«قمة شرم الشيخ» تقر «القوة المشتركة» وتدعم «عاصفة الحزم»

نشر في 30-03-2015 | 00:01
آخر تحديث 30-03-2015 | 00:01
• البيان الختامي يؤكد أن العمليات في اليمن لن تتوقف قبل تسليم الحوثيين سلاحهم والانسحاب من صنعاء
• القادة العرب يدعون إلى تجديد الخطاب الديني والتنسيق العسكري والقضائي لمكافحة الإرهاب
اختتمت أمس القمة العربية الـ 26 والتي انعقدت في شرم الشيخ، وخرجت بقرارات مهمة، أبرزها اقرار القادة تشكيل قوة عسكرية مشتركة، ودعم عملية «عاصفة الحزم» العسكرية في اليمن بالاضافة إلى الدعوة لتجديد الخطاب الديني في العالم العربي والإسلامي.   

اختتمت الدورة الـ 26 للقمة العربية في مدينة شرم الشيخ المصرية أمس، وخرجت بقرارات مهمة أبرزها دعم عملية "عاصفة الحزم" العسكرية العربية في اليمن، وإقرار إنشاء القوة العربية المشتركة، بالإضافة إلى تجديد الخطاب الديني.

«القوة المشتركة»

وأقرّ القادة العرب مبدأ إنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات وصيانة الأمن القومي العربي، مع استمرار الضربة العسكرية "عاصفة الحزم" في اليمن، إلى حين انسحاب المقاتلين الحوثيين، وتسليم أسلحتهم.

وفي تطور تاريخي على صعيد العمل المشترك، وافق القادة العرب على اقتراح بإنشاء قوة عربية مشتركة، لمواجهة التحديات وصيانة الأمن القومي العربي، وذلك في ختام القمة العربية أمس، التي استضافتها مدينة "شرم الشيخ" المصرية على مدار يومين، ودعا البيان الختامي إلى استمرار العمليات العسكرية في اليمن ضد المقاتلين الحوثيين، إلى حين تسليم أسلحتهم.

وأكد الإعلان - الذي تلاه الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي - التضامن العربي قولاً وعملاً في التعامل مع التطورات الراهنة، التي تمر بها المنطقة. وقال: "اتخاذ اللازم نحو تنسيق الجهود والخطط لإنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات الماثلة أمامنا، ولصيانة الأمن القومي العربي، والدفاع عن أمننا ومستقبلنا المشترك، وفقاً لميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك والشرعية الدولية".

وفصل القرار طبيعة عمل القوة قائلاً :"تضطلع بمهام التدخل العسكري السريع وما تكلف به من مهام أخرى لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء وسيادتها الوطنية وتشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي".

وبدا التوافق العربي بشأن تأسيس القوة قوياً، حيث تحفّظ العراق فقط على القرار، ووافقت الجزائر عليه بعدما طلبت تعديلات، في حين قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن "اتصالات بدأت لإنشاء القوة العربية المشتركة والانضمام إليها (اختياري) على أن يعقد أول لقاء بين رؤساء أركان الجيوش العربية خلال شهر".

وأفاد القرار المتعلق بالقوة المشتركة وفقاً للنص بأن لجنة من أرفع المسؤولين في كل الدول الأعضاء تحت إشراف رؤساء الأركان أمامها مهلة شهر لتقديم توصيات حول تشكيل القوة وأهدافها وآلياتها وموازنتها. ومن ثم، يجب أن تنال التوصيات موافقة وزراء الدفاع ضمن مهلة زمنية لا تتجاوز أربعة أشهر.

«عاصفة الحزم»

وأعرب القادة العرب عن تأييدهم للإجراءات العسكرية التي يقوم بها التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن بناء على دعوة من الرئيس عبدربه منصور هادي. وذكر القادة العرب في قرارهم بشأن اليمن "أن تلك الإجراءات تأتي استناداً إلى معاهدة الدفاع العربي المشترك وميثاق جامعة الدول العربية والمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وانطلاقاً من مسؤولياته في حفظ سلامة الأوطان العربية ووحدتها الوطنية وحفظ سيادتها واستقلالها".

وعبر القادة العرب عن "الأمل في أن تؤدي هذه الإجراءات العسكرية الاضطرارية إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن بقيادة شرعيتها الدستورية والتصدي لكل محاولات (جماعة الحوثي) وبدعم من أطراف خارجية".

وأشار القادة الى أن هذه الأطراف ترمي "إلى تهديد أمن اليمن والمنطقة والأمن القومي العربي وتهديد السلم والأمن الدوليين وذلك عبر مصادرة الإرادة اليمنية وإثارة الفتن فيه وتفكيك نسيجه الاجتماعي ووحدته الوطنية".

وطالب القادة (جماعة الحوثيين) "بالانسحاب الفوري من العاصمة صنعاء والمدن الأخرى والمؤسسات والمصالح الحكومية وإعادة تطبيع الوضع الأمني في العاصمة والمحافظات الأخرى وإعادة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة إلى السلطات الشرعية الدستورية".

وأكدوا "أهمية الالتزام الكامل بالحفاظ على وحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية والوقوف إلى جانب الشعب اليمني، في ما يتطلع إليه من حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية وتمكينه من تحقيق التنمية الشاملة التي يسعى إليها".

كما أكدوا "أهمية الاستجابة العاجلة لدعوة الرئيس اليمني إلى عقد مؤتمر في المملكة العربية السعودية تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية تشارك فيه كل الأطراف السياسية اليمنية الحريصة على أمن اليمن واستقراره لإجراء حوار سياسي والترحيب بإعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود باستضافة هذا المؤتمر في مدينة الرياض".

