اشتعلت معركة الحسكة أمس مع استقدام النظام السوري تعزيزات عسكرية للحيلولة دون سقوط المدينة، التي يتقاسم السيطرة عليها مع وحدات حماية الشعب الكردية، في قبضة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الذي يسعى باستماتة لضمها إلى مناطق نفوذه الآخذة في الاتساع على حساب الجميع.

Ad

صعّد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هجومه على الحسكة، التي تديرها الحكومة المركزية في دمشق بمشاركة إدارة كردية محلية، بهدف إزالة آخر عقدة تحول دون ربط مناطقه غرب العراق وشرق سورية.

ونفّذ التنظيم، منذ بدء هجومه الواسع على المحافظة ذات الأغلبية الكردية قبل 6 أيام، أكثر من 13 عملية انتحارية بشاحنات مفخخة مكنته من السيطرة على جميع المواقع العسكرية في المنطقة المحيطة بالمدينة، بما فيها مقر القوات النظامية بسجن الأحداث غير المكتمل البناء ومحطة توليد الطاقة الكهربائية وقرية الدوادية ومناطق أخرى في الجنوب.

وشهدت المنطقة أمس عمليات مكثفة لعناصر التنظيم على المداخل الجنوبية من المحافظة ذات الأغلبية الكردية أسفرت عن مقتل وإصابة عدد كبير من القوات النظامية والموالين لها من كتائب البعث وقوات الدفاع الوطني، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى أن النظام رد بقصف جوي ومدفعي عنيف ومكثف على تجمعات للتنظيم في محيط المدينة وجنوبها.

البرنامج الأميركي

وفي أوج الخسائر المتتالية للرئيس بشار الأسد، أعلن رئيس هيئة الاركان المشتركة الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي أن "الولايات المتحدة تعمل على توسيع نطاق برنامج جديد لتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية"، مشيراً إلى أن "بناء قوة فاعلة للتصدي لتنظيم داعش ربما يستغرق وقتاً أطول مما كان متوقعاً".

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" أمس عن ديمبسي تأكيده أن "برنامج التدريب سيحقق نجاحاً اذا استطاعت الولايات المتحدة تدريب عدد كاف من المقاتلين الذين سيشكلون قوة معتدلة معارضة سورية جديدة"، لافتاً إلى أن "ذلك يمثل تحديا وربما يستغرق وقتا اطول مما كان متصورا".

وشدد على أن "البرنامج الاميركي بدأ يحقق بعض النجاحات المبكرة"، موضحاً أن "المدربين الأميركيين يقومون حالياً باختيار قادة من بين الذين تم تدريبهم وأصبح لديهم خبرة في محاربة قوات النظام السوري أو مقاتلي تنظيم داعش".

كتائب حلب

إلى ذلك، أعلنت كتائب "ثوار الشام" سيطرتها الكاملة فجر أمس على بلدة حدادين جنوب حلب، بعد اشتباكات دامية أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من قوات النظام المتمركزة فيها.

وبعد أيام من تمكن حركة "أحرار الشام" من طرد النظام من قريتي الرشادية والشيخ محمد في ريف المدينة الجنوبي، فرضت جبهة "النصرة" وحلفاؤها سيطرتهم على قرية قزل في الريف الشمال وقرية البل المحاذية لها، بعد معارك هي الأعنف مع "داعش" منذ تقدمه إلى بلدة صوران أعزاز، أدت إلى أسر عدد من عناصره.

معركة السويداء

وفي السويداء، أفادت مصادر عسكرية سورية رفيعة صحيفة "الأخبار" اللبنانية أمس بأن "الجيش يقاتل في المدينة بكل ما يملك من قوة، ولم تترك أي قطعة عسكرية مكانها"، مشددة على أن "الجيش في الأيام الماضية عزّز مواقعه في الغرب، ولا سيّما اللواء 52 ومطار الثعلة، التي تعدّ الجماعات المسلحة للهجوم عليها، وكبّدت المسلحين في أكثر من عملية قصف خسائر كبيرة، بينها قصف رتل قبل ثلاثة أيام لمسلحي المثنى والنصرة". وأشارت المصادر إلى أن "كل من يريد من أبناء السويداء القتال إلى جانب الجيش، يمدّه الجيش بالسلاح".

سقوط دمشق

وفي دمشق، تأكد وصول آلاف المقاتلين الإيرانيين والعراقيين بهدف "الدفاع" عن مناطق النظام الممتدة من العاصمة إلى حمص في الوسط وصولاً إلى طرطوس غرباً.

