لا يزال الجدل يتصاعد في إيران بعد تعرض نساء لهجمات بالأسيد من قبل متشددين في مدينة اصفهان، بسبب "عدم احترامهن الحجاب"، ما دفع السلطات الإيرانية الى بذل جهود غير عادية لاحتواء الغضب الشعبي الذي عبر عنه الالاف على وسائل التواصل الاجتماعية، كما خرج الى العلن من خلال تظاهرات شهدتها مدينتا اصفهان وطهران والعديد من الجامعات.

Ad

وقال الرئيس الايراني حسن روحاني، خلال اجتماع لمجلس الوزراء، إن "الناس يجب الا تكون لديهم اي شكوك بأن الحكومة تفعل ما بوسعها لتوقيف المسؤولين عن هذه الجرائم، وتسليمهم الى القضاء"، مؤكداً أن "اقسى عقوبة تنتظر مرتكبي هذه الجرائم".

وعبر الرجل الثاني في السلطة القضائية غلام حسين محسني ايجائي المكلف هذا الملف عن الرأي نفسه. وقال إنه "عمل لا انساني وغير قانوني وغير مشروع ومخالف للاسلام"، وأضاف، خلال زيارة الى اصفهان، أن "على الجميع تقديم المساعدة لوقف المسؤول او المسؤولين الذين سيواجهون اقسى عقوبة".

واتهم إيجائي عناصر من ميليشيات "الباسيج" شبه الحكومية ومن حزب "أنصار حزب الله" الأصولي المتشدد بالتورط في الهجمات، كما اتهم الشرطة بالتقاعس عن حماية المواطنين الإيرانيين وبغض الطرف عن المرتكبين. وتزامنت هذه الهجمات مع تصاعد الجدل بشأن مشروع قانون "حماية الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر" (الشرطة الدينية) الذي سيمنح الشرطة الدينية تفويضاَ بالتدخل أكثر في شؤون اللباس أو الأمور الحياتية التي تخالف "الشريعة".

ورفض رئيس السلطة القضائية الإيراني آملي لاريجاني ربط جرائم الحرق بالأسيد بقانون حماية الشرطة الدينية، واتهم "الغربيين والمناوئين للثورة" بإقامة هذا الربط بين الموضوعين، داعياً وسائل الإعلام المحلية إلى "عدم التناغم معهم".

وقال لاريجاني إن "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب عام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مضيفا أن "مجلس الشورى (البرلمان) يبذل جهودا جيدة في هذا المجال، وتوجد لائحة للنقاش العلني في المجلس لوضع قانون لحماية الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر".

من جانبه، قال المدعي العام الإيراني إبراهيم رئيسي، إن "وسائل الإعلام المعادية تنسب هذه الأعمال الإجرامية (الاعتداء بالأسيد) إلى شريحة هي الأكثر سلمية في المجتمع"، في إشارة إلى التيار الديني المتشدد في البلاد.

وكان الرئيس الإيراني وكتلته البرلمانية عرقلا، أكثر من مرة، إقرار "قانون حماية الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر" بدعوى انه متشدد.

وتواصلت التظاهرات أمس على نطاق ضيق وفردي في العديد من المناطق الإيرانية ضد الاعتداءات بالأسيد.