في البداية أكد لي  شريف منير أنه محصن تماماً من العقد ولم يحدث له أي موقف سبب له أزمة نفسية. 

Ad

وفي المرة الوحيدة التي قصد فيها الطبيب عادل صادق، أستاذ الأمراض النفسية، أراد معرفة كيف يتعامل هؤلاء الأطباء مع مرضاهم وماذا يفعلون، فروى  له مواقف كثيرة في حياته وشعر وقتها بالراحة. أما أكبر مشكلة في حياة شريف فهي النسيان، فبمجرد خروجه من المنزل يعود إليه مرة واثنين خوفاً من أن يكون قد نسي أمراً  مهماً. 

الطريف أنه مرة نسي أخته في المدرسة:

{أختي كانت معايا في المدرسة نفسها، لكني في يوم عدت إلى المنزل وأكلت وخلعت هدومي وبينما كنت أستذكر دروسي، فجأة سمعت أمي تصرخ وتقول لي: أختك فين؟ فقلت: في المدرسة.. نسيتها.

ودايما أحس أني نسيت الموبايل في مكان ما رغم أنه في يدي أو بأتكلم فيه}. 

أما أبرز الأشياء التي لا ينساها فهي تهديد والده له وهو طفل، عندما كان يرفض النوم، فكان يصرخ في وجهه قائلا: {إذا ما نمتش حأخلي أبو شوال ييجي يأخدك}.

 

ذكريات وصفات 

 

وإذا سألت منير  ماهي نقطة ضعفك فسوف يجيبك على الفور: عيلتي. 

وعيلة شريف مكونة من أولاده الأربعة: أسماء وفؤاد من زوجته الراحلة ناهد، وفريدة وكاميليا من زوجته الحالية لورا، بالإضافة إلى أخته نيفين التي يعتبرها امتداداً لحنان والدته وابنتها ليلى. 

أما نقطة قوته فهي دماغه الذي يدير أمور حياته. 

يرى شريف أن الإخلاص عملة نادرة في هذا الزمان بينما يعتبر نفسه مخلصاً للآخرين مع مرتبة الشرف الأولى. 

والحزن في حياته له مساحة من دموعه وذكرياته: 

{أصعب مشهد عشته يوم ماتت أمي، فللمرة الأولى شاهدت أحداً في كفن، وأتذكر أنني تماسكت  لدى سماع الخبر، إلى أن ذهبت إلى المنصورة ودخلت غرفة نومها وجهزتها وأخذتها إلى المدافن، وبمجرد دخولها تمنيت أن أظل بجوارها}.

أسوأ صفة في شريف عصبيته التي  لا طقوس خاصة لها أو مواعيد محددة، وهو من الشخصيات التي يعتبرها البعض غامضة، لأنه يضم كل فصول السنة في لحظة واحدة، فقد تجده مشرقاً، وفي لحظة يتحول إلى عاصفة، وبعد دقائق تشعر أنه أكثر رقة وإنسانية. 

وشريف من الشخصيات التي تكتم الألم، وفي ساعة الصفر ينفجر ويتحول إلى شظايا. 

وعندما يفيض به الحال لا يجد سوى الدموع ونيساً وصديقاً لمشاعره المهزومة أو المجروحة وهو لا يخجل منها، لكنه يرفض أن يبكي أمام الآخرين، مهما كان حجم الوجع الذي ازداد برحيل الأحباب، من بينهم الفنان علاء ولي الدين، والمبدع صلاح جاهين الذي كان بمثابة أب روحي له. 

لا يهتم ما إذا كانت التلقائية التي يعبر بها عن أرائه ووجهات نظره ستعجب الآخرين أم لا، ولكن الذي يعلمه جيداً أن كثيرين لا يسعدهم سماع الحقيقة، ويريدون المجاملة طوال الوقت، وهو الفن الذي لا يجيده. 

