استُقبل المفاوضون الإيرانيون أمس بحفاوة الأبطال لدى عودتهم إلى طهران، غداة الاعلان عن التوصل إلى اتفاق إطار حول برنامج إيران النووي مع القوى العظمى، وهو اتفاق لقي ترحيبا دوليا مقابل التنديد الاسرائيلي.

Ad

وبالرغم من الإشادة الدولية باتفاق الإطار، الذي يفتح الطريق أمام حل نهائي لأزمة امتدت سنوات مع إيران، وصفته اسرائيل بالسيئ، مطالبة بآخر افضل يضمن اعتراف ايران بحق اسرائيل بالوجود.

وفي خطاب متلفز، قال الرئيس الايراني حسن روحاني إنه "اذا احترم الطرف الآخر وعوده، سنحترم وعودنا من اجل التوصل الى اتفاق متوازن"، معتبراً أن الاتفاق النووي سيفتح صفحة جديدة لايران والعالم.

أما على الجانب الاسرائيلي، وصف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمس الاتفاق بالسيئ. ولكنه أشار إلى أن الحل لا يقع بين خيارين هما الاتفاق السيئ أو الحرب، بل هناك خيار ثالث وهو الوقوف بصرامة وزيادة الضغط على إيران حتى التوصل إلى اتفاق جيد. وتابع في بيان أن اسرائيل تطلب أن يتضمن أي اتفاق نهائي مع إيران اعترافا إيرانيا واضحا وغير مبهم بحق اسرائيل في الوجود.

وأضاف نتانياهو أن "الحكومة موحدة في رفضها القاطع للاتفاق المقترح"، مضيفا أن هذا الاتفاق يشكل خطرا كبيرا على المنطقة والعالم، ومن الممكن أن يهدد بقاء دولة اسرائيل.

وينص الاتفاق على رفع العقوبات الأميركية والأوروبية فور تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية على احترام ايران تعهداتها على أن يعاد فرضها اذا لم يطبق الاتفاق. أما العقوبات المفروضة بموجب قرارات من مجلس الأمن الدولي، فترفع ما ان تحترم إيران كل النقاط الأساسية في الاتفاق.

وفي إطار ردود الفعل الدولية، كان الرئيس الأميركي باراك  أوباما أول زعيم يعلق دقائق على الاتفاق، وقال: "أنا على ثقة بأنه إذا أدى هذا الاتفاق الاطار الى اتفاق شامل ونهائي فان بلادنا وحلفاءها والعالم سيكونون في أمان أكبر" مضيفا أن إيران ستخضع للتفتيش أكثر من أي دولة أخرى في العالم، لكنه حذر من أنه اذا تحايلت إيران سيعلم العالم.

وبينما رحبت سلطنة عمان أمس باتفاق إطار توصلت إليه إيران مع القوى العالمية بعد أن كانت قد ساعدت في استضافة بعض الجهود الدبلوماسية التي أدت إليه، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه "اتفاق مرحلي يتضمن تقدما ايجابيا لا يمكن انكاره لكن لايزال هناك عمل لا بد من انجازه". وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن الاتفاق يتخطى ما كان كثيرون يعتقدونه ممكنا قبل 18 شهرا".  

واعلنت وزارة الخارجية الروسية ان هذا الاتفاق "يستند إلى المبدأ الذي عبر عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو حق ايران غير المشروط في برنامج نووي مدني". كما ابدت موسكو استعدادها لتزويد ايران بالوقود الجديد للمفاعلات التي بنتها موسكو في ايران، مشيرة الى انه "مازال ينبغي توضيح نقاط كثيرة".

وفي حين اعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في بيان ان "العالم لم يكن يوما اقرب الى اتفاق يمنع ايران من حيازة السلاح النووي"، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه "ليس هناك ادنى شك أن الاتفاق حول النووي الإيراني سيكون له تأثير إيجابي على الوضع الأمني العام في الشرق الأوسط".

اما وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير فاعتبر أنه "من المبكر جدا الاحتفال بالاتفاق". واضاف أن كل مفاوض يعلم أنه ليس هناك أي ضمانة لنجاح المفاوضات.

واشاد وزير الحكومة البريطاني دايفيد كاميرون "باتفاق صلب يقطع كافة الطرق امام حيازة القنبلة النووية".

(طهران، لوزان- أ ف ب، رويترز)