الحب في الأدب الكويتي... بين التصريح والتلميح

نشر في 14-02-2015 | 00:01
آخر تحديث 14-02-2015 | 00:01
No Image Caption
عيد العشاق محفّز إلى تقديم نصوص مفعمة بالرومانسية
ينتقى الكتَّاب والشعراء أجمل العبارات تعبيراً عن مشاعرهم تجاه المقربين منهم، فينسجون خيوط إبداعهم بماء المحبة، معبرين عن أحاسيس استقرت في الوجدان، ويقدمون هذه النصوص بمختلف أشكالها الأدبية إلى الأحباء.

 وبينما يصرّح بعض الأدباء بحبه، يكتفي البعض الآخر بالتلميح عن حكايات الغرام. «الجريدة» رصدت نصوصاً لمجموعة من الكتَّاب والشعراء، مستعرضةً حكايات العشق فيها.

تتنوع الإصدارات الأدبية المعنية بقصص الحب، من بينها «رذاذ من عطر أفكاري» حيث ينسج الكاتب خالد الحربي مجموعة نصوص مستعرضاً حكاية غرام مستوحاة من الخيال. يعتبر الكاتب أنه فقد بضع جسده باحثاً عن سبل العثور عليه ليكتشف أنه صار في أحشاء حبيبته، ومن أجواء النص: «استيقظت متأخراً، فزعا، بحثت عنه ولم أجده، تحت سريري، في أدراج مكتبي، بين أوراق أشعاري وقصصي في كل زوايا غرفتي، فشلت في العثور عليه، أجل فشلت. ولكن في النهاية، تذكرت بأني قد نسيته البارحة عندك، عندما انتهت محادثتنا الهاتفية. أرجوك ملهمتي، احرصي عليه قدر الإمكان، ضعيه في صندوق قلبك المبطن بمخمل الحب ولوعة الاشتياق فأنا لا أملك سواه، وهو الآن في أحشائك... الوداع يا قلبي».

وفي نص مقتضب جداً، يتغزل الحربي بالمرأة مصرحاً بصفات التي يحب: {تعجبني المرأة ذات الشعر الطويل المنسدل مثل ستارة مسرح إنكليزي، لأنها تدفئني في أيام تشرين الثاني، وتظلل جسدي من حر تموز}.

ومن أجواء نص آخر، يفيض بالمشاعر والعاطفة، متحسراً على ضياع الحب يقول الحربي: {لقد مات حبنا يا صغيرتي، مات يا حلوتي قبل أن يولد أو حتى نحتفل بعيد ميلاده الأول أو الثاني أو العشرين. لقد مات يا سيدتي وأنا... قبله قد مت}.

ربيع العشق

يحب الحربي الصمت، فيطيل السكوت والإصغاء، ويقول: {أعشق صمت المرأة، فبصمتها تستطيع تحريك الأجزاء المبعثرة في دهاليز صدري، وجلب الربيع عندما يدنو متى فصل الخريف}.

يعاني الحربي من فراق الحبيبة فيعزف لحن الفراق المزعج ألماً ويسكب الجرح دماً فقط لأنه كان ضحية العشق: «اعزفي على أوتار جراحي أروع المقطوعات/ على ناي الألم كمان الدموع وقيثارة الصبر من بيانو الفراق، فأنا يا أميرتي لست سوى بقايا لحن من رجل سقط من أعلى نغمات الحب. اعزفي أروع ألحانك فوق رجل حي وعند الانتهاء سأصفق لذبول روحي ومعي أسقام عمري جمهوري».

زهرة الحب

يربط الحربي بين الحب والوسامة فيقول: «عندما أحببتك صرت وسيماً عشرات المرات، عندما عانقتك، لامست بأناملي أبعد النجمات، عندما تغفين فوق حدائق صدري، تحلمين وبكل حنين، تأسرني قصص الحب ونساء الروايات. أنتِ المرأة الأولى في تاريخ ميلادي أنتِ الشمعة التي ترقص في أعياد ميلادي صغيرتي يا زهرة حب في عيد الحب، وهدية لأروع العشاق، تعالي لنكمل بقية الحكايات، نرسم بألوان هيامنا أغرب اللوحات، عندما أحببتك ضاعت مني خارطة أوطاني وحدود الأرض، أتسلق جبال ضفائر حبك آه يا حبيبتي كم طعم شفتيك أعياني».