 

عادات وهوايات

 

ورغم أن آلة الدرامز كانت السبب في رسوبه 3 سنوات في الثانوية العامة، إلا أنها لم تتسبب في أي عقدة لديه،  فطالما حلم أن يكون عازفاً لها حتى بعدما نجح كممثل. 

والدراجة النارية هواية تمنحه فرصة للانطلاق والحرية، رغم بعض الإصابات التي نالها بسببه. 

ومن العادات التي يمارسها شريف تناول الطعام على الأرض: {اتعودت على كده منذ صغري، لأني كنت أكل على الطبلية مع أبويا خصوصاً في رمضان}.

أما الهواية المفضلة عنده فهي الذهاب إلى محلات الأدوات الرياضية لأنه من عشاق الرياضة. 

يحب أن يمشي حافيا في المنزل، بناء على نصيحة الطبيب لتدليك عضلات القدم، ويحب السير تحت المطر لأنه يمنحه الانتعاش، ويحب رائحة الزرع لأنها تشعره بالبهجة، ويحب طيبته رغم أنها مفهومة غلط عند البعض، ويحب أن يكون مثل سوبرمان، وما زال يحتفظ بـ {تي شيرت} قديم عليه صورة  لهذه الشخصية الأسطورية، ويحب ذكرياته القديمة التي يحتفظ بها مثل ألعابه وهو طفل، ولعبة ابنته الأولى التي احتفظ بها ليلعب بها أولاده، ويحب لحظة الفجر لأنها موعده اليومي مع الدعاء لربنا. 

قهوة شريف سكر زيادة، لا يحب طعم المرارة، ويعشق التغيير، ويعترف بأن في داخله بعضاً من الجنون، ويرى أن مشكلته الأساسية في الحياة هي العدل، لأنه يحب أن يكون عادلا مع الجميع، من دون استثناء، ويضرب مثلا على ذلك: {أنا عندي سواق وسكرتير فإذا أعطيت أحدهما شيئاً فلا بد من أن أعطي الآخر مثله، لأني أكره تفضيل شخص على آخر}. 

وهو اجتماعي من الطراز الأول وشعاره في ذلك: {لا أحب أن أفرح لوحدي، لأن الفرح مالوش طعم بدون مشاركة من الآخرين}.

يغضب من نفسه إذا طلب منه أحد مساعدة ولم يكن قادراً على تلبيتها، فيبدأ في وصلة لوم وتأنيب ضمير طويلة، تعذبه وتريحه في آن.

 

سي السيّد

 

شريف شخصية اكتئابية، باعترافه، لكنه ليس انهزامياً على الإطلاق، ولا مكان  للكوابيس في أحلامه، ومن المستحيل أن تسيطر عليه هلوسات من أي نوع، مبرراً ذلك بإيمانه القوي، بالإضافة إلى أن قلبه ميت بمعنى أنه يمارس الجرأة أمام أي شيء يستوقفه أو يفعله. 

 وأحيانا كثيرة يشعر أن في داخله شخصاً آخر يتشاجر  معه دائماً ولا يعجبه تصرفاته فيحاول أن يتصالح معه. 

أما الخناقات بين عقله وقلبه، فدائما يكون الانتصار فيها لصالح قلبه، لأنه لا يحب الأشياء المحسوبة بقدر ما تستهويه الأشياء المحسوسة. 

ويؤكد شريف أنه {سي السيد} في بيته، والبعض يراه ديكتاتوراً، فهو خليط من التقاليد القديمة والأسلوب العصري في آن.

* متى تضع أفكارك في

الـ{ديب فريزر}؟

- عندما أعجز عن إيجاد حل لمشكلة معينة فأتركها إلى أن أعثر لها على مخرج. 

* كيف تتعامل مع طقسك العاطفي؟

- الناس يعرفونه جيداً لكنهم لا يصدقونه ويقولون: معقول فيه حد كده، لأنهم يتصورون أن عدم الصدق في المشاعر هو الأساس في الحياة. 

* متى تشعر بالدفا؟

- لما يكون ولادي في حضني.