بعزيمة الرجال وجهد الأبطال حصد الكويت لقب دوري فيفا للمرة الثانية عشرة في تاريخه، ليقترب من الرقم القياسي للعربي والقادسية في عدد مرات الفوز، بفارق أربع بطولات، ويعد اللقب الحالي الأغلى للأبيض وجماهيره واللاعبين الذين كتبوا أسماءهم بحروف من ذهب، بعد تفوقهم في الأمتار الأخيرة على العربي، وبأفضلية في المواجهات المباشرة.

Ad

عاشت جماهير نادي الكويت ليلة لن تنساها، بعد ان توج الأبيض بلقب الدوري للمرة الثانية عشرة في تاريخه، بفارق نتائج المواجهات المباشرة على حساب العربي بعد تساوي الفريقين في عدد النقاط.

واستحق الأبيض اللقب بعد ثنائية في شباك الصليبيخات في الجولة الختامية، التي لم تكن سهلة على الكويت في ظل ضغوط كبيرة عاناها قبل المباراة، حيث إن أي نتيجة غير الفوز كانت ستذهب بالبطولة إلى القلعة الخضراء التي دكت شباك التضامن بسبعة أهداف.

وبدأت ليلة الكويت، التي اكتست باللون الأبيض، فور اطلاق حكم اللقاء مشعل العسعوسي صافرة النهاية، وأسدل الستار على موسم طويل وشاق، خاض الأبيض خلاله 26 مباراة دون هزيمة، وتعادل في 6 لقاءات.

وعقب المباراة انطلقت البهجة في كيفان بألعاب نارية، وأفراح متواصلة من اللاعبين وكل المنتمين للنادي على منصة التتويج، وفي ملعب المباراة والمدرجات، بعد أن تسلم ابطال الأبيض الدرع العائدة للنادي بعد غياب موسم قضاه في حولي، ليعود الأبيض لسابق عهده وبسرعة كبيرة على خلاف ما توقع الكثير في الموسم الحالي.

ويحسب للأبيض في الموسم الحالي عمله المتواصل والدؤوب دون كلل أو ملل، حتى بعد ان تراجع في البداية إلى مراكز متأخرة بسبب التعادلات المتتالية لم تيأس إدارة النادي ولم ترم المنديل مبكرا، بل تم العمل وسريعا وقبل فوات الأوان على إصلاح الخلل.

مشوار البطل

وكانت البداية بالتعاقد مع مدرب تعشقه البطولات، هو الجنرال محمد إبراهيم، واستطاعت إدارة الكويت تجاوز كل العقبات التي واجهتها من أجل التعاقد مع إبراهيم، ومحاولات البعض التأثير عليه، عبر عرض مهمة الإشراف على المنتخب الأولمبي عليه، وصولا لإقناع الجماهير البيضاء بضرورة تقبل مدرب طالما انتزع منها بطولات غالية.

وبعد ذلك عملت على منح إبراهيم الصلاحيات كاملة، لتأتي خطوات الإصلاح متتالية، فالاستغناء عن 3 محترفين (رضا قوجان وباستوس ومكاليلي) لم يكن سهلا في ظل مبالغ كبيرة تكبدها النادي في الصفقات الثلاث، وتعاقد الكويت مع الثنائي عبدالسلام عامر وعبدالعزيز المقبالي، واستعاد خدمات البرازيلي الداهية روجيرو، لتسيير القافلة البيضاء نحو الطريق الصحيح.

ولم يكتف إبراهيم وإدارة الكويت بترميم الهرم الأبيض من الأعلى فقط، بل جاء التفكير في الأساس، واستطاع الجنرال دس 4 عناصر شابة هم يوسف الخبيزي واحمد حزام وطلال جازع وأحمد الصقر في بنيان الفريق.

وكان هذا الامر بمنزلة اعلان الأبيض ابتعاده عن المنافسة هذا الموسم من وجهة نظر البعض، لاسيما أن تصعيد الصغار يتطلب الانتظار فترة لجني الثمار، لكن المباريات أثبتت بعد نظر إبراهيم وإدارة الكويت، واستطاع الشباب إلى جانب اللاعبين الخبرة نسج أحلى حكاية هذا الموسم والتتويج باللقب الغالي.

دوري الأبطال يداعب الأبيض

وبات هدف الكويت في الموسم المقبل النجاح في الوصول لدوري ابطال آسيا، لاسيما ان المعلومات المتواترة تبشر بمشاركة بطل الدوري الكويتي بطريقة مباشرة في دوري المجموعات، بينما ينافس الوصيف في تصفيات الملحق المؤهل.

وبهذا يكون الكويت قريبا في حال استكملت الأندية الكويتية بعض الاشتراطات البسيطة المتبقية لتحقيق الحلم الغائب عن الأندية الكويتية، وسيكون الأبيض دون شك، إذا شارك في دوري الأبطال، خير سفير للكرة الكويتية في المعترك الآسيوي الأكبر للاندية، كما كان وكعادته خير سفير للكرة الكويتية في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، حيث إنه البطل التاريخي للمسابقة.

أصحاب الإنجاز يتحدثون

كانت فرحة اللاعبين في الكويت كبيرة بعد التتويج باللقب، حيث اتفقوا جميعاً على أن منظومة الإدارة إلى جانب الرئيس الفخري للنادي رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم كان لهما بالغ الأثر في التتويج باللقب الثاني عشر، وأحد أهم عوامل النجاح، لاسيما أن الأخير لم يبخل يوما بوقته ولا جهده ولا ماله على فرق النادي المختلفة.

وقال قائد الفريق حسين حاكم إن الفوز باللقب هذا الموسم له مذاق مختلف، مقدما الشكر إلى زملائه اللاعبين وكل كبير وصغير في قلعة الابيض، معتبراً أن الجيمع ساهم في هذا الانجاز.

وأضاف حاكم أن المهمة لم تكن سهلة هذا الموسم، لكنهم لم يفقدوا الأمل أبداً في قدرتهم على تحقيق اللقب.

من جانبه، قال فهد عوض إن الأبيض بجميع فئاته استحق هذا التتويج، وهو ما يثبت أن العمل في النادي يسير وفق منظومة كبيرة وبنجاح منقطع النظير، مشيراً إلى أن التتويج باللقب في الموسم الحالي دافع الأبيض لمواصلة مشواره نحو مزيد من البطولات.

بدوره، قال الصاعد أحمد حزام إنه حرص على الحضور من قطر حيث سيقوم بعد ايام باجراء عملية الرباط الصليبي لمشاركة زملائه فرحة التتويج باللقب، مبيناً أنه منذ انضمامه إلى صفوف الفريق الأول هذ الموسم، وهو يشعر بروح الأسرة الواحدة، وباحتضان من الجميع داخل النادي، وهو ما كان حافزا لتقديم مستويات جيدة.

من جانبه، أكد المهاجم خالد عجب أن الفوز بلقب الدوري في الموسم الحالي جاء ليعيد الروح إلى الكويت، لاسيما أن الخروج من الموسم الحالي من دون تحقيق بطولة كان أمرا صعبا، كاشفا انه رغم ابتعاده فترة طويلة عن التوليفة الاساسية، إلا أنه لم يفقد الأمل في قدرته على العودة وهز الشباك.