ورحب القادة العرب في هذا الإطار "بالبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن بتاريخ 22 مارس 2015 الذي تضمن إلزام جماعة الحوثيين وحلفاءهم بوقف اعتداءاتهم المتواصلة على كل المحافظات اليمنية وخاصة تعز وعدن".

كما رحبوا "بالاستجابة لطلب رئيس الجمهورية اليمنية لحماية الشرعية الدستورية والحفاظ على تنفيذ المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن الداعمة لها علاوة على فرض عقوبات مشددة ضمن الفصل السابع على جميع من يخرق قرارات مجلس الأمن ويقدم المساعدة لميليشيات الحوثيين".

وأكد القرار "وقوف كافة الدول الأعضاء بالجامعة العربية إلى جانب اليمن قيادة وشعباً في حربه المستمرة والمفتوحة ضد الإرهاب وأعمال القرصنة".

كما أكدوا "أهمية وضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لمعالجة الوضع الإنساني الصعب والخطير الذى يواجهه اليمن في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية التي ازادت حدتها ومخاطرها مع ارتفاع أعداد من هم بأمس الحاجة إلى مساعدات إنسانية فورية وعاجلة لأكثر من 16 مليون شخص يعانون نقصاً حاداً وخطيراً في الغذاء والرعاية الطبية".

ودعا القادة العرب "الدول الأعضاء بالجامعة العربية والمجتمع الدولي إلى توفير الدعم اللازم في الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية لتمكين الجمهورية اليمنية من مواجهة التحديات وتلبية احتياجاتها التنموية بشكل عاجل لضمان استقرار الأوضاع والترتيبات المتعلقة بإنجاز المرحلة الانتقالية".

العراق

وأكد العراق موقفه فيما يخص فقرتين متعلقتين "بالترحيب والتأييد الكاملين للإجراءات العسكرية التي يقوم بها التحالف في اليمن والتعبير عن الأمل في أن تؤدي هذه الإجراءات العسكرية الاضطرارية إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوعه" برفضه التدخل العسكري من أي دولة في شؤون أي دولة أخرى ودعا إلى اعتماد سبل الحوار والتفاهم لغرض الحل.

الإرهاب

ودعا العرب المجتمع الدولي إلى دعم الجهود العربية في مكافحة الإرهاب واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتجفيف منابع تمويله للحيلولة دون توفير الملاذ الآمن للعناصر الإرهابية، والعمل على تنسيق الجهود الدولية والعربية في هذا المجال من خلال تبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية والتعاون القضائي والتنسيق العسكري.

وشددوا على حتمية الشمولية في الرؤية الدولية في التعامل مع الإرهاب دون انتقائية، مع الرفض الكامل لأي ربط يتم لتلك الجماعات أو ممارساتها بالدين الإسلامي الحنيف، ودعت الدول العربية كل المؤسسات الدينية الرسمية في عالمنا العربي إلى تكثيف الجهود والتعاون فيما بينها للتصدي للأفكار الظلامية.

ليبيا

وأكدت القمة ضرورة الالتزام باحترام وحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية والحفاظ على استقلالها السياسي والالتزام بالحوار الشامل بين القوى السياسية التي تنبذ العنف والتطرف ودعم العملية السياسية تحت رعاية مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا.

وطالبت بتقديم الدعم الكامل بما فيه الدعم السياسي والمادي للحكومة الشرعية في اشارة الى الحكومة التي يراسها عبدالله الثني وتوفير المساعدات اللازمة لها لصون وحماية سيادة ليبيا بما في ذلك دعم الجيش الوطني حتى يستطيع مواصلة مهمته الرامية للقضاء على الإرهاب وبسط الأمن. كما طالب القادة العرب مجلس الأمن بسرعة رفع الحظر عن واردات السلاح إلى الحكومة الليبية.

فلسطين وجزر الإمارات

وجدد قادة العرب في بيانهم الختامي التأكيد على محورية القضية الفلسطينية، كونها قضية كل عربي، واستمرار الدعم حتى يحصل الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة والثابتة في كل مقررات الشرعية الدولية وفقاً لمبادرة السلام العربية، مع الدعوة إلى ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل.

ودعا البيان الختامي إلى توفير شبكة أمان مالية بمبلغ مئة مليون دولار لدولة فلسطين.

وجددت القمة العربية التأكيد "المطلق" على سيادة دولة الامارات العربية المتحدة "الكاملة" على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى المحتلة من قبل إيران.

تاريخ التحالفات العربية العسكرية

رأى مراقبون أن التحالف العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية لإعادة الشرعية إلى اليمن يمكن أن يمثل نواة تشكيل جيش عربي موحد. واعتبر المراقبون أن التحالف الذي يضم ثماني دول عربية، إضافة إلى السعودية، سيكون أهم نموذج لتحالف عربي مشترك منذ حرب أكتوبر عام 1973 إذا تم تفعيله ميدانياً.

وتمثل حرب فلسطين عام 1948، بداية التحالفات العربية العسكرية خلال العقود السبعة الأخيرة على الرغم من الهزيمة التي مني بها في مواجهة القوات الإسرائيلية والعصابات الصهيونية، والتي تبعتها عدة تحالفات مهمة، وكانت حرب 6 أكتوبر 1973 المحطة الثانية، حيث شهدت تحالف الجيشين المصري والسوري، ثم جاءت المحطة الثالثة من خلال الحرب التى شنتها قوات التحالف الدولي المكونة من 34 دولة من بينها دول عربية، انضوت لأول مرة في تاريخها تحت قيادة الولايات المتحدة ضد العراق وأطلق عليها اسم "عملية عاصفة الصحراء"، والتحالف الأخير لمواجهة الحوثيين في اليمن الذي أطلق علية اسم "عاصفة الحزم".

back to top