واصل طيران التحالف العربي في «عاصفة الحزم» تزويد المقاتلين المؤيدين للشرعية في جنوب البلاد بالأسلحة، وترددت أنباء عن نشر قوات خاصة سعودية في عدن مهمتها التنسيق مع المقاتلين الذين يتصدون لمحاولة الحوثيين وعناصر الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح لإسقاط العاصمة المؤقتة للبلاد.

Ad

مع دخول عملية «عاصفة الحزم»، بقيادة السعودية ضد التمرد الحوثي، يومها العاشر أمس، أفاد مصدر سعودي شبكة «سي إن إن» الأميركية بأن قوات سعودية خاصة تتواجد على الأرض في عدن، لتأدية مهام غير قتالية وتنسيق المعارك ضد الحوثيين وعناصر الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح التي تسعى للسيطرة على المدينة التي أعلنت عاصمة مؤقتة للبلاد.

وجاءت تصريحات المصدر بعد نفي السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير وجود قوات سعودية «نظامية»، ملمحا بذلك الى تواجد سعودي غير قتالي.

من جهة أخرى، ارتفعت حصيلة قتلى المواجهات بين ميليشيات جماعة الحوثيين والقوات الموالية لها من جانب ومقاتلي اللجان الشعبية والأهالي في عدن من جانب آخر إلى 185 قتيلا و1282 جريحا غالبيتهم من المدنيين.

وقال مدير عام مكتب الصحة في عدن الخضر لصور إن «حصيلة قتلى جماعة الحوثيين لم تعرف كونهم يقومون بنقل ضحاياهم إلى محافظات الشمال التي يسيطرون عليها»، بينما دعا المنظمات الدولية إلى تقديم المساعدات الطبية لمستشفيات عدن.

تسليح الجنوب

في السياق، واصلت طائرات «عاصفة الحزم» تعزيز مواقع المقاومة الجنوبية بالسلاح، عقب يوم من عملية إسقاط لأسلحة ومواد تموينية بمديرية التواهي بمحافظة عدن. وقال مصدر، لم يتم تسميته، في المقاومة الجنوبية بالبريقة لموقع «عدن الغد» إن «طائرات سعودية ألقت كميات من الأسلحة بالبريقة، حيث تسلمتها المقاومة الجنوبية».

غارات

في غضون ذلك، واصل الطيران الحربي لـ«عاصفة الحزم» استهداف مواقع الحوثيين في عدة مناطق جنوب وشمال اليمن وفي محيط العاصمة صنعاء، واستهدفت القوات البحرية التابعة للتحالف تجمعات الحوثيين في نقطة العريش والعلم والخط الممتد من ساحل أبين إلى منطقة دار سعد قرب المدخل الشمالي لمدينة عدن.

وقتل 10 أشخاص وأصيب العشرات في قصف جوي في وقت متأخر من مساء أمس الأول استهدف معسكر جبل النبي شعيب في مديرية بني مطر، لكن الصاروخ سقط في قرية حجر عكاش شرق صنعاء.

قصف حوثي

وذكرت مصادر أن المسلحين الحوثيين استأنفوا القصف بالدبابات على أحياء سكنية في مدينة الضالع جنوبي البلاد، ما أسفر عن سقوط جرحى في صفوف المدنيين.

وقالت المصادر إن «الاشتباكات مستمرة، مع وصول تعزيزات عسكرية للحوثيين إلى بلدة مجاورة للضالع»، مؤكدة ان «مسلحي الحوثي اقتحموا السجن المركزي وطالبوا السجناء بالقتال في صفوفهم مقابل إخلاء سبيلهم». وأضافت أن «الحوثيين أفرجوا عن 500 سجين من السجن المركزي في مدينة الضالع جنوبي البلاد بعد الاتفاق معهم».

حضرموت

على صعيد آخر، سيطر حلف قبائل حضرموت على مطار الريان ومدينة الشحر قبل الزحف إلى مدينة المكلا التي سيطر عليها عناصر تنظيم القاعدة أمس الأول.

وذكر تحالف القبائل أن «اشتباكات عنيفة دارت بين قبائل حضرموت وميليشيات موالية للرئيس السابق في منطقة الأدواس قرب المكلا، حيث منعت ميليشيات صالح القبائل من التقدم لمحاربة عناصر تنظيم القاعدة، بعدما تمكن مسلحو التنظيم المتطرف من بسط سيطرتهم الكاملة على المنشآت والمراكز الحكومية المدنية والعسكرية والأمنية، ومن بينها مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية الموالية للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي.

وشهدت مدينة المكلا، التي تعد أكبر مدن حضرموت، هدوءا حذرا صباح أمس مع انتشار عناصر «القاعدة» في الشوارع والمقار الحكومية، وسط تخوف من قبل السكان الذين نزح بعضهم إلى قراهم البعيدة عن الاشتباكات.

حرب قذرة

وأكد مسؤولون في السلطة المحلية أن قيادات أمنية وعسكرية موالية لصالح قامت بتسليم المدينة ومنشآت عسكرية، بينها معسكر الحرس الجمهوري ومعسكر القوات الخاصة لعناصر «القاعدة» دون مقاومة، في إطار «حرب قذرة» تستهدف نشر الفوضى في المحافظات الجنوبية.

يشار إلى أن الحرس الجمهوري والقوات الخاصة هما من ميليشيا الرئيس السابق، وهي التي تساند جماعة الحوثية بالقتال في معظم المدن اليمنية التي تشهد مواجهات مسلحة.

أسلحة كيماوية

في سياق آخر، لم يستبعد الناطق باسم «عاصفة الحزم» العميد أحمد العسيري وجود أسلحة كيماوية لدى الرئيس اليمني السابق.وعن مدى إمكانية أن يستخدمها صالح ضد اليمنيين رد العسيري خلال المؤتمر اليومي مساء أمس الأول بأنه «لا شيء مستغربا أو مستبعدا على الرئيس المخلوع، فطالما كان يقوم بأعمال عدائية ضد شعبه»، مضيفا أن قوات «عاصفة الحزم» مستعدة للتعامل مع جميع الاحتمالات، وفي حال قيام صالح باستخدام هذا النوع من الأسلحة فسيجد الرد المناسب والحاسم من قوات التحالف.

وعلى صعيد الوضع الإنساني، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس إن ثلاث شحنات تحمل مساعدات وطاقما طبيا تحاول إرسالهم لليمن مازالت ممنوعة من الدخول رغم مناشدات لتحالف عاصفة الحزم الذي يسيطر على المجال الجوي والموانئ في البلاد. وتسعى اللجنة إلى الحصول على ضمانات أمنية لطائرتين تحاول إرسالهما لصنعاء، إلى جانب قارب على متنه فريق جراحي لمدينة عدن.

في موازاة ذلك، اجتمع مجلس الأمن الدولي أمس لمناقشة مقترح روسي لوقف غارات «عاصفة الحزم» لأسباب إنسانية.

حشود حوثية

من جهة ثانية، أكدت مصادر أن السعودية رصدت أكثر من 600 حالة تجمعات عسكرية للحوثيين بالقطاعات الحدودية السعودية اليمنية، منذ بداية «عاصفة الحزم»، من خلال كاميرات الرصد الحراري المنتشرة على الشريط الحدودي بين السعودية واليمن.

(عدن، صنعاء - د ب أ،

 أ ف ب، رويترز)