خارج السرب: ومااات!!
نكتة الموسم بلا منازع هي النكتة التي تقول: إن انخفاض أسعار النفط لن يمسّ دخل المواطن البسيط! وهي نكتة مضحكة جداً إلى درجة أن مدير البلدية صرح بعدها مباشرة حول كفاية "مقبرة الصليبيخات" لاستقبال الأموات لعشر سنوات قادمة كرسالة تطمين لهلع المواطنين البسطاء بعد تزايد حالات "الموت من الضحك"، وبصورة مفزعة بينهم بعد سماعها!ولا يخفى عليكم أن جودة النكتة تكمن في حبكة المتناقضات التي تجعلها مميزة ومضحكة، والحبكة هنا في نكتة "اللامساس" هو أن العلاج الوحيد المتوافر لانخفاض سعر البرميل الذي تدور حوله جلّ تصريحات المسؤولين وتدندن، يتلخص بتقليص الباب الأول أو المرتبات، وإلغاء الدعم أو تخفيضه، ورفع سعر الخدمات أو الكهرباء والماء تحديداً! والأمر لا يحتاج إلى "IQ" عالٍ من "فئة عبقرينو" لنعرف أن قدر معيشة المواطن لا تقف إلا على هذه الثلاثة: المرتب، الدعم، أسعار الخدمات!! فهمتوا النكتة؟
عزيزنا المسؤول "خذ بالك" أن مجرد تخيل المواطن البسيط بدون مرتبه هو "فعل فاضح في مال عام"، فبدون الراتب خبر معيشة المواطن البسيط سيصبح عارياً عن الصحة الشرائية، ولن يتبقى له إلا خيار واحد وهو أن يكتب وصيته على "ورقة التوت" الأخيرة التي كانت تستر عورة التزاماته، ومعيشة المواطن البسيط بدون الدعم على السلع الأساسية ستصبح مجرد بطاقة دعوة لحفلة "باربيكيو" عامرة، ينشوي فيها وبمزاج "سيخ راتبه" المتبل ببهارات طلبات البيت على جمر غلاء الأسعار الملتهب، أما تصور حالة دخله بعد رفع أسعار الخدمات فهو تماما كمشهد المسرحية الكوميدية التي يقول فيها أحمد بدير "فيه راجل خبطته عربية ولما طلعت روحه خبطتها طيارة"، ليسأله أحد الممثلين بعدها: ومااات!نعم سيدي المسؤول خفيف الدم: ومااات المواطن البسيط من الضحك وشبع موتاً.