واشنطن تقصف «خراسان» و«داعش» قد ينسحب من كوباني

نشر في 15-11-2014 | 00:06
آخر تحديث 15-11-2014 | 00:06
No Image Caption
«الأمم المتحدة»: التنظيم يزداد قوة رغم الغارات الدولية ويرتكب جرائم حرب في مناطق سيطرته
استهدفت الولايات المتحدة للمرة الثالثة مجموعة «خراسان» المرتبطة بـ«القاعدة» والتي يعتقد أنها قدمت إلى سورية من إيران، في حين بدأ تنظيم «داعش» يغرق شيئاً فشيئاً في حرب استنزاف بمدينة كوباني مما دفعه إلى دراسة امكانية الانسحاب فجأة من المدينة.

أغارت المقاتلات الأميركية على "مجموعة خراسان" الجهادية أمس الأول في سورية، في ضربة هي الثالثة ضد هذه المنظمة المرتبطة بـ"القاعدة" منذ بداية أغسطس، بحسب ما أعلنت القيادة الأميركية الوسطى.

وقال المتحدث الكولونيل باتريك رايدر: "يمكننا التأكيد أن الطيران الأميركي ضرب هدفاً في سورية مرتبطاً بشبكة من عناصر سابقين في القاعدة يسمون مجموعة خراسان التي تعد لهجمات خارجية ضد الولايات المتحدة وحلفائها".

ورفض المتحدث الإدلاء بتفاصيل اضافية عن الغارة الجوية، وهي الأخيرة في سلسلة غارات شنت على هذه المجموعة التي يقول المسؤولون الأميركيون انها تضم مقاتلين من "القاعدة" و"جبهة النصرة"، الفرع السوري لتنظيم "القاعدة".

وسبق أن استهدفت الولايات المتحدة "مجموعة خراسان" مرتين: الأولى في سبتمبر في مستهل حملة الضربات الجوية في سورية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) المتطرف والتي بدأت في 23 من الشهر المذكور، والثانية الأسبوع الفائت حين استهدف الطيران الاميركي خبير المتفجرات الفرنسي في المجموعة دافيد دروجون.

كوباني حرب الاستنزاف

الى ذلك، وبعد شهرين على بدء هجومه على مدينة كوباني السورية الكردية الحدودية مع تركيا، بات "داعش" يخوض حرب استنزاف مكلفة في المدينة التي كانت حتى قبل وقت قصير مهددة بالسقوط، في ظل مقاومة شرسة من المقاتلين الأكراد المدعومين بغارات الائتلاف الدولي وقوات مساندة فعالة.

ويقول الخبير الفرنسي في الشؤون الإسلامية رومان كاييه: "تنظيم الدولة الاسلامية يسيطر على أكثر من نصف المدينة لكنه لم يعد يحرز تقدما. قبل اسابيع، كل شيء كان يؤشر الى سقوط وشيك لكوباني (عين العرب)، ومن الواضح اليوم انها لن تسقط".

ويقول كاييه: "وقع تنظيم الدولة الاسلامية في كمين محكم، فالولايات المتحدة أعلنت ان كوباني ليست نقطة استراتيجية في نظرها. لكن الواقع ان طائراتها كانت كثفت غاراتها. وليس اسهل على طائرات من استهداف مدينة فرغت من السكان".

وفوجئ التنظيم الجهادي الذي كان يرى المدن والجبهات في سورية والعراق تفرغ حتى قبل وصوله نتيجة الرعب الذي يثيره وقوة ترسانته من الأسلحة والذخائر، بمقاومة كوباني الشرسة.

ويقول مدير المرصد رامي عبدالرحمن "نفذ التنظيم 23 عملية انتحارية في مدينة تتراوح مساحتها بين ستة وسبعة كيلومترات ولم يتمكن من الاستيلاء عليها. ماذا يمكنه ان يفعل بعد؟".

ويضيف "الواقع ان التنظيم لم يعد يحشد قوات بالكثافة نفسها ولم يعد يركز على المدينة التي تحولت المعركة فيها بالنسبة اليه الى حرب استنزاف".

