فجر يوم جديد: {أعداء النجاح}!
![مجدي الطيب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1458322261627985900/1458322269000/1280x960.jpg)
زخم بمعنى الكلمة،ة وطفرة كبيرة بالفعل، لا يمكن لمنصف تجاهلها، لكن شهدت الدورة الرابعة – في المقابل – ترهلاً إدارياً، وثغرات تنظيمية، لا يمكن إنكارها، أو غض الطرف عنها، بل يستوجب من إدارة المهرجان المتمثلة في «الرئيس» سيد فؤاد و{المدير» عزة الحسيني النظر إليها بعين الاعتبار لكي يمكن تداركها، قبل أن تستفحل، وتخصم من رصيد المهرجان «الذي ولد عملاقاً»! أول هذه الثغرات تمثلت في لجنة المشاهدة، التي كانت كريمة للغاية في منح شرف المشاركة لأفلام غير مؤهلة، سواء من حيث الرؤية الفكرية أو اللغة السينمائية، للمنافسة على جوائز المهرجان، وهو ما كشفت عنه العروض اليومية، وأتصور أنه كان سبباً في استياء بعض أعضاء لجنة تحكيم المسابقتين، ودفع بعضهم إلى استبعاد عدد من الأفلام في التصفية الأولى «لسوء المستوى»! إشكالية يمكن تجاوزها، بسهولة، في حال إطلاق يد أعضاء لجنة المشاهدة لـ «الضرب بيد من حديد» الأفلام السيئة، وحرمان أصحابها من نيل شرف المشاركة في مهرجان دولي لمجرد التباهي بهذا الشرف، والمتاجرة به بعد إدراجه في السيرة الذاتية لهم، بعيداً عن الطموح المشروع في الفوز بجائزة ما. أما الثغرة الثانية فتتجلى، بقوة، في المجاملات الصارخة التي تدفع إدارة المهرجان للترحيب بأفكار لا تنسجم وطبيعة المهرجان، ولا مكان لها في تظاهراته، كالقبول بفكرة تنظيم ورشة لـ «تعليم التفكير» لا يمكن الاقتناع بأن ثمة علاقة بينها وصناعة السينما، بدليل أن الصحافيين المكلفين بتغطية المهرجان واجهوا صعوبة بالغة في إقناع رؤساء صفحات الفن في الصحف التي يعملون لحسابها بنشر أعمالها أو التوصيات التي أسفرت عنها، بعكس ما جرى في المائدة المستديرة التي تناولت «المشاكل والتحديات التي تواجه النقد السينمائي في إفريقيا»، وكانت محل اهتمام الصحافيين والنقاد على حد سواء! في هذا السياق، لا بد من أن يتساءل المرء عن العلاقة بين «مهرجان سينمائي» وتكريم الأمهات في «عيد الأم»، حتى لو قيل إن المهرجان استثمر المناسبة لتكريم الفنانة نهال عنبر، فالزج بالمهرجان في مناسبات عامة فيه كثير من التعسف، وابتعاد عن هدفه المرسوم، بعكس المبادرة النبيلة التي تبناها المهرجان، وتمثلت في اختيار المخرجة شويكار خليفة، أستاذ الرسوم المتحركة، للقيام بجولة في مدارس الأقصر عرضت فيها أفلام التحريك (صلصال وعرائس وغيرها) على الأطفال، بهدف تنمية حاسة الفرجة والتذوق لديهم، وحثهم على التجاوب مع فن السينما، واكتشاف المواهب الدفينة فيهم، كذلك حالف التوفيق إدارة المهرجان في تخصيص يوم يُدعى إليه عُمد ومشايخ وكبراء محافظة الأقصر، التي تستضيف فعاليات المهرجان، وتخلو من وجود دار عرض واحدة للأفلام السينمائية! الأمر المؤكد أننا بصدد مهرجان عظيم الأهمية، نبيل الرسالة، والهدف، لا ينبغي أن تعكر صفوه، أو تعطل استمرار مسيرته، مثل هذه الأخطاء البسيطة، والساذجة، التي من بينها – مثلاً – عرض أحد أفلام المسابقة باللغة الفرنسية، ومن دون ترجمة إلى الإنكليزية، كما حدث في فيلم «عين العاصفة» (بوركينا فاسو)، ما تسبب في مشكلة لعدد من أعضاء لجنة التحكيم.إدارة المهرجان مُطالبة، فور انتهاء أعمال الدورة الرابعة، بتقييم فعالياتها، والوقوف على أخطائها، لتدارك سلبياتها، وهي ما زالت في المهد، مع ضرورة الإنصات للأصوات العاقلة من محبي المهرجان، الذين يتمنون له الخير ومزيداً من التقدم، من دون الانسياق وراء القول إنهم «أعداء النجاح»!