خاطري حول هذا الموضوع.خالد في سطورخالد محمد عايض الرشيدي، من مواليد 20 أبريل 1987، بدأ حياته الكروية في الملاعب مع نادي التضامن منذ عام 2005، ولفت الأنظار بشدة كحارس المستقبل للكرة الكويتية، لكنه لم يواصل المشوار مع التضامن بعد صدامات بدأت منذ موسم 2007 /2008 ليتم إيقافه من إدارة النادي.وفي 15 أغسطس 2008 وقّع الرشيدي للاحتراف في نادي تاتران بريشوف السلوفاكي مدة 3 سنوات قابلة للتجديد، ليكون بذلك أول كويتي ينضم إلى ناد أوروبي. وتم إصدار بطاقة الرشيدي عبر الاتحاد الدولي بعد رفض التضامن منحه الاستغناء، بعدها عاد الى الكويت من بوابة النادي العربي، قبل أن يعود ثانية إلى أوروبا عبر بوابة نادي نوتنغهام فورست الإنكليزي مطلع عام 2013.وبعد تعثّر مسيرته مع نوتنغهام عاد الرشيدي الى الكويت من جديد عبر بوابة نادي السالمية في صفقة لم تقل صخباً عن التي صاحبت خروجه الأول من التضامن.
رياضة
الرشيدي لـ الجريدة.: هناك من يحاربني في «الأزرق»... وتركيزي مع «السماوي»
09-10-2014