ويخلص مدير المرصد الى أن "سقوط كوباني (عين العرب) اصبح مستبعداً (...) الا في حال حصول مفاجآت"، ويتحدث عن "معطيات تشير الى ان الدولة الاسلامية قد تنسحب بشكل مفاجئ من كوباني".

الأمم المتحدة

الى ذلك، اعلنت لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة بشأن سورية أمس أن تنظيم "داعش" يرتكب "جرائم ضد الإنسانية" على نطاق واسع في المناطق الخاضعة لسيطرته في سورية.

وفي اول تقرير، عرضت لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة صورة رهيبة عن تفاصيل ما يحصل في المناطق الخاضعة لسيطرة الجهاديين المتطرفين بما يشمل مجازر وقطع رؤوس واخذ نساء سبايا وارغامهن على الحمل.

وأكد التقرير الذي اعد تحت إشراف باولو سيرجيو بنييرو ان "المجموعة المسلحة تنتهج سياسة عقوبات تمييزية مثل الضرائب او الارغام على تغيير الدين على اسس الهوية الاتنية او الدينية، وتدمير مواقع دينية وطرد منهجي للأقليات".

وقال ان الهجمات "على نطاق واسع ومنهجي" ضد المدنيين الاكراد وضد اقلية الايزيديين تشكل "جرائم ضد الانسانية" مثل عمليات الإخفاء القسري خلال هجمات ضد المدنيين في مناطق حلب والرقة تترافق مع جرائم وتعذيب.

واضاف التقرير الواقع في 20 صفحة ان "داعش" قام "بقطع رؤوس ورجم رجال ونساء واطفال في اماكن عامة في بلدات وقرى شمال شرق سورية"، وهو يعلق جثث الضحايا عموما على صلبان لمدة ثلاثة ايام كما توضع الرؤوس فوق اسلاك عامة لتكون "بمثابة تحذير للسكان حول عواقب رفض الانصياع لسلطة المجموعة المسلحة".

وروى اسرى سابقون ان اسوأ معاملة في مراكز الاعتقال يلقاها هؤلاء الذين يشتبه في انتمائهم الى مجموعات مسلحة اخرى والصحافيون والاشخاص الذين عملوا مع الصحافة الاجنبية.

ويؤكد التقرير ايضا ان عمليات اغتصاب ترتكب بحق نساء كاشفا ان العائلات الخائفة تقوم بتزويج بناتها القاصرات على عجل خوفا من ان يتم تزويجهن بالقوة لمقاتلي التنظيم المتطرف. ويشير ايضا الى اخذ نساء ايزيديات سبايا معتبرا ذلك "جريمة ضد الانسانية".

وقال المحققون الدوليون ان "داعش" اكتسب قوة ولم يتوقف عن اقتراف جرائم ضد الانسانية في سورية على الرغم من الغارات الجوية ضده.  

(واشنطن، بيروت، جنيف ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)

«داعش» يسبي «سنيات» ويعدم أحد قيادييه

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه تمكن من توثيق 6 حالات "سبي" على الأقل، لنساء سوريات من المسلمات السنيات على يد "داعش" من الريف الشرقي لدير الزور، وحدث ذلك في المساكن العسكرية التابعة لـ"الفرقة 17" في محافظة الرقة، عند سيطرة التنظيم على الفرقة، والنساء هنَّ زوجات ضباط وصف ضباط، في قوات النظام بـ"الفرقة 17".

ونقل المرصد عن مصادر أهلية موثوقة أن ذوي النساء الستة، ذهبوا إلى الرقة، والتقوا قياديين في "داعش"، في محاولة للإفراج عنهن، وإعادتهنَّ إلى ذويهن، إلى أن قادة التنظيم رفضوا، وقالوا لذويهنَّ، إنهن "مرتدات وعميلات للنظام"، وسلموا أطفالهنَّ إلى الأهالي.

في سياق آخر، قال المرصد إن "داعش" أعدم قيادياً بارزاً في التنظيم من الجنسية السورية، وصلبه وفصل رأسه عن جسده عند دوار الجرداق في مدينة الميادين، بتهمة: "أخذ مال المسلمين بغير حق بتهمة أنهم مرتدون، واختلاس أموال من بيت مال الدولة الإسلامية حيث حُكِمَ على القياديِّ بالقتل حرابة بأمر أمير المؤمنين".

back to top