"داعش" يقرصن مواقع شركات أميركية صغيرة
رفع السرية عن مراسلات بن لادن حصل عليها الجيش خلال قتله
قالت شبكة "سي إن إن" الأميركية إن شركة "أي فلو" التي تدير موقعا إلكترونيا للتسويق عبر الانترنت من مدينة بيتسبورغ الأميركية، كانت من بين عشرات الشركات الأميركية الصغيرة التي وقعت ضحية موجة قرصنة شنها تنظيم "داعش" خلال الأيام القليلة الماضية، في تطور لم تتضح أبعاده بعد أو الأسباب التي تقف خلفه.المدير التنفيذي للشركة، فيل لابون، الذي صُدم عند اكتشاف ما حل بموقعه الرسمي بعد قرصنة "داعش" له والاستحواذ عليه ووضعه شعاره في صفحته الرئيسية مع رسالة كتب فيها "مقرصن من الدولة الإسلامية... نحن في كل مكان"، قال إنه كان يعتقد أن الأمر مجرد مزحة واكتشف لاحقاً أن القضية جدية وأن الآلاف من الأشخاص في أميركا تعرضوا لموجة القرصنة هذه.واعتبر لابون ان ما يجري "محاولة لترهيب الأميركيين الذين يعتقدون أنهم بمأمن مما تقوم به داعش ولكن التنظيم في الحقيقة يريد أن يقول إن أذرعه تمتد في كل مكان".وحول الأسباب التي قد تدفع "داعش" لتنظيم حملة قرصنة مماثلة، رد لابون بالقول: "لقد قمنا ببعض النشاطات الخيرية في أغسطس الماضي جذبت إلينا الكثير من الاهتمام العالمي، وجمعنا الأموال لأجل دعم دول العالم الثالث وربما اعتبر التنظيم أن هذا الاهتمام يبرر استهدافنا، أو ربما وجد التنظيم أن اختراق موقعنا أسهل بالنسبة إليه من اختراق مواقع أخرى". وعن موقف السلطات الأميركية مما يجري قال لابون: "السلطات لم تقم بالكثير حيال القضية خاصة وأنها تعتبر عملية القرصنة الأخيرة ليست شاملة إذ استهدفت شركات محدودة في كل ولاية ولم يترك القراصنة خلفهم برامج للسيطرة".الى ذلك، كشف وثائق حصل عليها الجيش الأميركي بعد عملية قتل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، في أبوت أباد، مراسلات بين بن لادن وقادة في تنظيمه تطلعه على الأوضاع الراهنة.الوثائق التي رُفعت السرية عنها كأدلة في محاكمة المشتبه به بانتمائه للقاعدة، عبيد نصير، أظهرت عددا من الرسائل بين أسامة بن لادن وقادة في تنظيم القاعدة، حيث كشفت إحدى هذه الرسائل الموجهة في يونيو 2010 تحذيرا لبن لادن وتطلب منه ترك فترات زمنية أطول بين المراسلات واتخاذ احتياطات إضافية خصوصا هذا العام.وأظهرت مراسلات أخرى المعاناة التي يمر بها التنظيم وقادته جراء الضربات الجوية التي تنفذها الطائرات دون طيار، حيث قال أحد القادة في احدى الرسائل الموجهة لبن لادن: "لاتزال الطائرات تحلق في سمائنا في كل يوم تقريبا،" الأمر الذي دفع بن لادن في وقت لاحق لاقتراح نقل التنظيم إلى دول أخرى.بن لادن بدوره بعث برسائل الى قادته يظهر فيها أنه رغم المظهر القوي الذي يتسم به التنظيم فإنه كان يعاني ويواجه صعوبات في تنفيذ عملياته بعد 11 سبتمبر، حيث يقول قيادي في القاعدة في احدى الوثائق: "إن خطط مهاجمة السفارة الأميركية في روسيا فشلت، إلى جانب فشل خطط استهداف عدد من المواقع في بريطانيا".وفي مراسلات أخرى ظهر ازدهار القاعدة في اليمن، والذي يطلق عليه اسم "قاعدة الجهاد في الجزيرة العربية"، وأسلوب الاختطافات والمطالبة بالفدية في مختلف الدول، حيث قال أحد القادة في رسالة الى بن لادن: "أحمل اخبارا جيدة اليوم. الله أكرمنا بمبلغ مالي جيد هذا الشهر... حيث ان السفير الأفغاني الذي كان مأسورا لدينا لعامين تمت فديته بخمسة ملايين دولار".