بدورها، الشاعرة مريم فضل تختزل مشاعر الحب والرومانسية في نصوص مقتضبة جداً، وفي نص «اسمع لاحتراقي» تقول:

تواتر الحزن فاسمع لاحتراقي

إني غرقت عميقاً في متاهاتي  

لا نسم الحب عطراً من مدينته  

ولا روى الحي أزهار ائتلاقاتي  

إني أسير طريقي دونما أمل  

يصون حبي وفكري والطموحات

واستحكم الحزن أفكاري وأوردتي  

وصار يكتب أسراري وأبياتي

عشق

يقدم الشاعر حمود الشايجي عبر ديوان {عشق} مجموعة نصوص جميلة تتمحور حول حكايات الغرام ويقول في نص { في لمّة الحب}: {كنت جالساً في لمة الحب، وشمس الليل تزرع أشعتها بذورا على جلدي لأنمو، ولأصل إلى العارف الذي لا يعرف أن الرحيل لن يكون موجوداً بيننا هذه الليلة. كنت جالساً أحيك كلامي ونظراتي ناحيتك يا من تراني وأراك في لمة الحب}.

ثم ينتقل إلى نص آخر بعنوان {يا حبيبي} حيث يقدم الشاعر صورة مرهفة عن عاطفته، إذ لا يود أن يزعج حبيبته بتجشم عناء الانتظار، مبيناً أنه سيفاجئها بقدومه: «لا تنتظرني فأنا سآتيك من حيث لا تدري وسأفترض الأرض لألقاك... سأباغت جيوشك وآتي إليك/ ستراني عند أسوار حظك/ أعبرها لأصل إلى قلبك. لا تلمني يا حبيبي لو رآني أحد/ فوجهي لا يزال قرباناً لك وحدك/ يا حبيبي/ نم على زندي ولا تخف/ وغادر معي إلى أبواب التجلي/ والانتصارات والهزائم.

في نص «أنت يا من يا أنت لك»، يقدم الشاعر مجموعة تساؤلات متداخلة بين المعقول واللامعقول: «هل للعشق أن يحتوي مجراتك الأسطورية؟/ وهل لقلبي أن يحيك الصلوات ليصل إلى حضرتك؟/ وهل لي منك أن تخلصني من: سيفي وأوردتي/ وشرياني التاجي/ لأحبك أكثر؟!.

وفي {مزاجي تركي} يكتب:

أمان يا حبيبي أمان

حروفي منثورة عليك منذ ليلتين

لا تغتسل منها حتى أتحرر من جسدك المنحوت عليّ  

أمان يا حبيبي أمان

منذ ليلتين ولد جسد من جسدينا  

أخذ شكل روح

أمان ... أمان يا حبيبي  

وفي نص {العاشق والمعشوق} نقرأ:

المعشوق: مالك لا تقبلني كما قيل في الكتاب/ فحبك في لا يزال له طعم الخمر/ والكثير من رائحة ماء الورد والزعفران.

العاشق: مالك تتغافل عني ولي فيك أكثر مما أرى.

المعشوق: أنا كوكبك ونجم مجرتك وما تركه الأولون عليك من خطيئة وتهلكة.

العاشق: ليس لقلبي سواك يامن فنائي في لقاك./ المعشوق: يا من أحبه قلبي مالك تختبئ بين الوجوه وأنا الذي أحيك لك صلواتي لأصل إليك؟!

«كف الدهر»

تتناول الشاعرة دلال البارود قضية مهمة ضمن هذا الجانب مسلطة الضوء على اختلاف مذاهب السين والشين في قصيدتها «كف الدهر»، ومنها المقطع التالي:

رميت العشق في يم على أطراف حضن النيل

أملت رجوعه حتى تقر العين في التقبيل

فأين الوعد يا نيلا وقد آمنت بالتنزيل

ولم أكفر بمعجزة ولم أحتج إلى التأويل

أكان فراقنا قدرا .. فتقبل حاصل التحصيل!

تمزقنا أيادي الموت بين السين والشين

كلا الطرفين في عاج ويرمي الكفر بالدين

يقد الحق من دبر وينحر دمعة العين

ونحن بكربلائهما شهيدا لحظة البين.

أما الشاعر سالم الرميضي فيقدم مجموعة قصائد عن الحب والغزل من أبرز نصوصه « الوصل الممنوع»:

من لقلب كلما طاب الكرى

حن بالتذكار للماضي الندي

بات يرعى النجم في ليل السرى

ذاهلا بين الثريا والجدي

من خيال عابر لما سرى

تاه في ليل الغرام السرمدي

مثل برق خاطف لما انبرى

في سما الأفكار ضل المهتدي

أربك التفكير ظبي ما درى

أن بعض الوصل يقضي مقصدي

كل ما في الكون من حسن طرا

يا حبيب القلب فيكم يقتدي

وصلنا الممنوع مقدار جرى

ما استطاعت رد مقدار يدي

back to top