ألمانيا.. الحركة المناهضة للإسلام تتظاهر مجدداً

نشر في 12-01-2015 | 12:51
آخر تحديث 12-01-2015 | 12:51
No Image Caption
تأمل حركة بيغيدا الألمانية المناهضة للإسلام والتي تثير معارضة متزايدة لدى مؤيدي مجتمع منفتح ومتسامح، في الاستفادة من اعتداءات الجهاديين في فرنسا لكي تزيد أعداد مؤيديها خلال مسيرة تنظمها الأثنين في دريسدن.

ومنذ أكتوبر تحشد بيغيدا "وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب" كل يوم أثنين متظاهرين ضد الإسلام وطالبي اللجوء، وهي تزيد أعداد المشاركين بشكل كبير، من 500 شخص في أول مسيرة في 20 أكتوبر إلى عشرة آلاف مطلع ديسمبر وصولاً إلى 18 ألفاً الأثنين الماضي وهو رقم قياسي.

ومساء الأثنين وفي التظاهرة الـ 12 في عاصمة مقاطعة ساكسونيا، دعا المنظمون إلى توجيه تحية "لضحايا الإرهاب في باريس" ودعوا مناصريهم إلى وضع شارة سوداء علامة الحداد.

وسيلزمون دقيقة صمت خلال التجمع الذي سيبدأ مثل كل يوم أثنين عند الساعة 17,30 ت.غ.

وبعد الهجمات التي أدت إلى مقتل 12 شخصاً في مقر صحيفة شارلي ايبدو الساخرة الفرنسية، لم تتأخر بيغيدا في الرد معلنة أن "الإسلاميين الذين تحذر منهم بيغيدا منذ أكثر من 12 أسبوعاً اثبتوا اليوم في فرنسا أنهم غير منسجمين مع الديموقراطية بكل بساطة" كما كتبت على صفحتها على فيسبوك.

وأضافت بيغيدا أن هؤلاء "يلجأون إلى العنف والموت" و"هل يجب أن ننتظر أن تحصل مثل هذه المأساة في ألمانيا؟".

واعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة دريسدن التقنية فيرنر باتسيلت "من الأرجح أن يتم تجاوز عتبة الـ 20 ألف متظاهر مساء الأثنين"، مضيفاً بأن "اعتداء باريس له وقع دون شك في دريسدن وسيعطي حركة بيغيدا تأثيراً أكبر".

وفي أماكن أخرى نزل "الوطنيون الأوروبيون" إلى الشوارع كما حصل في بون بوغيدا أو برلين "بيرغيدا"، ومساء الأثنين ستشهد لايبزيغ أول تظاهرة مؤيدة لبيغيدا.

ولهذه التظاهرة رمزية كبرى لأنه من ذلك المكان عام 1989 أدت "تظاهرات الأثنين" إلى سقوط جدار برلين، وبعد 25 سنة، جيرت بيغيدا لحسابها الشعار التاريخي "نحن الشعب" وأصبح يردده حالياً مناصروها.

وتتسع هذه الحركة وصولاً إلى أوروبا، ففي فيينا من المرتقب تنظيم أول مسيرة بيغيدا في نهاية يناير وتم انشاء صفحات على فيسبوك لهذه الغاية في السويد والنروج "6 آلاف متابع على التوالي".

لكن في مواجهة ذلك، يبقى مناهضو بيغيدا أكثر عددياً في ألمانيا حيث جمعت عدة تظاهرات مضادة أعداداً أكبر من الناس.

وهكذا تظاهر حوالي 35 ألف شخص السبت في دريسدن دفاعاً عن مجتمع منفتح ومتسامح، ومساء الأثنين سينزلون مجدداً إلى الشارع، وفي برلين سيتظاهر أنصار مجموعة "لا لبيغيدا، لا للعنصرية" بعد الظهر.

والأحد دعا وزير العدل الألماني الاشتراكي - الديموقراطي هايكو ماس بيغيدا إلى العدول عن تظاهرة الأثنين معتبراً أن ليس لديها الحق "في استغلال" هجمات باريس، وبعد هذه الهجمات دعت عدة منظمات مسلمة أيضاً إلى مسيرة صامتة الثلاثاء في برلين.

والأثنين ستستقبل المستشارة الألمانية انغيلا ميركل التي تنتقد بشدة حركة بيغيدا، للمرة الأولى نظيرها التركي أحمد داود اوغلو.

وبحسب الصحافة التركية فإن داود اوغلو سيطلب من ميركل القيام بتحركات ملموسة لوقف تصاعد المشاعر المناهضة للإسلام في ألمانيا حيث أظهر استطلاع للرأي نشر أخيراً أن 57% من الأشخاص يعتبرون الإسلام "تهديداً".

وتعد ألمانيا 81 مليون نسمة بينهم ثلاثة ملايين تركي أو من أصول تركية، ويشكلون غالبية المجموعة المسلمة الألمانية التي تعد حوالي أربعة ملايين شخص.

back to top