كيف تقيّم ردود الفعل على فيلم «فيتامين»؟

Ad

حضره في ثلاثة أسابيع 104309 مشاهداً، وهو رقم مفاجئ بصراحة، إذ لم أتوقع أن يحقق هذا المستوى من الإعجاب، رغم أن حملته الإعلانية أقلّ من حملة فيلم Bébé. ببساطة هو فيلم جميل.

هل هو امتداد لنجاح Bébé؟

لا شكّ في أننا بنينا ثقة من خلال فيلم Bébé، خصوصاً أن فريق العمل الأساسي هو نفسه، أي المنتج والمخرج والكاتب، ثم برهن ارتفاع نسبة المشاهدين بين أسبوع وآخر، أن من شاهد الفيلم روّج له. فضلاً عن أن توقيت عرضه كان مناسباً، إذ تزامن مع عطلة أعياد آخر السنة، وبعد انتهاء فترة التسوّق للعيد. إلى ذلك يتعطشّ الناس لمشاهدة فيلم لبناني ترفيهي.

أليس لماغي بو غصن دور في تحقيق هذه النسبة المرتفعة باعتبارها وجهاً محبوباً؟

طبعاً، خصوصاً أنها حققت جماهيرية بفضل فيلم Bébé.

كون كلود صليبا، كاتبة الفيلم، زوجتك، فهل يمنحك ذلك صلاحية أكبر في تعديل النص؟

أتصرّف وفق صلاحية المخرج، أي أننا نقوم بقراءة مشتركة للنص قبل الانتقال إلى مرحلة التصوير، ففي أثناء تنقّله من مسوّدة إلى أخرى يحتاج السيناريست إلى نظرة شخص آخر، لأن ثمة أموراً لا ينتبه لها. إنما بحكم قرابتنا يحصل التعديل مباشرة وتلقائياً من دون تعقيدات قبل بلوغ مرحلة التصوير.

بعد نجاحكم معاً كمنتج ومخرج وكاتب في فيلمين سينمائيين، هل ثمة خطّة عمل مشتركة مستقبلية؟

وضعنا خطّة عمل لتقديم فيلم سينمائي سنوياً، وفق تركيبة معيّنة أثبتت نجاحها في العملين.

ما سرّ هذه التركيبة؟

لدينا شغف مشترك وإرادة في تقديم سينما لبنانية.

هل هي عملية تجارب؟

أبداً، إذا كانت التجربة تحقق 100 ألف مشاهد، فكم يحقق الفيلم الحقيقي، إذاً؟ أدعو من يصف هذه الأعمال بتجارب سينمائية، أن يعيد النظر في رأيه هذا.

كيف تمت عمليّة اختيار الممثلين؟

بالتعاون بيني وبين المنتج، ولم يفرض أي منّا رأيه على الآخر، لأن ثمة محبة وثقة متبادلة، فجمعنا بين وجوه فنية وتسويقية، بشكل يكون فيه كل عنصر من عناصر الفيلم وجهاً فنياً وتسويقياً في آن، كذلك قدّمنا وجهاً جديداً هو فرح بيطار. حين اختار جمال سنان كارلوس عازار إلى جانب ماغي بو غصن، أثنيت على ذلك لأنه فنّان موهوب ولا يحتاج إلى شهادة من أحد.

هل شكّلت شكران مرتجى جواز مرور نظراً إلى جمهورها العربي؟

تم اختيارها لأنها ممثلة كوميدية، فضلا عن استقطابها جمهوراً عربياً واسعاً. مع الإشارة إلى أن دورها جاء منطقياً في سياق الأحداث.

ما الصعوبات التي واجهت التصوير؟

تتعلّق بتقلّب الطقس بين منطقة وأخرى، فضلا عن أن الفيلم مغامرة وبالتالي 80% من مشاهده خارجية. لكننا أظهرنا طبيعة لبنان الجميلة عبر التصوير في 12 قرية جنوبية لا يعرفها الناس، فضلا عن التصوير في دوما الشمالية.

لكننا اعتدنا مشاهد القصور والفخامة في السينما.

صحيح، إنما أردنا إظهار مشاهد من طبيعة لبنان وسكّان القرى التي لم يعتد الجمهور رؤيتها في الأعمال التي ترتكز، في غالبيتها، على المشاهد الداخلية والفخامة، وكأن اللبنانيين جميعهم أغنياء. من المهم، في أي عمل سينمائي، أن يشعر المشاهد بقرب الممثل منه فيتفاعل مع الشخصيات ويتماثل بها.

واقع وتسويق

بدا واضحاً السخاء الإنتاجي على صعيدي الموسيقى التصويرية وتقنيات التصوير فضلا عن التعاون مع الفنان مروان خوري.

صُرفت الأموال في مكانها المناسب لخدمة الفيلم، الذي بلغت موازنته ثلاثة أضعاف كلفة فيلم Bébé. تقوم السينما على التفاصيل التي تكوّن، مجتمعة، العمل الفنّي، وتمنحه الحياة وتجعله واقعياً أكثر.

لكنّ أحداث الفيلم بعيدة من الواقع.

مع أن أحداثه لا يمكن أن تحصل في الحياة والواقع، إنما يشعر المشاهد بأنه معني في القصة عندما يكون بناؤها صحيحاً.

الفيلم هو كوميديا رومنسية، فما انعكاس هذا النوع من الأعمال على التسويق؟

 

لو لم يكن فيلماً كوميدياً لما حقق نسبة مشاهدة مرتفعة، لأن الناس يحتاجون إلى جرعة من الضحك والتسلية في ظل الأوضاع السيئة في البلاد. إنما يضمّ مشاهد مؤثرة أيضاً.

