ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي الخامس عشر، قدمت فرقة المسرح الشعبي مسرحية «ماوراء» على خشبة مسرح الدّسمة، وسط حضور لافت من المسرحيين والنقاد، تأليف أحمد العوضي، وإخراج خالد أمين، بطولة عدد من العناصر الشابة.
استحضر المؤلّف بعض شخوص مسرحية «عُطيل» وخصوصا «ديدمونه» و»عُطيل» و»ياغو»، وجعل الصراع يدور حول الخيانة والغدر والمؤامرة التي قام بها «كاسيو» لإيهام «عُطيل» بأن زوجته خانته مع صديقه «ياغو» من خلال المنديل، وعندما يهمُّ «عُطيل» بقتل زوجته الخائنة يتدخل «موريم» لمنعه.والعمل عبارة عن محاكاة لواقعنا المعاصر، خصوصا في ظل سيطرة الدكتاتورية التي تحدِّد مسار الشعوب، بحيث قام المؤلِّف بتحوير أدوار الشخصيات الرئيسيّة، من خلال شخصية أخرى تتولى تحديد مسار كل عنصر، وتتدخل في اللَّحظة التي تريدها، وتحدد نهاية كل شخصية.تحدَّث مؤلف العمل أحمد العوضي خلال الندوة التطبيقيَّة التي تلت العرض، عن فكرة النَّص التي استوحاها خلال دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية، وأنه أسقطّ أحداث العمل لتكون محاكاة للواقع العربي الرَّاهن، من خلال تحريك شخصيات، وكل إسم له دلالة مستوحاة من إسم الشخصية الحقيقي.ووسط التوجُّه العالمي إلى الاقتباس، لم ير العوضي أي مانع من ذلك الاقتباس، إذا استوحى الكاتب النصَّ المُقتبس لخدمة عمله المسرحي، بإحداث بعض التغييرات على النَّص الأساسي.قضية البرمجةأما مخرج العمل الفنان خالد أمين، فرأى أن «ما وراء»، يتحدث عن البرمجة، وتحديداً لما يحدث في العالم الآن، موضحا أن هذه القضية، أصبحت هاجس الكثيرين، «وتمنيتُ أن أتحدث عن قضية البرمجة منذ وقت طويل، وأتمنى أن أكون قد وفِّقت في اختيار النَّص وتقديم هذا العمل».رؤية مغايرةوفي حين أشاد النَّاقد عادل البطوسي بالعرض، تساءل عن الإبهار البرمجيّ، وما إذا قدَّم خدمة للنَّص أم لا ؟، في وقت رأت الناقدة العمانية عزَّة القصابي، العرض كاسراً للمألوف، وأنه عبارة عن عرض تجريدي، حاول المخرج خلاله كسر القواعد المسرحية وتقديم رؤيته المختلفة.وقالت القصابي إن هذا التنوع يُضاف إلى قائمة العروض المقدَّمة من خلال المهرجان، وقدَّم لنا عرض «ماوراء» اقتباساً عن نصٍّ عالمي نعرفه جميعاً، وقد غامَرَ المؤلِّف في تقديم نصّ على نصّ آخر، «لكن شاهدنا تجارب تأخذ من النصوص العالميّة، ويتمّ تأليف نصوص معاصرة برؤية معيَّنة، تلقى الكثير من النجاح».هوية مفقودةإلا أن عبدالكريم بوشراكي - مؤلف من الجزائر- لم ير في العرض نصّاً كويتياً ولا شكسبيريّا، قائلا إن المؤلِّف، لم يستوعب قيمة المنديل الذي تتحدث عنه مسرحية «عُطيل» كما أن العرض بعيدٌ جداً عن موضوع التحكُّم عن بعد، لكنه في الوقت نفسه أشاد بدور الفنان علي الحسيني، الذي لعب دور البطولة في العمل.يذكر أن المسرحية من تأليف أحمد العوضي وإخراج خالد أمين ومشاركة كلِّ من الفنانة حنان مهدي والفنان علي الحسيني والفنانة غدير سبتي، والفنان أحمد العوضي، أزياء ابتسام الحمادي، إضاءة يوسف الحشاش، مكياج عبدالعزيز الجريب، ديكور هبة الكندري، موسيقى ومؤثرات صوتية عبدالعزيز الصايغ، مساعد المخرج نوف الأحمد وضاري عبدالرضا.
توابل - مسك و عنبر
«ما وراء» تثير إشكاليَّة تأليف النُّصوص وإعدادها
18-12-2014