عاشت أستراليا، أمس، واحداً من أسوأ الكوابيس منذ عقود، مع إقدام مسلح - يعتقد أنه إسلامي - على اقتحام مقهى في قلب مدينة سيدني، واحتجاز عدد من الرهائن، قبل أن تتمكن الشرطة من مداهمة المكان وتحرير من فيه، بعد أكثر من 18 ساعة من الإثارة والترقب.

Ad

وهاجمت الشرطة مقهى لينت شوكولا، وسط الحي التجاري لـ «سيدني»، بعد فشل المفاوضين في نزع فتيل واحدة من أكبر المخاطر الأمنية التي تواجهها أستراليا، وأعلنت نجاح عملية تحرير الرهائن وقتل المسلح، الذي تبين لاحقاً أنه لاجئ إيراني متهم بالعديد من قضايا الاعتداء الجنسي، ومعروف بكراهيته للجنود الأستراليين وذويهم، إضافة إلى المحتجزين. وذكر أن رهينة قتل أثناء العملية.

ودوت سلسلة من الانفجارات القوية قبيل اقتحام قوات الكوماندوس باباً جانبياً للمقهى، ثم سمع صوت إطلاق الرصاص قبل خروج الرهائن هرباً من المبنى، في حين نقل عدد من المصابين على حمالات.

وكتبت الشرطة في تغريدة لها على موقع «تويتر»: «انتهت أزمة احتجاز الرهائن في المقهى»، وذلك بعد ساعات طوّق فيها رجالها المدججون بالسلاح المنطقة وعدداً من المباني في «مارتن بليس»، حيث يوجد بنك الاحتياطي الأسترالي وبنوك تجارية قرب مبنى برلمان ولاية نيوساوث ويلز.

 وتمكّن خمسة رهائن من الهرب بُعيد عملية الاحتجاز. وشوهد عاملون في المقهى أو زبائن مذعورون وهم يرتمون بين أيدي رجال الشرطة، في حين طلب المسلح تزويده بعلَم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ولقاء رئيس الوزراء الأسترالي توني آبوت، الذي ترأس اجتماعاً للجنة الأمن القومي أطلعه خلاله مايك بيرد (رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز) وأندريو سيبيون (رئيس شرطة الولاية) على تطورات الأحداث.

وأكد آبوت أن هناك ما يشير إلى وجود دوافع سياسية وراء احتجاز الرهائن. وقال في كانبيرا، دون تقديم معلومات عن هذا الحصار: «هذا حادث مزعج للغاية. بإمكاني تفهُّم مخاوف الشعب الأسترالي».

وأُعلنت حالة التأهب القصوى في أستراليا التي تدعم الولايات المتحدة وتحركها المتصاعد ضد «داعش» في سورية والعراق، تحسباً لهجمات من قبل مسلمين متطرفين أو مقاتلين محليين عائدين من الصراع في الشرق الأوسط.

ويوجد المقهى في مواجهة استديو تلفزيوني تجاري، وعرضت مشاهد تلفزيونية حية لزبائن داخل مقهى يقفون وهم يضعون أيديهم على النوافذ.

وأظهرت لقطات شخصاً يبدو أنه من موظفي المقهى وامرأة أخرى يرفعان علماً مماثلاً للعلم الذي يستخدمه «داعش» في العراق وسورية.

وأصدر مجلس الأئمة الوطني الأسترالي بياناً قال فيه إنه «يدين هذا العمل الإجرامي بشكل صريح».

(سيدني- أ ف ب، رويترز، د ب أ)