إنه لأمر محزن ومؤسف أن تتكرر هذه الهجمات الإرهابية، وما تخلفه من مآسي عائلات وأيتام وآباء وأزواج وأمهات ثكالى، لكن ما هو مؤسف أكثر هو ردة فعل من يفترض به مراجعة نفسه ونهجه وسياسته حتى لا تتكرر هذه الهجمات والمآسي، فكل ما نلمسه حتى الآن هو حالة نكران وجود حالة تكفيرية مجتمعية عامة مهدت لهكذا هجمات.
من جديد يغزو الإرهاب الخوارجي التكفيري السعودية عبر تفجير مسجد في منطقة القطيف وفي يوم الجمعة؛ ليذهب الانتحاري إلى جهنم وبئس المصير، وليتناول وجبات النار في قعرها، وذلك بعد أشهر قليلة من إطلاق نار على حسينية في الإحساء مخلفاً بذلك أيضا عدداً من الشهداء والجرحى.إنه لأمر محزن ومؤسف أن تتكرر هذه الهجمات الإرهابية، وما تخلفه من مآسي عائلات وأيتام وآباء وأزواج وأمهات ثكالى، لكن ما هو مؤسف أكثر هو ردة فعل من يفترض به مراجعة نفسه ونهجه وسياسته حتى لا تتكرر هذه الهجمات والمآسي، فكل ما نلمسه حتى الآن هو حالة نكران وجود حالة تكفيرية مجتمعية عامة مهدت لهكذا هجمات.فالأمر ليس متعلقاً فقط بمجانين تكفيريين خططوا ونفذوا هذا الفعل الآثم، لكنه متعلق أيضا بمناهج دراسية ومنابر وفتاوى وخطب تكفيرية وصحف تستخدم لغة تحريضية ضد مكون أصيل من الشعب السعودي، إضافة إلى قنوات تكفيرية تحرض على العنف والإرهاب والإقصاء، والكل يعلم من أين تبث هذه القنوات ومن يمولها.وبدلا من أن يواجه المعنيون هذه الحالة ويحاولوا قلعها من جذورها (مع صعوبة هذا الأمر الذي قد يستغرق سنوات طويلة) نجد محاولة التنصل من المسؤولية، والهروب إلى الأمام بإلقاء التهمة على طرف آخر، وكأنها محاولة استغلال الفرصة وقلب الطاولة لمزيد من تشويه الحقائق والشحن الطائفي البغيض! إن الاستمرار في حالة النكران هذه خطير، وقد يؤدي إلى مزيد من شاكلة هذه الهجمات ليس فقط على مناطق ذات صبغة مذهبية معينة فحسب، بل قد يمتد إلى عموم مناطق الإقليم ليختلط الحابل بالنابل، وتعمّ الفوضى في بقية مناطق الإقليم بعدما حلت في سورية والعراق واليمن. إن مواجهة هذه الحالة التكفيرية هي أمر ملح وتتطلب خطوات جريئة وصادقة قبل أن تفوتنا كل الفرص، والسؤال الآن: ماذا أعددنا نحن لمواجهة هذه الحالة، خصوصاً مع إصرار البعض (الذين دخلوا في حسابات خاطئة خلال السنوات الثلاث الماضية منذ إصدار مرسوم الصوت الواحد) في استخدام اللغة الطائفية القذرة لمحاولة استعادة مكانتهم في المجتمع؟!
مقالات
إرهاب الخوارج يغزو القطيف
28-05-2015