ماشيين على البركة
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
قرار مد إجازة العيد، كما حدث في عطلة "الفطر" الماضية، قد لا يعني الكثير في الإضافة أو الانتقاص من رصيد الإنجازات الحكومية "مادياً"، لكنه يخبرنا عن فكر ومنهج إدارة الدولة، وقدرات هذه الإدارة لمواجهة القادم. مد إجازة العيد أو عدم مدها، لا يعني أمراً كبيراً في دولة هي في إجازة ممتدة حكماً طوال العام، فمادامت "السياسة والاقتصاد في إجازة"، كما كتب في تسعينيات القرن الماضي كاتب في "فورن افيرز" واصفاً حال الدول الخليجية في ذلك الوقت، فلن يعني مد إجازة العيد إلى تسعة أيام أو تسعة أشهر قضية كبرى عند غير المكترثين وغير القلقين على مستقبل الوطن، وكأن أحوال دولنا لم تتغير في الـ20 سنة الماضية، بل ظلت على جمودها وخمولها الريعي، وظلت سياسة الدينار في الداخل- على وزن دبلوماسية الدينار في العلاقات الخارجية- هي المتحكمة في الفكر الحكومي.فما الاختلاف في أن تهب السلطة المال للمواطنين بمناسبة وبدون مناسبة مقابل تناسي عقود وهبات الفساد، أو تهبهم إجازات دون حساب، فطائرة الترضيات وصفقات شراء الود والصمت واللامبالاة تمضي في سماء حالكة السواد من دون ومضة نور، أو بصيص ضوء يرينا كيف تنتهي رحلة المجهول، فالركاب لاهون باللعب والهدايا التي قدمها لهم طاقم الطائرة. في مثل ظرفنا هذا، والتحديات "الوجودية" تحوم فوقنا، وأشدد على كلمة وجودية، بمعنى أنها تهدد وجود الدولة كلها، يمكن أن نقرأ المستقبل القريب بكل سوداوية، ويأس لو ظل هذا الفكر متسيّداً في إدارة الدولة، فهو لم يصلح في أيام الرخاء الماضية، ولا يصلح الآن في بداية وقت الضيق، ولن يصلح غداً حين نصير في بؤرة العاصفة.