وفي وقت سابق، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر أمني سوري قوله إن "نحو 7 آلاف مقاتل ايراني وعراقي وصلوا الى سورية، وهدفهم الأول هو الدفاع عن العاصمة"، موضحاً أن "غالبيتهم من العراقيين".

وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) نقلت الإثنين عن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سلماني ان "العالم سيفاجأ بما نعد له نحن والقادة العسكريون السوريون حالياً". وأوضح مصدر سياسي قريب من دمشق لوكالة "فرانس برس" ان المسؤولين السوريين وبعد سلسلة الخسائر التي مني بها النظام في الأسابيع الأخيرة دعوا حلفاءهم الى ترجمة دعمهم بأفعال، علماً ان وزير الدفاع السوري جاسم الفريج زار طهران الأسبوع الماضي.

ضغط دولي

سياسياً، التقى الموفد الدولي إلى سورية ستيفان ديميستورا في اسطنبول أمس الأول الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة برئاسة خالد خوجة، وبحث معه في احتمالات التسوية قبيل تقديمه تقريراً جديداً إلى مجلس الأمن عن الوضع السوري.

ودعا خوجة إلى "الضغط على نظام الأسد للعودة إلى طاولة المفاوضات بعد تعطيله عددا من المبادرات الدولية حول إيجاد حل سياسي في سورية"، مؤكداً أن "أي مقاربة تستهدف تنظيم داعش الإرهابي وتستثني نظام الأسد والتنظيمات الإرهابية الداعمة له هي مقاربة خاطئة وغير مجدية"، مشددا على "ضرورة إيجاد مناطق آمنة في سورية".

وشدد خوجة على ضرورة ايجاد مناطق آمنة لتطبيق بيان جنيف ووقف القتل وتعزيز الحوكمة المدنية وتوفير المساعدات الانسانية وعودة المهجرين السوريين ومكافحة التطرف.

المجلس العسكري

في المقابل، رفضت قيادة المجلس العسكري، المندرج تحت اسم مجلس "الثلاثين"، قرار الإقالة والحل الصادر بحقه من قبل رئيس الائتلاف، معتبراً أنه غير شرعي ولا يندرج ضمن صلاحيات خوجة، وتجاوز صارخ لقانون العمل بالائتلاف ويقتضي إحالته للمحاسبة.

وقال المجلس، في بيان نشره أمس الأول، "لا يحق لرئيس الائتلاف حل مجلس القيادة العسكرية العليا كونها ليست من صلاحياته، وان مجلس القيادة شخصية اعتبارية عسكرية، تم انتخابها أصولا في مؤتمر انطاليا في 06-12-2012"، مضيفاً: "إننا نستند إلى قرار رئيس المكتب القانوني، الصادر بتاريخ سابق في العام الماضي عند رد قرار رئيس الائتلاف السابق بحل مجلس القيادة العسكرية العليا، حيث أكد في قراره انه لا يحق لرئيس الائتلاف حل المجلس".

(دمشق، واشنطن، إسطنبول- أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا)

سيلفي يدمر وحدة «داعشية»

تسببت صورة سيلفي التقطها أحد عناصر تنظيم الدولة (داعش)، ممن يهوون التقاط الصور السيلفي ونشرها على الإنترنت، في تدمير مقر وحدته في سورية.

ونقلت تقارير عن الجنرال في سلاح الجو الأميركي هوك كارليس بأن اختصاصيي استخبارات فلوريدا تمكنوا من تحديد موقع عنصر "داعش" بدقة في سورية، ليتم قصفه بعد نحو 20 ساعة من نشرها على الإنترنت.

وأوضح كارليس أن عناصر سلاح الجو يتفحصون مواقع التواصل الاجتماعي وشاهدوا بعض "المهووسين" يقفون في ذلك المقر، مبيناً أنه في بعض مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات المفتوحة التي تنشر فيها صور تبين مقار لقيادة وسيطرة "داعش"، وهذه تم اكتشافها بعد نشرها مباشرة.

وبعد قليل من البحث، وبعد أقل من 22 ساعة دمرت 3 صواريخ ذات الطابع الهجومي المباشر المشترك JDAM ذلك المقر بأكمله. ووصف العمل بأنه مذهل، وأن ما قام به رجاله مذهل أيضاً.

ورفض متحدث باسم سلاج الجو الأميركي الإفصاح عن مزيد من التفاصيل بشأن اليوم الذي نفذت فيه الضربة أو موقع الهجوم.