لا بد من جرعة استراحة في الفيلم الكوميدي، مثلما يضمّ العمل الدرامي نهفات خفيفة.

هل توجه الكوميديا الرسائل بطريقة أسهل إلى الجمهور؟

طبعاً، لأنه يتقبّلها ضاحكاً بدل أن تكون مشاهد وعظ.

برأيك هل تميل السينما إلى الكوميديا فيما يتحمّل التلفزيون الأعمال التراجيدية أكثر؟

نعم لسبب بسيط، هو أن المجتمع راهناً يعاني كآبة عامة، وبالتالي مستعدّ لدفع ثمن بطاقة السينما للترفيه عن نفسه بدل متابعة فيلم تراجيدي، بينما الدراما تدخل المنازل مجاناً من خلال التلفزيون.

ما سبب التعاون مع الفنان مروان خوري؟

اختاره المنتج جمال سنان لفنّه الجميل وجمهوره الواسع.

عرضتم Bébé في صالات الأردن ودبي، وتعرضون {فيتامين} قريباً في الأردن، فهل يكفي ذلك لخرق السوق العربية؟

 

لا، لأن ذلك يحتاج إلى توافر أعمال سينمائية لبنانية بكثرة.

لكن الجمهور العربي لن يتماثل مع شخصيات الفيلم التي تجسّد أبناء القرى اللبنانية.

بالتأكيد، إنما هو يشاهد أفلام هوليوود، أيضاً، التي لا تشبهه ولا تشبه مجتمعه، لذا لا مشكلة لديه في مشاهدة «فيتامين» الذي لا يشبه مجتمعه، إنما سيتعاطف حتماً مع شخصياته.

انتقد البعض لهجة ماغي بوغصن المطعمّة بلهجتي القرية والمدينة، ما تعليقك؟

تطعيم لهجة ماغي بو غصن مبرر في الفيلم ومدروس، فهي عاشت فترة في المدينة وتخصصت في الهندسة الزراعية، لذا تتغيّر لهجتها وفق الشخص الذي تتحدث إليه، ووفق حالتها العصبية. أما الشخصية التي تجسدها مي سحّاب فتتحدث اللهجة البعلبكية الصرف لأنها عاشت حياتها في الجرد ولم تحتك بالساحل، بينما الشخصية التي تجسدها فرح بيطار تعيش في المدينة وتقضي فصل الصيف في القرية، بالتالي لا تتحدث اللهجة القروية، أما أهالي القرية فيتحدثون لهجة قريتهم، لذا أدعو من ينتقد إلى متابعة تفاصيل الفيلم لملاحظة هذه الأمور. فمن يصنع فيلماً سينمائياً بهذه المواصفات لا يمكن أن يكون غبياً أو ساهياً عن هذه التفاصيل. فضلا عن أنه لا يمكن تقديم اللهجة البعلبكية القاسية لأن فهمها صعب.

كيف تعاملت الرقابة مع الفيلم؟

بطريقة عادية، لأننا عرضنا كيفية تلف القوى الأمنية الشرعية للممنوعات، لذا لم تحذف أي مشهد من الفيلم، كوننا كنا حريصين ومنتبهين لهذه التفاصيل.

يدخل المنتج جمال سنان مجال الإنتاج الدرامي، فهل من مشروع مشترك في هذا الإطار؟

كل شيء وارد، لكنني في فترة استراحة بعد الانتهاء من تصوير الفيلم وتوليفه. وهو يستعدّ لبدء تصوير مسلسله الجديد. الأكيد أن ثمة أفلاماً سينمائية مستقبلية وتعاوناً مستمراً لأننا متفقان على الهدف نفسه ونتبادل المحبة والثقة والاحترام.

هل من مسلسل رمضاني مرتقب؟

تلقيت مشروعين سنبتّ فيهما قريباً لذا لا يمكن الحديث عن تفاصيل.

تعرّض مسلسل «عشرة عبيد صغار» (عرض في رمضان الماضي) لانتقادات، فهل أنت في وارد إخراج مسلسل من هذا النوع مجدداً؟

طبعاً، شرط توافر نصّ جيّد بإيقاع سريع.

الأعمال العربية المشتركة رائجة تلفزيونياً، فهل تنجح سينمائياً أيضاً؟

أبداً، لأن تركيبتها غير مقنعة تلفزيونياً، فكيف يتشجع الجمهور لدفع ثمن بطاقة سينما لمشاهدة فيلم مماثل. يجب أن تأتي الشخصيات العربية في مكانها المناسب في النص، لكن ما يحصل راهناً هو أن غالبية المنتجين يخرّبون النصّ لتقديم خليط عربي.

كيف تفسّر الحركة السينمائية الناشطة رغم عدم الاستقرار الاقتصادي؟

يحتاج الجمهور اللبناني إلى الترفيه عن نفسه، وهو أساساً يحب الحياة، ورغم شعوره بالإحباط، يعيش اللحظة التي تتوافر له بفرح قبل العودة إلى يأسه.

نلاحظ ميلك إلى السينما أكثر من التلفزيون، لماذا؟

لأنني أحب الاهتمام بالتفاصيل والتدقيق في التقنيات والتصوير، وهذا الأمر ليس مربحاً في التلفزيون، بينما يصبّ في صلب تكوين الفيلم السينمائي، إنما تكمن المشكلة في أن السينما لم تتحول إلى صناعة بعد، ففي 2013 عُرضت تسعة أفلام سينمائية لبنانية نتمنى لو يتكرر هذا الأمر سنوياً.