حققت فصائل سورية معارضة تقدماً جديداً بسيطرتها على عدة حواجز في منطقة سهل الغاب الاستراتيجية، غداة خسارة نظام الرئيس بشار الأسد مدينة جسر الشغور، بينما قال مراقبون إنها محاولة لربط مناطق سيطرة المعارضة في 3 محافظات هي إدلب وحماة واللاذقية.

Ad

سيطرت أمس فصائل سورية معارضة أبرزها يعمل تحت لواء «الجيش الحر» أمس على عشرات الحواجز والقرى في منطقة سهل الغاب الاستراتيجية شمال غرب حماة، وذلك غداة طرد «جبهة النصرة» قوات نظام الرئيس بشار الأسد من مدينة جسر الشغور في محافظة إدلب.

ووفق التقارير فإن فصائل المعارضة سيطرت على كل من قرية القاهرة، وتل واسط، والمنصورة، وتل زجرم في المنطقة الشمالية من سهل الغاب.

وأعلنت «الفرقة الأولى الساحلية» في «الجيش الحر» سيطرتها على حواجز السرمانية، وبيت ثائر، وبيت نظير، والطاحون، والسنديان إلى الشمال الغربي من سهل الغاب، المحاذي لجبل الأكراد في ريف اللاذقية.

وسيطر مقاتلو المعارضة مساء أمس الأول على قرية الزيارة شمال السهل، وبعدها حاجز التنمية، الذي يعتبر أهم حاجز لقوات النظام في المنطقة، وكذلك حاجز المشيك جنوب القرية.

وتعليقاً على هذا التقدم، قال المعارص رضوان زيادة إنه «للمرة الأولى اتصلت جغرافياً المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في اللاذقية وحماة وإدلب، ولم تعد مناطق الجيش الحر كالنمر المرقط إنما اقتربت من أن تكون حزاما يحيط بالأسد».

البراميل والمدفعية

في المقابل، تداولت المواقع والصفحات المؤيدة للنظام أنباء تؤكد بدء هجوم مضاد على جسر الشغور بقيادة العقيد سهيل الحسن الملقب بـ»النمر»، والذي يملك قاعدة واسعة من المؤيدين بعد انتصارات حققها في حلب. وأمطرت طائرات النظام، الذي بات وجوده في محافظة إدلب يقتصر اليوم على مدينة أريحا (على بعد حوالي 25 كيلومتراً من جسر الشغور) ومعسكر المسطومة القريب منها، لأول مرة سهل الغاب بـ32 برميلاً متفجراً أغلبها في قرى العنكاوي، والحواش، والعمقية، والقاهرة، وقسطون، والحويز، وجسر بيت الراس، وقرية الحواش، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أكد استهداف المدفعية والصواريخ الأرضية قرى العنكاوي، والزيارة، وجسر بيت الراس، والمنصورة، وتل واسط.

إصابة مروحية

وفي إدلب، تمكن مقاتلو «جيش الفتح» مساء أمس الأول من إصابة طائرة مروحية نوع «ديكا 114»، بعد استهدافها بالمضادات الأرضية خلال تحليقها فوق جسر الشغور قبل أن تسقط إلى الشرق من بلدة سلحب بريف حماة، ولم ترد أنباء عن مصير طاقمها.

كما تمكن مقاتلو المعارضة من تدمير دبابتين لقوات النظام على جبهة المسطومة جنوب مدينة إدلب، وقتل وجرح طاقميها.

مذبحة وصواريخ

واعترف التلفزيون السوري أمس بخسارة جسور الشغور، متهماً «النصرة» بارتكاب مجزرة مروعة بحق عشرات من مؤيدي النظام، لكن المرصد السوري ذكر أن هؤلاء اعتقلوا ولم يقتل أحد.

في المقابل، أعلنت مواقع مؤيدة للمعارضة أن قوات النظام ارتكبت مجزرة بقتلها عشرات المعتقلين قبل فرارها من جسر الشغور.  

دعم وتنسيق

سياسياً، اعتبر رئيس ائتلاف المعارضة السورية خالد الخوجة، «انتصارات إدلب وتحرير جسر الشغور خطوة إضافية مهمة ومنتظرة على طريق تحرير كامل التراب السوري»، مشدداً على ضرورة تحقيق انعطافة حقيقية في مستوى الدعم والتنسيق المقدم لقوى الثورة السورية، بما يمكن أن يعجل من هذا التحرير، ويختصر قدراً كبيراً من المعاناة، ويحقن دماء الكثير من المدنيين». وأكد خوجة أمس «أن خطوات جادة في هذا الطريق يمكن أن تجبر نظام الأسد على الرضوخ، خصوصا في ظل ما يعانيه من تآكل داخلي ونزاعات وتصفيات طالت شخصيات مهمة في نظامه الأمني».

واقع جديد

وأشار خوجة إلى أن «هذه الانتصارات تفرض واقعاً سياسياً جديداً لابد من أخذه بعين الاعتبار، وهي تحتاج إلى دعم يقدم حماية نهائية وحاسمة من اعتداءات النظام الانتقامية بحق المدنيين باستخدام الطائرات والمروحيات والغازات السامة المحرمة من خلال فرض منطقة آمنة، ولابد بالتوازي مع ذلك من سحب كل أنواع الاعتراف القانوني بالنظام المجرم». كما دعا إلى تضافر الجهود من أجل التمهيد لانتقال سياسي كامل يقطع سلسلة الموت التي ينفذها النظام، ويفتح الباب أمام إعادة البناء والانتقال بسورية إلى دولة مدنية تحقق تطلعات أبنائها جميعاً.

«النصرة» وكندا

على صعيد مواز، نقلت وكالة الأنباء السويدية أمس الأول عن وزارة الخارجية وسفيرة فلسطين في السويد هالة حسني فريز تأكيدهما الإفراج الجمعة عن سويديين اثنين اعتقلتهما جبهة «النصرة» في سورية عام 2013. وبينما لم يُكشف النقاب عن هويتي الشخصين، ولكن الوكالة أوضحت أن أحدهما ينتمي للكنيسة الخمسينية (كنيسة العنصرة)، كشفت السفيرة الفلسطينية أن مفاوضات إطلاق سراحهما استغرقت أكثر من شهرين، وأجراها جهاز الأمن الفلسطيني بالتعاون مع أجهزة الأمن الأردنية والسويدية.

(دمشق، إسطنبول- أ ف ب، رويترز، د ب أ)