في تطور جديد على الساحة اليمنية، أعلنت جماعة أنصار الله الحوثية، أمس، التوقيع على الملحق الأمني لاتفاقية السلم والشراكة لحل الأزمة في اليمن، دون تحديد جدول زمني لتطبيقه.

Ad

وقال عضو المكتب السياسي لـ "أنصار الله" علي القحوم، إن موافقتهم على التوقيع جاءت لمصلحة الوطن واستقرار الأمن.

وأوضح القحوم أنهم رفضوا التوقيع على الملحق في السابق لاستكمال التفاوض والنقاش حول عدد من البنود التي يحتويها، مشيرا إلى أن بنود الملحق الأمني ستطبق ضمن فترة زمنية محددة، ومن ضمن تلك البنود رفع المظاهر المسلحة من العاصمة ومدينتي عمران والجوف شمال العاصمة.

ويحوي الملحق الأمني سبعة بنود، أهمها تأكيد ضرورة بسط نفوذ الدولة واستعادة أراضيها، وإزالة التوتر السياسي والأمني من صنعاء، بالإضافة إلى تشكيل لجنة مشتركة لوقف جميع أعمال القتال في الجوف ومأرب، وفق فترة زمنية محددة.

وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي دعا أمس الأول، المتمردين الشيعة الى الانسحاب من صنعاء التي يسيطرون عليها منذ الأحد الماضي، متهما إياهم ضمنا بعدم احترام اتفاق السلام، في حين لم يتم تعيين رئيس وزراء جديدا.

وقال الرئيس اليمني بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لقيام الجمهورية إن "تطبيق هذه الاتفاقية هو الاعتراف بالسيادة الكاملة للدولة على أراضيها ومناطقها كافة، وفي مقدمة ذلك صنعاء، وتسليم كافة المؤسسات والأسلحة المنهوبة"، مضيفا أن "تصفية حسابات القوة العمياء المسكونة بالثأر، لا يمكن أن تبني الدولة ولا مؤسساتها الدستورية، ولا يمكن أن تؤسس لسلم اجتماعي بين كل مكونات المجتمع".

وتساءل: "إذا كانت مكافحة الفساد وبناء الدولة تتم بنهب البيوت والمعسكرات ومؤسسات الدولة، فَكيف يمكن أن يكون الفساد والتخريب؟ وهل من يريد بناء الدولة المدنية الحديثة أن ينتهك حرمات البيوت ويهاجم مؤسسات الدولة بغية نهبها"؟ مدافعا في الوقت ذاته عن اتفاق السلام الموقع مع المتمردين من دون أن يفصح بدقة عن أسباب سقوط العاصمة دون مقاومة، قائلا "لقد خُذلنا من قبل من لم يعرفوا أبدا في الوطن سوى مصالحهم"، مشيرا بذلك الى أنصار الرئيس السابق علي صالح الذين انضموا الى المتمردين الشيعة.

وختم مؤكدا ضرورة تطبيق اتفاق السلام دون تردد، والتطلع إلى "بناء دولة مدنية حديثة تسود في ظلها العدالة والمساواة والشراكة في السلطة".

يذكر أن هادي الذي عيّن الثلاثاء الماضي مستشارين، أحدهما من التمرد الشيعي والآخر من الحراك الجنوبي، وفقا لاتفاق السلام، لم يقرر بعد تعيين رئيس جديد للحكومة، كما كان من المفترض أن يفعل مساء الأربعاء الماضي.

الأمن القومي

الى ذلك، قالت مصادر أمنية وسكان إن مسلحين شيعة من الحوثيين هاجموا منزل رئيس جهاز الأمن القومي اليمني، علي الأحمدي، في صنعاء أمس.

وطالب الحوثيون الرئيس هادي "بإقالة الأحمدي، لأن استمراره في منصبه جريمة بحق ثورة الشعب اليمني".

ولفتت الجماعة في بيان الى أن "الأحمدي قتل العام الماضي 10 من المتظاهرين السلميين، ووفّر الحماية للقتلة حتى هذه اللحظة، كما أنه يرتبط بوكالة الاستخبارات الأميركية سي آي إيه".

وقالت المصادر الأمنية إن المسلحين هاجموا منزل الأحمدي في حي حدة بصنعاء في وقت مبكر من صباح أمس، وإن اشتباكات استمرت مدة ساعتين، مضيفة أن جنديا واثنين من المسلحين قتلوا في الاشتباكات، كما أصيب 15 شخصا هم 6 جنود و9 من الحوثيين.

ومازال الحوثيون ينظمون دوريات في مناطق عدة في صنعاء، خاصة حول المباني الحكومية ويفتشون المارة.

ويضم حي حدة العديد من البعثات الدبلوماسية ويعيش فيه الأجانب. وأغلقت قوات الجيش والشرطة المنطقة بعد القتال أمس.

أئمة

وأفادت تقارير محلية بأن جماعة الحوثي نصّبت خطباء تابعين لها في عدد من مساجد العاصمة، بعدما أزاحت خطباء محسوبين على حزب الإصلاح الذراع السياسية للإخوان المسلمين في اليمن.  

وحدث ذلك على وجه الخصوص في المسجد الذي يؤم المصلين فيه عبدالمجيد الزنداني الذي يعد مرجعية حزب الإصلاح، وهو لايزال مختبئا بسبب التطورات الأخيرة في العاصمة.

 ويرى مراقبون أن في ذلك مؤشرا جديدا على بداية صراع مذهبي طائفي في صنعاء لم يشهده اليمن في تاريخه.

(صنعاء ــ د ب أ،

أ ف ب، رويترز)