أوبرا ديرة... تحية وطن!
![طالب الرفاعي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
إن أبرز ما يجب التوقف عنده في هذا العمل، هو الأداء الأوبرالي الموسيقي المبدع لما يزيد على خمسين عازفاً، بنوتة موسيقية عالمية، مع تداخل الآلات الكويتية ضمن التجانس الهارموني للحن. وإذا كان الموسيقار د. سليمان الديكان قد سبق له أن أدخل الآلات الكويتية ضمن عزف سيمفوني، فإن ذلك يأتي منسجماً مع البيئة التي تربى فيها كونه ولِد في بيت موسيقي لأحد أهم الملحنين الكويتيين وأعني به والده الموسيقار غنام الديكان، وبالتالي فإن أذنه ومزاجه الكويتي يستوعب تماماً نغم آلة العزف الكويتية بمختلف ألحانها وتشكيلات استخدامها. لكن، أن يقوم مايسترو بلجيكي، قادم من بيئة اجتماعية مغايرة، وأذن موسيقية مختلفة، بتفهم دور كل آلة موسيقية كويتية، كالطار والمرواس والطبل، وعمله على إدماج أكثر من لحن من ألحان الغناء الكويتي بنوتة موسيقية عالمية فإن ذلك يُعد إنجازاً إبداعياً جميلاً، يُحسب لمن قام على توليفة هذا العمل. الأداء المسرحي الذي تجسّد كخلفية للأداء الموسيقي، جاء بشكل بسيط وموحٍ، بدءا من الديكور مروراً باستخدام خلفية المسرح كشاشة عرض متعددة لأهم الأحداث الكويتية، التي مرت بها الكويت، بدءا بآثار جزيرة فيلكا ببعدها التاريخي العالمي، مروراً بمحطات وأحداث كويتية مهمة، ولقد كان منتاج هذه الأحداث موفقاً جداً، بحيث ظهر متناغماً مع العرض الموسيقي من جهة، وعنصراً مهماً لإيضاح البعد التاريخي، مروراً بالمجتمع الكويتي القديم، وتصدير البترول، ونشأة المجتمع الكويتي باستقلاله وديمقراطيته، وقوفاً عند محطة الغزو الأسود، وانتهاء ببزوغ شمس الحرية.كان لدور الممثل المبدع خالد أمين حضوراً واضحاً في العمل إلى جانب زميله محمد الحملي، وغدير السبتي وعبدالله الزيد، ومؤكد أن الأداء الأوبرالي لكل من حنان رضا ونورة القملاس وعبدالله المراغي وأحمد الكندري، شكّل إضافة موسيقية رائعة للعمل."أوبرا ديرة" عمل موسيقي مبدع، قدمه مكتب الشهيد كتحية لشهداء الكويت، في احتفالات الكويت بيوم الاستقلال وعيد التحرير، وهو توليفة مسرحية موسيقية مبدعة، فشكراً كبيرة لكل من ساهم في أن يرى هذا العمل النور. وهو في مضمونه تحية مستحقة من وطن بأكمله لشهداء قدموا أرواحهم رخيصة لتراب هذا الوطن.